الاتحاد الأوروبي يؤجل فحص بصمات الأصابع والتعرف على الوجه في ميناء دوفر
من المتوقع أن يُرجِئ الاتحاد الأوروبي العمل بقانون فحص بصمات الأصابع والتعرف على الوجه في ميناء دوفر؛ بسبب مخاوف من احتمال تعطيل السفر أثناء الألعاب الأولمبية الصيفية العام المقبل في باريس.
هذه الخطوة، التي سيناقشها الاتحاد الأوروبي في يونيو، ستكون بمثابة نقلة كبيرة لمشغلي الحافلات ومسؤولي النقل، الذين عانى ركابهم المسافرون إلى كاليه في عيد الفصح من تأخيرات وصلت إلى 14 ساعة. أضف إلى ذلك أن هذه الخطوة تثير القلق إلى حد ما؛ بسبب الفوضى التي قد تُحدِثها في عمليات فحص جوازات السفر في دوفر ويوروتونيل في فولكستون ومحطة يوروستار في لندن.
الاتحاد الأوروبي يؤجل فحص بصمات الأصابع في ميناء دوفر
قال دوغ بانيستر الرئيس التنفيذي لميناء دوفر: إن رؤية الازدحام مرة أخرى في عيد الفصح لن يكون مقبولًا البتة.
وقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت عمليات التحقق من جوازات سفر المسافرين سريعة. ولكن بعد رفع قيود الوباء ووضع بريطانيا الجديد بعد البريكست، تطلّب من شرطة الحدود “ختم” جوازات السفر والتحقق من أن الراكب لم يتجاوز مدة الإقامة، ما جعل العملية تستغرق ساعة كاملة خلال عيد الفصح!
وفي هذا السياق قال أنتوني ماريت رئيس اتحاد مشغلي الحافلات (UKCOA): شهد عيد الفصح ازدحامًا كبيرًا وفوضى عارمة لم نشهد لهما مثيلًا منذ الوباء. وفي حال إدخال مزيد من الإجراءات التي تؤخر عملية فحص الجوازات فربما تصل الأمور إلى ما لا تُحمَد عقباه!
يُذكَر أنه بموجب نظام الدخول والخروج الجديد (EES) الذي ينوي الاتحاد الأوروبي تطبيقه في نوفمبر، يتعين على الركاب السماح بالحصول على بصمات أصابعهم والتقاط صور لوجوههم في المرة الأولى التي يصلون فيها إلى أوروبا، ثم ستسمح البيانات المسجلة، ويشمل ذلك أي دخول مرفوض، بفحص الجوازات بشكل أسرع حسَب ما أفاد به جون كيفي، رئيس هيئة الشؤون العامة في يوروتونال (Eurotunnel).
ومع ذلك، تكمن مشكلة يوروتونال ودوفر في عدم وجود مجال للتوسع بهدف إنشاء مناطق تسجيل (EES)، حيث قال كيفي بهذا الصدد: إننا ندعم عملية الوصول إلى الحدود الذكية، حيث يجري تبادل مزيد من البيانات مسبقًا وتتم العمليات في نفس المركز الحدودي إلكترونيًّا.
ولكن المشكلة تكمن في عملية التسجيل، إذ أشار كيفي إلى مشكلات التكنولوجيا التي ستواجه الاتحاد الأوروبي عند إجراء فحوصات ما بعد التسجيل باستخدام تقنية التعرف على الوجه. وأوضح أنه ليس هناك ما يضمن أن الماسحات الضوئية ستعمل من خلال الزجاج الملون في نوافذ المقعد الخلفي. فإذا لم تعمل هذه التقنية فسيتعين على الركاب الخروج من سياراتهم، ما يزيد من المخاوف على سلامتهم.
وأضاف كيفي: ثمة مخاوف أخرى بشأن الركاب المختلطين. فلن يخضع حاملو جوازات سفر الاتحاد الأوروبي لعملية الفحص، لكنهم لن يتمكنوا من المرور عبر بوابات المسار السريع إذا كانوا يسافرون مع حاملين لجوازات سفر بريطانية.
وعلى ضوء ذلك قال بانيستر: إن ميناء دوفر تربطه علاقة جيدة مع فرنسا، وأكد أن هناك اقتراحات توصي بنقل مركز معالجة بصمات الأصابع إلى مكان ما مثل سيفينجتون في كنت. لكن وزارة النقل أكدت أنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي تغيير لوائحه للسماح بأخذ بصمات الأصابع خارج الموقع.
وما يزيد الأمر تعقيدًا هو عدم وضوح ماهية البيانات المطلوبة عند نقطة الخروج من بريطانيا.
من جهة أخرى قالت نيكولا مالون، رئيسة التجارة في الخدمات اللوجستية ببريطانيا (Logistics UK): إن تأثير هذه الخطوة على التجارة يثير القلق، في إشارة إلى تأخيرات تسليم السلع إلى المتاجر بسبب الطوابير التي تعرقل الشاحنات.
في حين قال متحدث باسم الحكومة: إنها التقت مؤخرًا بمشغلي الحافلات؛ لمناقشة تنفيذ عمليات الفحص الجديدة الخاصة بنظام الاتحاد الأوروبي. وأضاف: إن الحكومة البريطانية تعمل عن كثب مع نظيرتها الفرنسية والموانئ للتأكد من أن الركاب لا يواجهون تأخيرات غير ضرورية.
وبينما يستمر الاتحاد الأوروبي بالتأكيد على أنه يتقدم في إجراءات التسجيل الجديدة مع أوائل نوفمبر 2023، قال مصدر مطلع على الاجتماعات مع السلطات الفرنسية: إن هناك تساؤلات عما إذا كان التسجيل سيؤجل حتى ربيع 2024 أو بعد الألعاب الأولمبية في يوليو وأغسطس في باريس. وأضاف: إن اجتماع الاتحاد الأوروبي المزمع عقده في 9 يونيو سيوضح الأمور.
اقرأ أيضًا:
طوابير طويلة لمسافرين عالقين بميناء دوفر في بريطانيا
حافلات طلبة مدارس ضمن العالقين على ميناء دوفر بطوابير جاوزت 3 ساعات
تأجيل فرض رسوم زيارة دول الاتحاد الأوروبي على البريطانيين إلى عام 2024
الرابط المختصر هنا ⬇