العرب في بريطانيا | رغم نجاح تنظيم كأس العالم.. لا تزال قطر تؤرق ال...

1445 شوال 10 | 19 أبريل 2024

رغم نجاح تنظيم كأس العالم.. لا تزال قطر تؤرق الإعلام الغربي

رغم نجاح تنظيم كأس العالم.. لا تزال قطر تؤرق الإعلام الغربي
فريق التحرير December 22, 2022

أشاد رئيس منظمة الفيفا جوليان أنفانتينو بنجاح بطولة كأس العالم 2022 التي نُظِّمت في قطر من جميع النواحي، وقال أنفانتينو: إن نسخة كأس العالم التي استضافتها دولة عربية وإسلامية لأول مرة كانت الأفضل على الإطلاق.

وأشار إلى أن تعرف مشجعي كرة القدم حول العالم على العالم العربي كان أمرًا مهمًّا لمستقبل الجميع، وأشاد بأجواء البهجة التي وحَّدت جميع المشاركين والحاضرين في البطولة.

قطر تؤرق الإعلام الغربي في كأس العالم 

بطولة كأس العالم 2022 في قطر
بطولة كأس العالم 2022 في قطر

وذكرت صحيفة الديلي ميل الناطقة باسم اليمين البريطانية أن العباءة العربية هي لباس تقليدي يرتديه العرب منذ آلاف السنين في المناسبات الرسمية، وقارنتها بربطة العنق السوداء الشائعة في الغرب، وأشارت الصحيفة إلى أن العباءة تحمل دلالات أخرى، حيث يرتديها المسؤلون والملوك ورجال الدين، وقالت الديلي ميل: “إن الهدف مما فعله أمير قطر هو إرسال رسالة محددة”.

في حين نشرت صحيفة الميرور عنوانًا مضلِّلًا: ليونيل ميسي يضطر إلى تغطية قميص الأرجنتين مقابل رفع الكأس!

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق جاري لينيكر: إنه لم يكن سعيدًا بإلباس ميسي العباءة العربية، وأضاف: “يا لها من مشاهد رائعة، لقد حققت الأرجنتين كأس العالم، لكن من المعيب تغطية قميص ميسي!”.

وقالت صحيفة (Laurie Whitell): “من الواضح أن القائمين على البطولة كانوا راغبين بإقحام صورة بلادهم في مشهد رفع الكأس! لقد وضع الأمير العباءة على ميسي، وبدا مشهد العباءة غير متناسب مع بقية قمصان المنتخب الأرجنتيني الملونة بالأزرق والأبيض، يجب أن تكون لحظة رفع الكأس خاصة باللاعبين وليس بالدولة المستضيفة”.

وتساءل لاعب كرة القدم الأرجنتيني السابق بابلو زاباليتا قائلًا: “لماذا فعل الأمير ذلك؟ ما من سبب وجيه لإلباس ميسي العباء!”.

وقال مراسل قناة سكاي سبوت كافيه سوليكهول: “في العادة يرفع الكابتن الكأس أثناء ارتداء القميص الذي يمثل منتخب بلاده، كما أن قيمص المنتخب الأرجنتيني من أشهر القمصان في تاريخ كرة القدم العالمية، لكن ذلك لم يحصل ليلة فوز الأرجنتين بالكأس؛ لقد رفع ميسي الكأس أثناء ارتدائه لباسًا عربيًّا يسمى البشت!”.

ولم يكن أنفانيتنو أول المشيدين ببطولة كأس العالم التي نُظِّمت في قطر، حيث قال المالك السابق ونائب رئيس نادي أرسنال الإنجليزي: “لقد كسبت قطر العديد من الأصدقاء حول العالم؛ بسبب نجاحها في استضافة البطولة على أرضها، ولا سيما بعد النجاح الذي حققته هذه النسخة من البطولة”.

وأشار ديفيد دين إلى أنه كان محظوظًا جدًا حين استطاع حضور البطولة في قطر، وقال: “لقد نظَّمت قطر نسخة فريدة من بطولة كأس العالم، لم نشهد لها مثيلًا سابقًا ولن نشهد لها مثيلًا مرة أخرى”.

كأس العالم..فرصة للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية

قطر تنجح في تصدير الثقافة العربية والإسلامية إلى العالم
قطر تنجح في تصدير الثقافة العربية والإسلامية إلى العالم

وأشار الكاتب الأمريكي روبرت موجيلنيكي من معهد دول الخليج العربي بواشنطن إلى أن نجاح قطر سينعكس بنتائج إيجابية على كثير من المجالات وبخاصة السياحة.

وقد أسهمت بطولة كأس العالم في قطر بتعريف المشجعين من جميع أنحاء العالم بالثقافة والتقاليد العربية والإسلامية، ولقيت هذه الثقافة إعجابًا لدى كثير من المشجعين، وقد شوهد كثير من النساء اللاتي يرتدين الحجاب المزين بألوان المنتخبات العربية على شُرفات المنازل في قطر.

كما أفادت التقارير بأن النساء شعرنَ بمستوى عالٍ من الأمان عند حضور المباريات؛ نتيجة منع السلطات القطرية تناول المشروبات الكحولية في المدرجات.

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو اعتناق بعض المشجعين لدين الإسلام أثناء وجودهم في قطر.

لا شك أن الإنجاز الذي حققته قطر لم يكن مجانيًّا؛ فقد أنفقت الحكومة القطرية أكثر من 220 مليار دولار على استضافة بطولة كاس العالم، ولم يكن الهدف من ذلك تحقيق الأرباح، بل الحصول على موافقة واعتراف دولي بالبطولة التي نُظِّمت في قطر.

وفي هذا السياق قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “لقد وَفَينا بوعدنا، ونظَّمنا بطولة استثنائية في بلد عربي، وأتحنا الفرصة لشعب العالم للتعرف على ثقافتنا الغنية وقيمنا الأصيلة”.

وأشار أنفانتينو إلى أن المشجعين لم يعرفوا عن قطر سوى ما سمعوه في الإعلام، لكنهم سرعان ما اكتشفوا كثيرًا من الأشياء عن العالم العربي بعد زيارة قطر، ويكفي قطر فخرًا أن يعرف الناس ثقافتها وثقافة المنطقة العربية بأنفسهم، بدل أن يعتمدوا على الصور النمطية التي يروجها الإعلام”.

ورغم ذلك انتقدت وسائل الإعلام الغربية والصحفيون الأمير تميم بعد أن ألبس ميسي العباءة العربية التقليدية قبل تسليمه الكأس.

ومن المعروف أن الشعوب العربية ترتدي هذه العباءة في المناسبات الخاصة مثل التخرج أو الزواج، وقد أصر الإعلام الغربي على ربط ذلك بالبيروقراطية الفاسدة والقهرية، وقد أخطأ الصحفيون الغربيون في فهم نية الأمير القطري وموقفه.

على سبيل المثال نشرت صحيفة الديلي ميل مقالًا بعنوان: “مستضيفو كأس العالم في قطر يُجبِرون ميسي على تغطية قميصه الشهير الذي يحمل رقم 10 برداء عربي عند رفع الكأس، وهو ما وصفته الصحيفة بالفعل الأناني”.

وقال الصحفي جيمس بيرس من صحيفة (The Atlantic): “إن إلباس ميسي العباءة العربية أفسد لحظة رفع الكأس، وكتب الصحفي على تويتر: “لقد انتظر منتخب الأرجنتين سنوات طوالًا ليصل إلى لحظة رفع الكأس، ولم يدخر القطريون جهدًا لإفساد هذه اللحظة الخاصة، ما سبب تغطية قميص ميسي بالعباءة العربية، يا له من أمر سخيف! أنا سعيد حقًّا بأن ميسي لا يرتدي العباءة الآن!”.

عباءة ميسي..محاولة لتشويه سمعة قطر

عباءة ميسي تثير جدلًا واسعًا في الإعلام الغربي
عباءة ميسي تثير جدلًا واسعًا في الإعلام الغربي

وفي النهاية فإن جميع الدول لديها مزاياها وعيوبها، سواء كانت في الغرب أو في العالم الإسلامي، وهناك العديد من القضايا والمشكلات التي يجب على الحكومة القطرية النظر فيها، ولكن هذا لا يعني إنكار الإنجاز الذي حققته قطر بتنظيم أفضل نسخة من كأس العالم على أرضها.

جدير بالذكر أن العباءة كانت شفافة ولم تغطِّ قميص ميسي بالكامل، كما أن وضع العباءة على كتفي اللاعب لم تكن رسالة سياسية، وهي بلا ريب ليست محاولة لسرقة المجد الذي صنعه ميسي، بل إنها على العكس تمامًا، لقد كانت لفتة حقيقية لتكريم ميسي والاحتفاء به، ولا سيما أن هذه اللفتة جاءت من رئيس دولة.

ويجب ألا ننسى أن الثوب الذي يرتديه خريجو الجامعات في جميع أنحاء العالم مستوحى من العباءة الشائعة التي ترتديها الشعوب العربية الإسلامية.

ورغم ذلك يقول بعض المؤرخين الغربيين: إن الثوب الذي يرتديه خريجو الجامعات كان الثوب التقليدي لرجال الدين المسيحيين، وقد منحه رجال الدين لخريجي الجامعات في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ولكن ما ذا إذا تساءلنا وقلنا: من أين حصل رجال الدين المسيحيون على هذا الرداء؟! لقد أسس المسلمون أول جامعة في العالم، أي قبل ظهور المؤسسات التعليمية في أوروبا بسنوات خلت، وقد اعتاد الطلاب المسلمون ارتداء هذه العباءات. (pascuccirestaurant.com)

كل ذلك يوحي بأن انتقاد العباءة التي ارتداها ميسي ليس سوى محاولة لتشويه سمعة قطر قدر الإمكان.

وعلى الرغم من الإشادة بما قدمته قطر في بطولة 2022 التي عُدَّت أفضل نسخة من كأس العالم على الإطلاق، فإن كثيرًا من الغربيين لا يستطيعون تقبل ذلك، وما زالوا مستائين من استضافة دولة عربية وإسلامية لبطولة كاس العالم!

 

المصدر: Middle East Monitor


 

اقرأ أيضاً :

سكاي: هؤلاء هم الأفضل في كأس العالم قطر 2022

الإعلام العالمي يحتفي بإنجاز المغرب في كأس العالم 2022

كيف غطى الإعلام البريطاني أحداث نهائي كأس العالم 2022 في قطر