دحض اتهامات الإعلام البريطاني الموجهة للناخبين المسلمين بتبني “السياسة الطائفية”
نفى عدد من الأكاديميين والناشطين في المنظمات الإسلامية مزاعم الإعلام البريطاني واتهامه مسلمي بريطانيا بتبني سياسة طائفية، نتيجة رفض معظمهم التصويت لمصلحة حزب العمال الذي حقق الأغلبية الساحقة في الانتخابات الأخيرة.
نجاح عدد من المرشحين المستقلين يثير غضب الإعلام البريطانية
وعلى الرغم من الفوز الكبير لحزب العمال على حساب غريمه حزب المحافظين، فإن الحزب عانى من تدهور شعبيته في الدوائر الانتخابية الواقعة ضمن المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.
ووفقًا لإحدى الدراسات انخفضت نسبة الأصوات الداعمة لحزب العمال في الانتخابات الأخيرة ضمن المناطق العشرين ذات الأغلبية المسلمة في بريطانيا، وخسر الحزب ما يتراوح بين 15 و45 في المئة من أصوات المسلمين في هذه المناطق.
ويُعزى تدهور شعبية حزب العمال في المناطق ذات الأغلبية المسلمة إلى موقف قيادة الحزب الداعمة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ومنح العديد من البريطانيين المسلمين أصواتهم للمرشحين المستقلين المتضامنين مع قطاع غزة، فتمكّن خمسة مرشحين مستقلين من الوصول إلى البرلمان البريطاني.
ورغم احتفاظ العديد من نواب حزب العمال بمقاعدهم الانتخابية، فإن العديد منهم خسر أغلبيته البرلمانية.
ويبدو أن توجه المسلمين لمنح أصواتهم للمرشحين المستقلين أثار غضب بعض السياسيين والإعلاميين الداعمين للوبي الإسرائيلي في بريطانيا، ممن اتهموا مسلمي البلاد بتبني سياسة طائفية خلال الانتخابات الأخيرة.
صحفية يهودية تنشر تغريدات عنصرية بحق الناخبين المسلمين
My @telegraph column:
"It’s hard not to feel a pulse of fear and loathing when one sees how our once-great liberal democracy has been hijacked to serve the agendas of people who appear to show solidarity with a regime heading an army of caliphatic Islamist butchers."…— Zoe Strimpel (@realzoestrimpel) July 6, 2024
ومن هؤلاء الإعلاميين الصحفية زوي ستريمبل، التي كتبت في صحيفة التلغراف مقالًا بعنوان: “بريطانيا تستسلم للطائفية!”.
وكتبت زوي في مقالها: “لطالما أثارت الانتخابات مخاوفي كشخص يعتنق اليهودية، ويبدو أن عدونا لم يَعُد حزب العمال بعد اليوم، وإنما المرشحون المستقلون والمتضامنون مع فلسطين”.
وأضافت: “وكيف لا نشعر بالخوف والكراهية، عندما يحاول عدد من الناس مصادرة إرثنا الديمقراطي الليبرالي العظيم، لخدمة أجنداتهم التي يقودها جيش من الإسلاميين القتلة؟!”.
وهاجمت أصوات أخرى المرشحين المستقلين في بريطانيا، منهم الصحفي جيك واليس سيمونز المحرر في صحيفة جويش كرونيكل اليهودية، التي اتهمت حملة صوت المسلمين الداعمة للمرشحين المستقلين باعتماد نهج طائفي تجاه الانتخابات، زاعمة أن المرشحين المستقلين “يبنون ولاءاتهم على أساس المصالح الدينية والعرقية”.
في حين قال الصحفي ومقدم البرامج داني جوهين: “إن الخطر الإسلامي يهدد سياساتنا”.
وزعم النائب العمالي السابق خالد محمود الذي مثل مقعد برمنغهام بيري بار، وجود أجندات موجهة ضده، إثر خسارته المقعد البرلماني أمام منافسه المستقل أيوب خان.
ولم تكن مثل هذه التصريحات غريبة عن الصحفيين والكتاب والسياسيين من أنصار اللوبي الإسرائيلي واليمين المتطرف، ولعل أبرزهم زعيم حزب الإصلاح المتطرف نايجل فاراج، الذي فاز بمقعد كلاكتون، بعد أن حذر قبل عدة أشهر من السياسات الطائفية التي تهدد بريطانيا.
كما وصف زعيم حزب المحافظين الأسبق إيان دنكان سميث حملة “الصوت المسلم” الداعمة للمرشحين المستقلين، بـ”الخطر الذي يهدد الديمقراطية”، ووصفها النائب المحافظ أندرو بيرسي بالخطر على الأمن القومي والقيم الديمقراطية.
مسلمو بريطانيا يصوّتون للإنسانية
وعلى عكس ما تصوره وسائل الإعلام البريطانية التي يوجّهها اليمين المتطرف وأنصاره، فإن كثيرًا من مسلمي البلاد منحوا أصواتهم للمرشحين الذين تعهدوا بالدعوة إلى وقف الحرب والمعاناة في قطاع غزة، وتميزت الحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين بالطابع الإنساني.
ولعل أبرزهم النائب شوكت آدم الذي فاز بمقعد ليستر ساوث، بعد أن أطاح بالنائب العمالي والوزير السابق في حكومة الظل جوناثان آشوورث.
وقال آدم عقب فوزه في الانتخابات: “أنا أحب هذا البلد، لذلك كان لا بد من إيصال صوت الناخبين”.
ونظم آدم حملته الانتخابية ضمن مقهى برتغالي، وألقى كلمة قال فيها: “يحاول بعض الناس أن يُحدِث حالة من الانقسام بيننا، لذلك لا بد أن نثبت لهؤلاء أننا متحدون”.
وحظي آدم بدعم العديد من الناخبين في دائرته الانتخابية، حيث قال أحد سكان المنطقة: “أعتقد أن آدم يُدرِك أهمية مناصرة غزة، بالنسبة للعديد من السكان هنا”.
وأضاف: “إلى جانب ذلك، تحدث آدم عن ضرورة إجراء إصلاحات في هيئة خدمات الصحة البريطانية، وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية، ولهذا السبب صوّتنا له”.
وختم الناخب كلامه بالقول: “مهما حاولت وسائل الإعلام البريطانية تشويه صورة المسلمين واتهامهم بالتطرف، فهذا لا يغير حقيقة أن مسلمي بريطانيا منحوا أصواتهم للإنسانية”.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇