العرب في بريطانيا | التايمز: تقرير مروّع عن سجن صيدنايا في سوريا - ...

1445 رمضان 19 | 29 مارس 2024

التايمز: تقرير مروّع عن سجن صيدنايا في سوريا

سجن صيدنايا
فريق التحرير October 7, 2022

وُصِف بأنه أحد أكثر سجون التعذيب شهرة في نظام الأسد، إنه سجن صيدنايا الذي كان يصعب تحديد معدل الوفيات فيه، حيث كانت المقابر الجماعية تمتلئ بسرعة كبيرة! ولم يكن ممكنا نقل الجثث على جناح السرعة؛ فالسجناء الذين حُدِّدت تواريخ إعدامهم تُنقَل جُثثهم إلى مقابر جماعية قريبة في “شاحنات اللحوم”، في حين تُوضع جُثث السجناء الذين ماتوا من التعذيب أو الجوع في الملح.

 

لطالما كان سجن صيدنايا كابوسا رهيبا للمعتقلين والمعارضين المشتبه بهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. عدد كبير منهم أصبح ضمن “المفقودين” فجأة بعد إلقاء القبض عليهم فلم يسمع عنهم أحد. وقلة فقط من يعرفون ما يحدث داخل السجن، والقليل جدًّا منهم من نجحوا في الخروج من أهواله أحياء.

 

وبحسَب تقرير صحيفة التايمز فإن سجن صيدنايا يخضع لحراسة أمنية مشددة لدرجة أنه محاط بحقل ألغام مضاد للهجمات الخارجية واحتمال فرار السجناء، وحقل ألغام آخر كحصن خارجي.

 

تُشير التقديرات إلى إعدام وتعذيب وتجويع ما لا يقل عن 30 ألف نزيل في سجن صيدنايا -حتى الموت- بين عامي 2011 و2018 وفقًا لبحث جديد حول المسلخ البشري الأكثر سرية لنظام الأسد.

 

وبعد أكثر من 10 سنوات من اندلاع النزاع في سوريا، أكدت جمعية المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا (ADMSP) لأول مرة في تقرير صدر يوم الإثنين استخدام ما لا يقل عن “غرفتين ملحيتين” في السجن الذي يقع على بعد 18 ميلًا خارج دمشق.

 

تُلقى جُثث السجناء الذين ماتوا من التعذيب والمجاعة في غرفة صغيرة فيها طبقة ملح بسمك 30 سم (12 بوصة)، ربما بعد أن تُرِكوا جثثًا هامدة لبضعة أيام مع زملائهم في الزنزانة.

 

وكانت الجُثث تتراكم فوق بعضها مع رش الملح عليها؛ حتى يكون هناك ما يكفي منها لملء حمولة شاحنة!

 

وفي بعض الأحيان كانت الغرف تُستخدَم كزنزانات احتجاز، وفي أحيان أخرى تُستخدَم كأداة للتعذيب النفسي. وظهرت تقارير عن معتقلين أحياء، كانوا محرومين من الملح في وجباتهم، أُلقوا في غرفة الجُثث أيضًا.

 

ووفقًا لـ(ADMSP) فقد صُمِّمت غرف الملح بعد عام 2011 عندما أصبح معدل الوفيات في نظام السجون السورية مرتفعًا جدًّا.

 

من جهة أخرى وصف تحقيق الأمم المتحدة ذات مرة الطريقة التي يموت فيها الناس في عهد نظام الأسد بأنها “إبادة”. وقال دياب سيريا أحد مؤسسي جمعية (ADMSP) والناجي من السجن الرهيب: سجن صيدنايا هو معسكر موت شهد على جرائم شنيعة ضد الإنسانية. ووقعت فيه جرائم مروعة على مدار سنوات، منها الاختفاء القسري الجماعي والتعذيب والقتل، وخصوصًا أنه لا يخضع للعدالة والعقاب.

 

سجن صيدنايا وصيته في التعذيب!

 

كان سجن صيدنايا سيِّئ السمعة لاستخدامه المفرط للقوة والتعذيب، ولكن مع بدء الثورة -ثم الحرب لاحقًا- في عام 2011، أصبح المطاف الذي ينتهي إليه كل معارض للنظام.

 

كانت الاعتقالات التعسفية والإعدام والتعذيب منطلقا لحرب بشار الأسد ضد المدنيين، حيث اعتُقِل مئات الآلاف من معارضي النظام خلال سنوات الحرب.

 

وليس من الواضح ما إذا كانت غرف الملح لا تزال قائمة في صيدنايا أو في سجون أخرى في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة. ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، اختفى ما لا يقل عن 95.000 شخص، من بينهم ما يقرب من 6000 امرأة وأكثر من 2000 طفل، داخل سجون نظام الأسد بعد اعتقالهم بين مارس 2011 وأغسطس من هذا العام.

 

وبعد مرور 11 عامًا على الصراع، ليس لدى عائلات المفقودين سبيل لمعرفة ما إذا كان أقاربهم المعنيون لا يزالون محتجزين أو ماتوا؛ فلا يمكن الحصول على شهادات الوفاة الصادرة لأولئك الذين يموتون في السجن إلا من خلال دفع رشوة كبيرة!

 

هذا وتُقدِّر (ADMSP) إعدام ما لا يقل عن 500 شخص في صيدنايا وحده بين 2018 والعام الماضي.

 

وبالنسبة إلى وفاء علي مصطفى الصحفية والناشطة السورية التي اختفى والدها في عام 2013، فقد كان من الصعب عليها قراءة نتائج التقرير كاملة وهي تقول لصحيفة التايمز:

 

“إنه تعذيب، لا يمكنني وصفه بكلمة أخرى! لقد مرَّ اليوم على اختفاء والدي 3382 يومًا، أكثر من تسع سنوات وأنا لا أعرف شيئًا عنه. لا أستطيع قراءة هذا التقرير دون أن أتخيل وأسأل: ماذا لو حدث ذلك لوالدي؟! ماذا لو كان والدي لا يزال يعاني من هذا التعذيب، إذا كان محظوظًا بما يكفي ليكون على قيد الحياة؟!”.

 

وكشف تقرير التايمز غير المسبوق والذي استند إلى حد كبير إلى شهادات من موظفي السجن المنشقين، عن أدلة مؤكدة على التسلسل القيادي والأعمال الداخلية للسجن، ما يؤكد صِلاته بمؤسسات النظام الرسمية -وعلى رأسها الأسد- التي تُضفي عليه صفة الشرعية.

 

هذا وأفاد مسؤولو السجن المنشقون أيضًا أن المقابر الجماعية في النجها -خارج دمشق- كانت مملوءة بالمحتجزين من سجن صيدنايا. كما ترسم صور الأقمار الصناعية زيادة القبور عامًا بعد عام، ما يعكس حجم الوفيات في أكثر سجون الأسد شهرة.

 

 

المصدر: التايمز  


 

اقرأ المزيد: 

 

في صفقة تبادل أسرى.. إطلاق سراح 5 بريطانيين من سجون روسيا

تقارير: بريطانيا تمول سجونا سورية يحتجز فيها أطفال دون محاكمة!

عائلة علاء عبد الفتاح المسجون في مصر تحث وزيرة الخارجية البريطانية على التدخل لإطلاق سراحه