إتاحة تقنية البنكرياس الاصطناعي لمرضى السكري في إنجلترا وويلز قريبًا

فريق التحرير January 11, 2023

يستفيد نحو 100 ألف من مرضى السكري في إنجلترا وويلز من تقنية البنكرياس التي ستقدمها مستشفيات هيئة خدمات الصحة البريطانية (NHS).

وتعتمد تقنية البنكرياس الاصطناعي على مستشعر الجلوكوز الذي يوضع تحت الجلد؛ لحساب كمية الإنسولين الذي يُضَخّ في الدم.

وفي هذا السياق قال خبراء الصحة عن هذه التقنية: إنها أفضل طريقة للسيطرة على مرض السكري إلى جانب بروتوكولات العلاج الأخرى.

تقنية البنكرياس الاصطناعي تضبط نسبة السكر في الدم

مصابين بالسكري — *تقنية البنكرياس الاصطناعي تحاكي عمل البنكرياس الحقيقي (بيكساباي)*

وقالت إحدى الجمعيات الخيرية: “إن عمل تقنية البنكرياس الاصطناعي يشبه إلى حد كبير آلية عمل البنكرياس الحقيقي.

في حين قال المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية: “لا بد من الاتفاق مع الشركات المصنعة لهذه التقنية على بيعها بأسعار أكثر تنافسية”. وكان المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية أول من أوصى باستخدام تقنية البنكرياس الاصطناعي.

وقد أثبتت تقنية البنكرياس الاصطناعي قدرتها على تحسين حياة مرضى السكري، والتقليل من المضاعفات الصحية المُزمِنة بعد تجربتها على عدة مرضى.

ويعيش نحو 400 ألف من مرضى السكري في بريطانيا، من بينهم 29 ألف طفل.

ويعاني المرضى من عدم قدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين، أو إنتاج كميات ضئيلة جدًّا منه، ويُعَد الإنسولين الهرمون المسؤول عن تحويل الطعام إلى طاقة.

لذا يتعين على مرضى السكري مراقبة مستوى السكر أو الجلوكوز في الدم؛ حرصًا على زيادة مستويات الإنسولين في الدم باستخدام الحقن أو مضخات الإنسولين.

طفرة جديد في تكنولوجيا الطب

كلية الطب في بريطانيا — *التقنية الجديدة تضمن حياة أفضل لمرضى السكري*

وتعمل تقنية البنكرياس الاصطناعي على ضخّ الإنسولين بآلية مشابهة لوظيفة البنكرياس، لكن هذه التقنية تتطلب إدخال المعلومات المتعلقة بتناول الطعام بشكل دقيق.

وقال البروفيسور بارثا كار المستشار الوطني واختصاصي مرض السكري في مستشفيات هيئة خدمات الصحة البريطانية في إنجلترا: “لقد ثبت أن هذه التقنية توفر لمرضى السكري أفضل تحكم بنسبة الإنسولين، وبفضلها ستصبح تَبِعات مخاطر مرض السكري في الدم مثل بتر الأعضاء والعمى ومشكلات الكلى شيئًا من الماضي.

وأضاف: “إن تقنية البنكرياس الاصطناعي ستُحسِّن حياة المرضى بشكل كبير”.ومن ثَمّ فإن هذه التقنية ستسمح لمرضى السكري بممارسة حياتهم اليومية، دون القلق من ارتفاع مستوى السكر في الدم أو انخفاضه.

وفي هذا الشأن قالت ياسمين هوبكنز البالغة من العمر 27 عامًا: إنها واجهت معاناة شديدة في الحفاظ على مستوى السكر في الدم منذ أن شُخِّصت بالإصابة بمرض السكري في سن الـ12.

وقد جربت ياسمين التقنية الجديدة، وأشارت إلى أن أسلوب حياتها أصبح مريحًا جدًّا.

وأضافت: “أستيقظ اليوم كأي شخص سليم معافى وأمارس عملي وأتنزَّه”.

ارتفاع تكلفة البنكرياس الاصطناعي

*القطاع الطبي الاسكتلندي ينفق 14.6 مليون باوند لتأمين البنكرياس الاصطناعي لمرضى السكري*

قال المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية: يجب تقديم هذه التقنية لمرضى السكري في كل من إنجلترا وويلز ممن لا يستطيعون التحكم في مستوى السكر بالدم -ولا سيما النساء الحوامل-، ويبلغ عددهم نحو مئة ألف مريض.

ويمكن للمرضى أن يشاركوا آراءهم عن الأمر على موقع المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، بعد نشر الدليل الخاص بالتقنية يوم الثلاثاء 31 كانون الثاني/يناير.

ويُجرِي المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية مناقشات مع الشركات المصنعة؛ لتخفيض سعر التقنية الجديدة.

وتكلف هذه التقنية نحو 6000 باوند سنويًّا، وأشار المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية إلى ضرورة الاتفاق على تخفيض سعر التقنية عند بيعها لهيئة خدمات الصحة البريطانية بما يناسب قدرة المرضى.

وقالت هيلاري ناثان مديرة السياسات الصحية في المؤسسة الخيرية لدعم مرضى السكري: “إن هذه التقنية تُعَد طفرة في عالم تكنولوجيا الطب والذكاء الاصطناعي”.

وأشارت إلى أن تقنية البنكرياس الاصطناعي ستغير حياة مرضى السكري في كل من إنجلترا وويلز، وتقلل من الوفيات الناجمة عن انخفاض مستوى السكر في الدم أو ارتفاعه، ما سيقلل من أخطار الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد.

وأضافت: “إنها أفضل التقنيات التي تحاكي عمل البنكرياس”.

وهذا وقد بدأ مرضى السكري في اسكتلندا استخدام هذه التقنية، وأنفق القطاع الطبي الاسكتلندي 14.6 مليون باوند؛ للتأكد من حصول جميع مرضى السكري عليها.

وحصلت تقنية البنكرياس الاصطناعي على ترخيص الوكالة الصحية لتنظيم الأدوية والرعاية الصحية.

جدير بالذكر أنه يوجد نوعان من مرض السكري، ومع أن النوع الأول يُعَد أكثر شيوعًا بين المرضى، فإن كِلا النوعين يُسبِّبان ارتفاعًا في مستويات السكر، لكن النوع الأول يُعَد حالة مناعية ذاتية حيث يهاجم الجسم خلايا البنكرياس.

أما النوع الثاني فيسبب مقاومة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين، ما يزيد حاجة الجسم إلى الإنسولين؛ للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المستوى الطبيعي، ويمكن السيطرة على مستوى السكر في الدم عن طريق النظام الغذائي والتمارين الرياضية والمراقبة الدقيقة.

المصدر : بي بي سي