عريضة الانتخابات المبكرة تتجاوز مليون توقيع

في تصاعد ملحوظ للاستياء الشعبي من حكومة حزب العمال، تجاوزت عريضة إلكترونية تدعو لإجراء انتخابات عامة مبكرة حاجز المليون توقيع، لتصبح واحدة من أسرع العرائض نموًا في تاريخ بريطانيا، وفقًا لمراقبين.

مايكل ويستوود، صاحب مشروع صغير، أطلق هذه العريضة قبل أربعة أيام فقط. وفي تصريحات لصحيفة إكسبريس، أشار ويستوود إلى أن الناخبين يشعرون “بالخيانة” من حزب العمال، قائلًا: “الوعود التي قُدّمت قبل انتخابات يوليو الماضي لا تشبه بأي حال الواقع الحالي.”

تأييد سياسي واسع

حظيت العريضة بدعم واسع من شخصيات سياسية بارزة. زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج وصف الإقبال على التوقيعات بأنه “غير مسبوق”، مشيرًا إلى تسجيل 750 ألف توقيع خلال 24 ساعة فقط.

من جهته، هاجم روبرت جينريك، السياسي المحافظ، حزب العمال بقوله: “أكثر من مليون شخص عبّروا عن غضبهم من كذب حزب العمال في الانتخابات العامة. ستارمر قال بوقاحة شيئًا للحصول على السلطة ويفعل الآن عكس ذلك تمامًا. لن يثق أحد بكلامه مجددًا.”

وفي تعليق آخر، أشار رئيس حزب المحافظين نايجل هدلستون إلى أن العريضة “تُظهر بوضوح انتهاء شهر العسل لحزب العمال”، مضيفًا: “أن تصل العريضة إلى مليون توقيع في وقت قياسي يعكس غضب الناس.”

كما سخر وزير الأعمال في حكومة الظل أندرو غريفيث من سياسات الحكومة بقوله: “لو كانت هذه الحكومة منتجًا استهلاكيًا، لكان الناس أعادوها بموجب قوانين تضليل المستهلك بعد رفع رايتشل ريفز للضرائب رغم وعودها بعدم القيام بذلك.”

امتداد الغضب إلى اسكتلندا

وصف عضو في البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي تجاوز العريضة حاجز المليون توقيع بأنه “مذهل”، مضيفًا: “أن تصل هذه العريضة إلى مليون توقيع بعد أقل من خمسة أشهر على الانتخابات يعكس استياءً واسعًا. ربما تكون فترة شهر العسل لحزب العمال هي الأقصر في التاريخ.”

دعم من الشخصيات العامة

امتد تأثير العريضة إلى خارج الأوساط السياسية. الملياردير إيلون ماسك وصف العريضة بأنها “حطمت الرقم القياسي لأسرع عريضة تصل إلى 100 ألف توقيع”، وعلّق بأنها “مثيرة للاهتمام.”

نائب زعيم حزب الإصلاح البريطاني ريتشارد تايس دعا المواطنين إلى الانضمام للعريضة قائلًا: “لنجعل هذه العريضة الأكبر في تاريخ بريطانيا. وقّعوا، شاركوا، وانشروا الكلمة.”

الحساب الرسمي لبرنامج “مزرعة كلاركسون” نشر رابط العريضة، بينما دعا النائب المحافظ روبرت لو المواطنين إلى: “تسجيل استيائهم وغضبهم من هذه الحكومة العمالية عبر التوقيع على العريضة.”

آلية العرائض وتأثيرها السياسي

وفقًا للقوانين البريطانية، يُطلب من الحكومة الرد على أي عريضة تتجاوز 10 آلاف توقيع، وتُناقش في البرلمان إذا تجاوزت 100 ألف توقيع. مع تجاوز هذه العريضة حاجز المليون توقيع، أصبحت مؤهلة للنقاش البرلماني، مما يُشكل ضغطًا كبيرًا على حكومة حزب العمال.

وفي تصريح من أحد الداعمين للعريضة، قال صاحب حانة Wagon and Horses، التي تُعرف بأنها “الأرخص في بريطانيا”: “أعتقد أن الناس قد اكتفوا. ما يحدث في أمريكا يوضح أن الوقوف معًا يمكن أن يُحدث تغييرًا. علينا مواجهة الضرائب المتزايدة والتضخم، ودعم المجتمعات من حولنا.”

مع تزايد الغضب الشعبي وسرعة انتشار العريضة، يبدو أن حكومة حزب العمال تواجه اختبارًا حقيقيًا لثقة المواطنين. يبقى السؤال الأهم: هل ستستجيب الحكومة لهذه الدعوات، أم ستواجه مزيدًا من الضغوط الشعبية والسياسية في المستقبل القريب؟