الأطّباء المقيمون في إنجلترا يستأنفون المحادثات مع الحكومة بهدف إنهاء الإضرابات
أنهى الأطباء المقيمون في إنجلترا إضرابهم الذي استمر خمسة أيام صباح الاثنين، مؤكدين عزمهم استئناف المحادثات مع وزير الصحة {ويس ستريتنج} بروح بنّاءة، بهدف تفادي أي إضرابات جديدة خلال العام المقبل.
ودعت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) الوزير إلى الانخراط في المفاوضات بنفس “الروح البناءة”، مشيرة إلى أن نبرة المحادثات الأخيرة قبل الإضراب كانت مشجعة، لكنها جاءت متأخرة لمنع حدوث الإضراب.
من جهته، أكد ستريتنج عزمه على استئناف المفاوضات، موضحًا أنه “لا يريد أن يشهد أي يوم من الإضراب في NHS خلال 2026″، وأنه سيبذل “كل ما في وسعه لتحقيق ذلك”. وأضاف: “بابي مفتوح كما كان دائمًا، وأنا مصمم على استئناف المناقشات مع الجمعية الطبية البريطانية في العام الجديد لوضع حد لهذه الدورات المدمرة من الاضطراب”.
ورغم موقف ستريتنج ورئيس الوزراء كير ستارمر الصارم تجاه الإضراب، ووصف الأخير استمرار الإضراب بأنه “أمر لا يصدق” في ظل أزمة حادة بسبب تفشي الإنفلونزا، الأسوأ منذ جائحة كورونا، بدا التوتر يتراجع تدريجيًا مع اقتراب نهاية الإضراب.
أطباء إنجلترا يطالبون بحلول عاجلة لأزمة الوظائف والأجور

في المقابل ، اعتبرت أندريا إيغان، التي ستتولى منصب الأمين العام الجديد لنقابة Unison العام المقبل، أن وصف ستريتنج للإضراب بأنه “غير أخلاقي” كان غير مقبول، في حين اتهم الوزير الجمعية الطبية البريطانية بالتصرف كـ”كارتل”.
وشهدت الأشهر الماضية انهيار المفاوضات بين الحكومة و BMA مرارًا، بعد رفض ستريتنج إعادة فتح مفاوضات الأجور، بينما طالب الأطباء بـ”استعادة الأجور” إلى مستويات عام 2008 بالقيمة الحقيقية.
وعرض ستريتنج خطة لإنشاء المزيد من أماكن التدريب لمعالجة أزمة عدم قدرة الأطباء المؤهلين على العثور على وظائف بعد التخرج، إلا أن هذا العرض رُفض من قبل الأطباء المقيمين في BMA، الذين صوتوا على الاستمرار في الإضراب من يوم الأربعاء الماضي وحتى الساعة 7 صباح الاثنين.
ودعا جاك فليتشر، رئيس لجنة الأطباء المقيمين، إلى “أقل قدر من التراشق بالكلمات وأكثر من التوصل إلى حلول” في 2026، مؤكدًا أن المطلوب هو “حل حقيقي لأزمة الوظائف ومسار موثوق لاستعادة القيمة المفقودة للمهنة”، مضيفًا: “وهذا يشمل إنشاء وظائف جديدة حقيقية، وقد يتطلب نهجًا مسؤولًا متعدد السنوات لاستعادة أجور الأطباء”.
وتابع فليتشر: “هذه الحلول تمكّننا من بناء مستقبل القوى العاملة لإنهاء الأزمة الحالية، وهي حلول تقع بالكامل ضمن قدرة الحكومة. الأطباء محبطون من العام الماضي، إذ كانت هناك فرص كثيرة لتجنب الإضرابات، لكن الحكومة غالبًا تحركت بشكل متأخر أو محدود. ومع ذلك، كانت نبرة المحادثات الأخيرة قبل الإضرابات سببًا للتفاؤل بأن الحكومة بدأت أخيرًا تفهم إحباطات الأطباء المقيمين في إنجلترا. نحن ندخل العام الجديد بروح بنّاءة مجددة، ونأمل أن يتبنى السيد ستريتنج نفس النهج”.
ستريتنج يشيد بجهود NHS خلال الإضراب والإنفلونزا

في وقت سابق، أكد وزير الصحة أن NHS استطاعت التعامل مع الإضراب رغم تزامنه مع موسم الإنفلونزا، لكنه أعرب عن قلقه بشأن فترة التعافي التي تلي ذلك. وفي صباح الاثنين، وصف ستريتنج ما شهدته الخدمة الصحية بأنه “أخطر تهديد لـNHS” منذ الانتخابات، نتيجة ما أسماه “الضربة المزدوجة للإضراب والإنفلونزا في ديسمبر”.
وأضاف: “تمكنت الخدمة الصحية من التكيف بفضل الجهود الاستثنائية للموظفين المخلصين، لكن الأسابيع المقبلة ستكون الأصعب مع محاولتنا إدارة NHS خلال أكثر أسابيع العام ازدحامًا”. واختتم ستريتنج قائلاً: “لكل من ساهم في استمرار خدمات NHS خلال هذا الشهر الاستثنائي، شكرًا لكم على الفرق الحقيقي الذي أحدثتموه”.
الأزمة الحالية بين الأطباء المقيمين والحكومة تُظهر الحاجة الملحة إلى حلول مستدامة لمشاكل الأجور والوظائف في NHS. استمرار الحلول المؤقتة أو التأجيل قد يؤدي إلى مزيد من الإضرابات في المستقبل. لذلك، من الضروري فتح حوار بناء يركز على استقرار الكوادر الطبية، وضمان حقوق الأطباء، ووضع خطط واضحة لإنهاء الأزمات المتكررة بما يخدم المرضى والنظام الصحي على حد سواء.
المصدر : الجارديان
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
