العرب في بريطانيا | كيف قرأ الإعلام البريطاني استهداف قادة حماس في ...

1447 ربيع الأول 17 | 10 سبتمبر 2025

كيف قرأ الإعلام البريطاني استهداف قادة حماس في قطر؟

كيف قرأ الإعلام البريطاني استهداف قادة حماس في قطر؟
عبلة قوفيSeptember 9, 2025

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم غارة جوية على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة اجتماعًا رفيع المستوى لقيادات حركة حماس كان يُعقد في إطار محادثات وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية.

الهجوم، الذي أسفر عن استشهاد خمسة أعضاء من الحركة وعدد من حراس الأمن القطريين، بينما نجا القادة المستهدفون وفق روايات غير مؤكدة، يُمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية وضربة موجعة للجهود الرامية لوقف النزاع في المنطقة.

وقد أثار هذا الاعتداء إدانات دولية واسعة النطاق، حيث اعتبرته قطر تعديًا سافرًا على أراضيها وخرقًا للقانون الدولي، في حين انضمت الأمم المتحدة ودول عربية كالسعودية والإمارات ومصر وتركيا إلى الأصوات التي حذّرت من أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي سيُقوّض فرص التهدئة، ويدفع المنطقة إلى مزيد من الانفجار.

كيف غطى الإعلام البريطاني هذا الهجوم؟

Image

الغارديان:

جاءت تغطية صحيفة الغارديان البريطانية للغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة بلغةٍ مشبعة بالتحفظ والتحليل السياسي، إذ أبرزت الصحيفة حجم الخطورة المترتبة على استهداف بلدٍ يُعد حليفًا بارزًا للولايات المتحدة ووسيطًا مركزيًّا في محادثات وقف إطلاق النار.

الصحيفة لفتت إلى أن البيت الأبيض نفسه وصف الهجوم بأنه “لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”، في إشارة نادرة إلى التباين بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي. كما رصدت الغارديان حالة الارتباك الدبلوماسي التي أثارها القصف، ولا سيما بعد تأكيد مسؤولين قطريين أنهم لم يتلقوا تحذيرًا مسبقًا إلا مع بداية الانفجارات، على عكس ما أعلنته واشنطن.

وبحسَب الصحيفة، فإن الهجوم لم يقتصر على تداعياته العسكرية، بل فتح الباب أمام أزمة دبلوماسية قد تُقوّض جهود الوساطة القطرية، كما أشارت الغارديان إلى أن الضربة جاءت بالتوازي مع تحركات إسرائيلية أوسع في غزة، حيث يعيش مئات الآلاف تحت ظروف وُصفت بـ”المجاعة”.

وركزت الصحيفة على المواقف الدولية، بدءًا من إدانة قطر وتركيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مرورًا بالانتقادات البريطانية على لسان زعيم حزب العمال كير ستارمر، الذي وصف الغارة بأنها انتهاك صارخ لسيادة دولة ذات سيادة، في وقت واصل فيه رئيس الوزراء البريطاني التمسك بلقاء الرئيس الإسرائيلي في لندن. هذا التناقض في الموقف السياسي البريطاني لم تغفله الصحيفة، معتبرة أن لندن تُوازن بين إدانة لفظية للهجوم واستمرار تحالفها مع إسرائيل.

آيريش نيوز

قدّمت صحيفة آيريش نيوز تغطيةً للهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة بنبرة توازن بين تأكيد خطورة التصعيد ورصد ردود الفعل القطرية والدولية.

وأبرزت الصحيفة أن الغارة تأتي في وقت تتعثر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن الهجوم يوسّع دائرة الحرب خارج الأراضي الفلسطينية، ويضرب دولة خليجية محورية في الوساطة الإقليمية. وأكدت أن السلطات القطرية سارعت إلى وصف الضربة بأنها “هجوم جبان” و”انتهاك صارخ للقانون الدولي”، وهو توصيف يعكس حدة الموقف الرسمي للدوحة.

وركزت آيريش نيوز على البُعد الأمني المباشر، حيث تحدثت عن تصاعد أعمدة الدخان في سماء العاصمة القطرية، في مشهد غير مسبوق منذ سنوات، وأشارت إلى استمرار الرحلات الجوية في مطار حمد الدولي حتى أثناء القصف، مع إقلاع طائرة تابعة لسلاح الجو القطري في دورية جوية، ما يعكس حالة التأهب العسكري. كما لفتت إلى أن السفارة الأمريكية في الدوحة أصدرت أوامر لمواطنيها بالبقاء في أماكنهم، في إشارة إلى قلق واشنطن من تداعيات الهجوم على أمن مواطنيها.

وتبرز تغطية الصحفية أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يكن مجرد “عملية عسكرية”، بل هو تطور خطير يكسر قواعد اللعبة في المنطقة. ومع أن الصحيفة التزمت بعرض متوازن للأحداث، فإن الوصف الرسمي القطري -“هجوم جبان”- يوضح كيف يُنظر إلى هذا الاعتداء بوصفه عدوانًا مباشرًا على دولة ذات سيادة، ومحاولة لإفشال مساعي الوساطة.

الإندبندنت

Image

أما تغطية صحيفة الإندبندنت، فقد ركزت على خطورة الغارة الإسرائيلية في الدوحة باعتبارها تصعيدًا غير مسبوق يهدد دور قطر في الوساطة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار. الصحيفة أبرزت الخسائر البشرية، ويشمل ذلك مقتل نجل القيادي خليل الحية، وأعطت مساحة واسعة للإدانة القطرية التي وصفت الهجوم بـ”الجبان” و”المتهور”، مؤكدة أن العملية قد تقوّض فرص التوصل إلى تسوية سياسية وتدفع نحو صراع إقليمي أشمل.

كما ربطت الصحيفة بين العملية والتجاذبات الدولية، مشيرة إلى تقارير تتهم واشنطن بالتورط عبر إعطاء الرئيس ترامب الضوء الأخضر لإسرائيل، مع نفي إسرائيلي رسمي لذلك. هذا التناقض أظهر تعقيدات المشهد السياسي، في حين حملت التغطية نبرة نقدية واضحة لشرعية الضربة وما تمثله من انتهاك للقوانين الدولية وسيادة قطر.

بي بي سي نيوز

قدّمت تغطية بي بي سي الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بأسلوب تحليلي موسّع، اعتمد على عرض الحقائق الميدانية مدعومة بلقطات مُتحقق منها وتفاصيل دقيقة عن موقع القصف وعدد الطائرات المستخدمة. وركزت التغطية على الأبعاد السياسية والعسكرية، موضحةً أن الهدف كان قيادات من حماس، مع إبراز تصريحات إسرائيلية تزعم استهداف “المسؤولين عن الـ7 من أكتوبر”، مقابل تأكيدات من حماس بأن وفدها التفاوضي قد نجا، وأن الضربة دليل على رفض إسرائيل لأي اتفاق.

الصحيفة البريطانية أولت اهتمامًا خاصًّا برد الفعل القطري الغاضب وما رافقه من إدانات دولية، مسلطة الضوء على الإشكالية القانونية والسياسية لانتهاك سيادة دولة تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة، وهو ما يثير أسئلة عن موقف واشنطن وعلاقاتها مع دول الخليج. التغطية اتسمت بالحياد النسبي، إذ قدّمت روايات الأطراف المختلفة دون إصدار أحكام مباشرة، لكنها ركزت على خطورة التداعيات الإقليمية، واحتمال تقويض جهود الوساطة القطرية في وقف إطلاق النار.

التلغراف

Image

سلطت صحيفة التلغراف الضوء على إدانة دونالد ترامب للهجوم على قطر، مشيرة إلى أنه اعتبر الضربة “لا تخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”. في الوقت نفسه، قدّمت الصحيفة الرواية الإسرائيلية التي تصف العملية بأنها “مستقلة بالكامل”، وتستهدف مسؤولين مباشرين عن هجمات السابع من أكتوبر.

الصحيفة نبّهت إلى الطابع غير المسبوق للهجوم؛ لكونه أول غارة معلنة على الأراضي القطرية، بما يحمله ذلك من تجاوز للخطوط الحمراء في الإقليم، خصوصًا أن قطر تُعد حليفًا رئيسًا للولايات المتحدة وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. كما سلّطت الضوء على التداعيات الدبلوماسية، من تعليق الوساطة القطرية في محادثات السلام إلى الإدانات الواسعة من السعودية وتركيا وإيران.

وتكشف تغطية التلغراف عن نهج غربي يركّز على الاعتبارات الجيوسياسية أكثر من حقوق الشعوب وسيادة الدول، إذ يُتعامَل مع استهداف قطر وكأنه مجرد ورقة في لعبة النفوذ الإقليمي، في حين تُهمَّش الآثار الإنسانية والسياسية المباشرة على المدنيين. هذا الخطاب يعكس ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي، حيث تُعطى الأولوية لمصالح الحلفاء الغربيين والاعتبارات الأمنية لإسرائيل، على حساب إدانة واضحة وصريحة للانتهاك السافر للقانون الدولي وسيادة دولة حليفة.

الميرور

غطّت صحيفة الميرور الغارة الإسرائيلية على الدوحة بلغة درامية ركزت على مشهد الانفجارات وأجواء الذعر، مقدمةً صورة عن “تبديد آمال السلام” في عاصمة تستضيف المفاوضات. ورغم نقلها الغضب القطري وبيان الإدانة، فقد منحت مساحة أكبر للرواية الإسرائيلية وتصريحات قادتها المتشددة، ما جعل التغطية أقرب إلى إبراز السردية الأمنية لتل أبيب مع تهميش البعد السياسي والدبلوماسي الأوسع للأزمة.

وفي المقابل، منحت مساحة واسعة لتصريحات إسرائيلية متشددة، مثل تصريحات سموتريتش ومكتب نتنياهو، دون موازنة تفصيلية مع الرواية القطرية أو الدولية، مكتفية بنقل بيان الإدانة القطرية.

هذا الطرح يعكس تركيز الصحيفة على الإثارة والصدام المباشر أكثر من التحليل الدبلوماسي المتعمق. ورغم نقلها لمشهد الغضب القطري، فإن التغطية بدت أقرب إلى تأكيد السردية الإسرائيلية بأن الهجوم “مبرر” ضد “الإرهابيين”، مع إبراز محدود للسياق السياسي الأوسع.


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
3:02 pm, Sep 10, 2025
temperature icon18°C
broken clouds
81 %
1001 mb
14 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds75%
Visibility10 km
Sunrise6:27 am
Sunset7:27 pm
uk ads space mobile
uk ads space mobile
uk ads space mobile

آخر فيديوهات القناة