التضخم في بريطانيا يقفز لأعلى مستوى في 10 أشهر.. كيف سيؤثر ذلك عليك؟

في ضربة جديدة للأسر البريطانية، ارتفع معدل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر، مما يزيد الضغوط على ميزانيات المواطنين الذين يواجهون أصلًا تكاليف معيشية متصاعدة. ومع استمرار موجة الغلاء، تتعاظم المخاوف من انعكاسات اقتصادية أوسع، وسط مطالب متزايدة بمراجعة السياسات النقدية لكبح جماح الأسعار.
تضخم متسارع.. ما الأسباب؟
كشف مكتب الإحصاء الوطني (ONS) أن معدل التضخم السنوي بلغ 3% في يناير الماضي، مقارنة بـ2.5% في ديسمبر، ليصل بذلك إلى أعلى مستوياته منذ مارس 2024. وتشير التوقعات إلى أن التضخم قد يواصل ارتفاعه ليبلغ 3.7% بحلول الصيف، مدفوعًا بتزايد أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
وبحسب غرانت فيتزتر، كبير خبراء الاقتصاد في مكتب الإحصاء الوطني، فإن هذا الارتفاع المفاجئ يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- تباطؤ انخفاض أسعار تذاكر الطيران، حيث لم تهبط بالوتيرة المعتادة بعد موسم الأعياد، متأثرةً بجدول الرحلات خلال عطلات رأس السنة.
- ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمشروبات غير الكحولية، لا سيما اللحوم والخبز والحبوب، والتي كانت قد شهدت انخفاضًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
- زيادة رسوم المدارس الخاصة، حيث فرضت تعديلات ضريبية جديدة على ضريبة القيمة المضافة (VAT)، ما أدى إلى ارتفاع الرسوم بنحو 13% خلال الشهر الماضي.
كيف ستنعكس هذه الزيادة على الأسر؟
مع تجاوز التضخم الحد المستهدف من بنك إنجلترا (2%)، تزداد المخاوف من تآكل القدرة الشرائية للرواتب، خاصة مع الزيادات المرتقبة في فواتير الإنترنت والهاتف المحمول، والتي ستثقل كاهل ملايين الأسر.
وفي هذا السياق، يقول فريزر كير، المدير الإقليمي في شركة “أبردن”:
“هذا الارتفاع غير المتوقع في التضخم يمثل عبئًا إضافيًا على الأسر التي تحاول السيطرة على نفقاتها. فمع استمرار ارتفاع الأسعار، يصبح من الصعب على المواطنين تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد الضغوط على الاقتصاد ككل.”
لماذا يهمنا التضخم؟
التضخم هو المؤشر الأبرز لتكاليف المعيشة، فهو يعكس مدى تغير أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت. ارتفاع التضخم يعني أن الأسعار ترتفع بوتيرة أسرع من نمو الدخل، مما يجعل التخطيط المالي أكثر صعوبة ويؤدي إلى تآكل المدخرات.
على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي التضخم المنخفض للغاية إلى إحجام الأفراد عن الإنفاق، مما يضر بالنشاط الاقتصادي ويؤدي إلى تراجع الاستثمارات وإغلاق الشركات. لذا، فإن تحقيق توازن دقيق بين التضخم والنمو الاقتصادي هو التحدي الأكبر أمام صناع القرار.
هل يتجه بنك إنجلترا نحو خفض أسعار الفائدة؟
في ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار نحو بنك إنجلترا، حيث تتزايد التكهنات حول موقفه من أسعار الفائدة. وبينما كان البعض يأمل في خفضها لدعم الاقتصاد، فإن استمرار ارتفاع التضخم قد يدفع البنك المركزي إلى التريث قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة من كبح التضخم قبل أن يتحول إلى أزمة خانقة تهدد الاستقرار الاقتصادي؟
المصدر: ديلي صن
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇