الانتقائية تطغى على حرية التعبير في الإعلام الغربي!
أفادت صحيفة التلغراف أن بي بي سي أطلقت تحقيقًا عاجلًا مع صحفيين عرب يعملون لديها بتهمة دعمهم لحركة حماس على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفهم هجوم حماس على “إسرائيل” في السابع من أكتوبر الجاري بأنه “صباح الأمل”!
ونقلت التلغراف عن متحدث باسم بي بي سي أن القناة ستتخذ إجراءات تأديبية بحق أي صحفي يُثبت التحقيق انتهاكه لإرشاداتها التحريرية.
الإعلام الغربي ومأزق حرية التعبير
وعرضت الصحيفة تغريدات الصحفيين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم سالي نبيل، وعمرو فكري، ومحمود شلبي، وسلمى خطاب، وسناء الخوري وندى عبد الصمد، وآية حسام.
وكانت تهمة محمود شلبي، وهو مذيع قديم في هيئة بي بي سي يقيم في القاهرة، أنه شارك في محادثة عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) يُزعم أنه “سخر فيها من امرأة اختطفت حماس جدتها”!
أما المذيعة آية حسام فاتُّهِمت بإعادة تغريد منشور يتضمن عبارة: “على الصهيوني أن يعرف أنه سيعيش لصًّا ومغتصبًا”، في حين كان ذنب الصحفية سلمى خطاب المقيمة في القاهرة أنها أُعجِبت بتغريدة تقول:
“لا يمكنك دعم المناضلين من أجل الحرية في أوكرانيا وهم يقاومون الاحتلال الروسي، ولا تدعم المقاومين في فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا إن كنت عديم الضمير”.
وأعادت ندى عبد الصمد، وهي محررة برامج في بيروت، نشر مقطع فيديو لإسرائيليين يختبئون “داخل حاوية خوفًا من مقاتلي المقاومة الفلسطينية”.
ولم يكن عمرو فكري، وهو مراسل ومحلل رياضي، تحت المجهر شخصيًّا، بل شركة (Egypt All Sports) التي يديرها، والتي أصدرت بيانًا قالت فيه: “كل التوفيق لإخواننا الفلسطينيين في حربهم ضد كيان الاحتلال”.
ويُفترض أن تحقق بي بي سي مع المراسلة المقيمة في بيروت سناء خوري؛ لنشر تغريدة قالت فيها: “هيبة إسرائيل تبكي في الزاوية”، وأشارت فيها إلى “توزيع البقلاوة والحلوى في لبنان”؛ احتفالًا بهجوم حماس على “إسرائيل”.
ويبدو أن تقصّي التلغراف لم يقتصر على التغريدات فحسب، بل شمل الإعجاب بها أيضًا، إذ اتُّهِمت المراسلة سالي نبيل بالإعجاب بتغريدة قالت: “المقاومة الفلسطينية تفاجئ المحتل الإسرائيلي بعملية نوعية”، وبتعليق على مقطع فيديو يُظهِر سيارات جيب محملة بالجثث ومدنيين مختطفين. وجاء في التعليق: “مشهد رائع صوَّرته”.
يُشار إلى أن التحقيق أُطلق بعد ساعات من المظاهرة الحاشدة التي شهدتها لندن أمام مقر قناة بي بي سي؛ احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين والأطفال في غزة، وعلى التغطية الإعلامية الغربية المنحازة لإسرائيل.
فهل كانت ستُتخذ هذه الإجراءات لو كانت تغريدات الصحفيين العرب مناهضة لروسيا في حربها على أوكرانيا؟
اقرأ أيضًا:
- رغم نجاح تنظيم كأس العالم.. لا تزال قطر تؤرق الإعلام الغربي
- كأس العالم 2022.. وزير خارجية قطر يستنكر ازدواجية معايير الإعلام الغربي
- بيلا حديد تلقن إسرائيل والإعلام الغربي درسا قاسيا بعد رحيل أبو عاقلة
الرابط المختصر هنا ⬇