ما مقدار الدخل الشهري الذي تحتاجه بعد التقاعد في بريطانيا؟

شهدت سوق العمل في بريطانيا تقاعد نحو 565 ألف موظف منذ انتشار الوباء، ويتساءل كثير من العمال عن مقدار الدخل الشهري الذي يحتاجون إليه قبل الإقدام على خطوة التقاعد في بريطانيا.
وكان معظم الموظفين الذين استفادوا من التقاعد المبكر في بريطانيا بين سن الـ50 والـ64 بحسَب التقرير الصادر عن مجلس اللوردات هذا الأسبوع، وخلص التقرير إلى أن التقاعد المبكر أصبح شائعًا جدًّا، ويؤثر في النمو الاقتصادي للبلاد.
ولا تُعرَف الأسباب التي تدفع الموظفين إلى التقاعد المبكر بأعداد كبيرة، لكن يحتمل أن يكون السبب هو تمكن عدد كبير من الناس من استيفاء أقساط الرهن العقاري قبل الوصول إلى سن التقاعد، أو اعتماد معظمهم على الرواتب التي يجنونها من عملهم الخاص، بحيث لا يعتمدون على الرواتب التقاعدية.
مقدار الدخل التقاعدي الذي يحتاج إليه الشخص بعد التقاعد في بريطانيا

قالت جميعة الرواتب التقاعدية والمدخرات: إن كل شخص يحتاج إلى نحو 20.800 باوند سنويًّا بعد التقاعد، ونحو 33.600 باوند سنويًّا لضمان مستوى جيد من المعيشة بعد التقاعد.
ولا بد أن يحتفظ المتقاعدون في سن الستين برصيد تقاعدي يبلغ 300 ألف باوند، مع معدل إنفاق سنوي يبلغ 20.800 باوند، ما يعني أن الرصيد التقاعدي سينفذ في سن الـ84 حتى لو حصل الشخص على راتب تقاعدي كامل من الدولة في سن الـ67.
ويمكن أن يعتمد المتقاعد على رصيده التقاعدي البالغ 350 ألف باوند حتى سن الـ92، وإذا بلغ الرصيد التقاعدي 400 ألف باوند فيمكن الاعتماد عليه حتى سن الـ102، بافتراض أن نسبة التضخم لن تزيد على 2 في المئة على المدى الطويل (باستثناء هذا العام الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في معدل التضخم)، وبناءً على نسبة نمو الاستثمارات في صندوق التقاعد البالغة 4 في المئة.
ويحتاج المتقاعد في سن مبكرة إلى رصيد أعلى من ذلك بنحو 80 ألف باوند، أي لا بد أن يبلغ رصيده التقاعدي 430 ألف باوند ليتمكن من تأمين معيشته حتى سن المئة.
أما إذا تقاعد الشخص من وظيفته في سن الـ65 فسيحتاج إلى 300 ألف باوند ليتمكن من تأمين معيشته حتى سن المئة.
ولا بد من امتلاك رصيد تقاعدي مرتفع للحصول على راتب تقاعدي مقبول سنويًّا. على سبيل المثال: يحتاج المتقاعد في سن الستين إلى رصيد بقيمة 700 ألف باوند؛ لكي يحصل على راتب تقاعدي سنوي قدره 33600 باوند حتى سن المئة.
في حين يحتاج المتقاعد في سن الـ55 إلى رصيد بقيمة 825 ألف باوند؛ لكي يحصل على راتب تقاعدي سنوي قدره 33600 باوند حتى سن المئة.
ويحتاج المتقاعد في سن الـ65 إلى رصيد بقيمة 640 ألف باوند؛ لكي يحصل على راتب تقاعدي سنوي قدره 33600 باوند حتى سن المئة.
ويتوقف حجم الرصيد التقاعدي على الظروف الشخصية للمتقاعد ومقدار نمو الاستثمار في رصيده، إضافة إلى نسبة التضخم، لذا لا بد من تحويل مزيد من الأموال إلى الرصيد التقاعدي؛ للاعتماد عليه في تأمين المعيشة إلى أطول وقت ممكن.
ادخار الرصيد التقاعدي خلال فترة العمل

إن الادخار المبكر للأموال في الرصيد التقاعدي يوفر فرصة أفضل للراغبين في الاستفادة من التقاعد المبكر.
كما أن ادخار الأموال في الرصيد التقاعدي في وقت مبكر يساعد الموظف في الاستفادة من الإعفاءات الضريبية على المبالغ المدخرة، ومن ثَمّ سيتمكن من توظيف 20 بنسًا من أصل كل 80 بنسًا يُودِعها في رصيده التقاعدي.
وبحسَب موقع (Interactive Investors)، فإن من يبدأ بادخار الأموال في رصيده التقاعدي منذ سن العشرين سيحصل على مبلغ إضافي قدره 151000 في رصيده عندما يتقاعد في سن الـ67، مقارنة بمن يبدأ بادخار الأموال في الرصيد التقاعدي في سن الثلاثين.
وذلك لو افترضنا أن الموظف كان يحصل على راتب مبدئي قدره 20 ألف باوند يزداد بنسبة 1 في المئة سنويًّا، وإذا كان يدخر 8 في المئة من راتبه ويحقق نموًّا اسثتماريًّا في رصيده التقاعدي بنسبة 5 في المئة.
أما الراغبون في الوصول إلى التقاعد المبكر، فلا بد أن يعتمدوا على مدخراتهم الخاصة إلى جانب رصيدهم التقاعدي، ويمكن الوصول إلى التقاعد المبكر في سن الـ55، ومن المقرر رفع سن التقاعد المبكر إلى سن الـ57 عام 2028.
وفي حالة التقاعد المبكر لا بد من بدء الإيداع في رصيد التقاعد منذ سن مبكرة بحيث لا يقل الراتب السنوي للموظف عن 20 ألف باوند سنويًّا، ولا بد أن يستفيد الموظف من الإعفاءات الضريبية على الأموال المودعة، وأن يعمل على استثمار الأموال المودعة في رصيده على النحو الأمثل، ما يعني الاستثمار في سوق الأوراق المالية، علمًا أن نسبة المخاطرة في هذه الحالة ستكون أعلى من خيار الاستثمار التقليدي للأموال المودعة في الرصيد التقاعدي.
وكانت الأسهم البريطانية قد حققت عائدات بقيمة 4.7 في المئة، في حين وصلت العائدات الأمريكية إلى 12.5 في المئة، ووصلت نسبة العائدات الحكومية إلى 1 في المئة، في حين خسرت السيولة نسبة 2.5 في المئة خلال العقد الماضي.
وبالنسبة إلى الراغبين بالتقاعد المبكر فلا بد من تقدير الرصيد التقاعدي الذي يحتاجون إليه للإنفاق في بقية حياتهم، والتأكد من كيفية استثمار الأموال ضمن الرصيد.
وفي حالة وجود أي مخاوف من خسارة رصيد التقاعد أو عدم سداد جميع أقساط المنزل، فيمكن تقليص حجم الإنفاق أو تحرير حقوق الملكية، ويمكن التبرع بجزء من المبلغ للعائلة أو المؤسسات الخيرية في حالة وجود فائض في المبلغ المدخر، أو إنفاقه لأغراض علاجية.
ويمكن كذلك شراء ودائع سنوية مقابل اقتطاع جزء من رصيد التقاعد، وتُعَد هذه الودائع أكثر أمانًا من الاستثمار في سوق الأسهم المالية.
ويمكن شراء ودائع بقيمة 15 ألف باوند كل عام مقابل الرصيد التقاعدي البالغ 300 ألف باوند بمقدار ربح قدره 5 في المئة، ما يعني أن المتقاعد يستطيع شراء ودائع سنودية بقيمة 9564 باوند سنويًّا مقابل 150 ألف من الرصيد التقاعدي بحلول سن الـ74 وبنسبة فوائد تبلغ 6.38 في المئة.
وبالحديث عن الضرائب عند ادخار الأموال في الرصيد التقاعدي فلا بد من التفكير في مقدار الضرائب المقتطعة منه.
وبهذا الصدد نقدم إليكم أنواع الودائع المعفاة من الضرائب:

-البدل السنوي: هو المبلغ الذي يمكن إيداعه في الرصيد التقاعدي دون دفع الرسوم الضريبية، ويبلغ 40 ألف باوند، ولكن لا يستفيد المودع من الإعفاءات الضريبية إذا زاد المبلغ على 40 ألف باوند، ويمكن أن يستفيد الراغبون في الحصول على تقاعد مبكر من هذا النوع من المدخرات.
-البدل السنوي عند السحب من الرصيد التقاعدي: بمجرد البدء بسحب الأموال من الرصيد التقاعدي، فإن المبالغ المودعة في الرصيد تنخفض من 40 ألف باوند إلى 4 آلاف باوند، ما قد يؤدي إلى انخفاض الرصيد التقاعدي بحيث يضطر صاحبه إلى العودة للعمل!
-البدل الشخصي: يُعفى الموظفون في بريطانيا من ضريبة الدخل التي لا تُقتطَع من أول 12.570 باوند يحصلون عليها، ويشمل هذا الإعفاء الرصيد التقاعدي قبل أن يتجاوز 12.570 باوند.
-ضريبة الميراث: يُعفى الرصيد التقاعدي غالبًا من ضريبة الميراث، لذا يمكن الاعتماد على المدخرات الأخرى إذا كان المتقاعد راغبًا بتوريث الرصيد التقاعدي الخاص به كاملًا إلى عائلته.
-البدل السنوي الدائم: هو المبلغ الذي يمكن إيداعه في رصيد التقاعد بصفة دائمة، مع الاستفادة من إعفاء ضريبي يتراوح بين 25 و55 في المئة، ويبلغ الحد الأقصى للمبلغ المعفى نحو 1.073,100 باوند، وستلغي الحكومة البريطانية هذا النوع من الإعفاءات الضريبية بحلول عام 2029، لكن ضبط الإنفاق واستثمار رصيد التقاعد المدخر منذ سن مبكرة قد يُسهِم في نمو هذا الرصيد.
اقرأ أيضاً :
مساع لتسريع خطط رفع سن التقاعد في بريطانيا إلى 68 عامًا
الرابط المختصر هنا ⬇