الأمم المتحدة: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة

اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بمنع دخول جميع أشكال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ 50 يومًا، محذرة من أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستويات كارثية تهدد حياة السكان المدنيين، في ظل تدهور حاد في الأمن الغذائي والنظام الصحي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء الإثنين: إن مستويات الغذاء في القطاع انخفضت إلى معدلات “خطرة للغاية”، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات.
وأضاف دوجاريك أن “الأطفال والبالغين يعانون من الجوع، وأن النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار الكامل”، مؤكدًا أن مئات الآلاف من المدنيين نزحوا من منازلهم؛ بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، في حين تتعرض الطواقم الطبية والإنسانية للاستهداف المباشر والمتكرر من قبل القوات الإسرائيلية.
انهيار شامل للمنظومة الصحية
وأشار المتحدث الأممي إلى أن المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع لم تعد قادرة على استقبال المرضى أو تقديم العلاج، مع استمرار الحصار الكامل على دخول المُعَدات الطبية والأدوية واللقاحات. كما حذّر من أن استمرار هذا الوضع يهدد بحدوث انتشار واسع للأمراض والأوبئة، في ظل اكتظاظ مراكز الإيواء ونقص المياه النظيفة والصرف الصحي.
وفي تصعيد لافت، تحدث دوجاريك عن تزايد الهجمات ضد الطواقم الإنسانية والطبية، مشيرًا إلى أن تقارير ميدانية توثق اعتداءات متكررة على العاملين في مجال الإغاثة، وهو ما يشكّل، بحسَب القانون الدولي الإنساني، انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف.
ودعا دوجاريك إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية؛ لضمان وصول المساعدات إلى من تبقوا في القطاع، مؤكدًا أن الوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من التأخير أو التسويف السياسي.
كارثة تتشكل أمام أعين العالم
وقالت منظمات دولية عاملة في المجال الإنساني: إن ما يجري في غزة يمثّل “كارثة إنسانية تتشكّل أمام أعين المجتمع الدولي”، محذّرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق، وسقوط مزيد من الضحايا من المدنيين، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي شنّ غاراته الجوية على القطاع، وفرضه حصارًا خانقًا يمنع دخول الوقود والإمدادات الحيوية، ما يفاقم معاناة نحو 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف غير إنسانية، منذ اندلاع العدوان الأخير.
في ظل هذا المشهد المأساوي، تتصاعد الدعوات من الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لوقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار، وضمان حماية المدنيين والطواقم الإنسانية، باعتبار ذلك “أولوية عاجلة لا تحتمل التأجيل”، وفق تعبير دوجاريك.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇