الآلاف ينتظرون فحوصات أساسية… وتوقعات بتأجيلات تمتد حتى 2027
يكشف تحليل جديد عن أزمة متفاقمة داخل القطاع الصحي البريطاني (NHS)، حيث ينتظر مئات الآلاف من المرضى في إنجلترا لأسابيع طويلة قبل إجراء فحوصات تشخيصية أساسية لكشف الأمراض الخطرة مثل السرطان وأمراض القلب. ويخشى الأطباء أن تؤدي هذه التأخيرات المتزايدة إلى تدهور صحة المرضى وارتفاع معدلات الوفاة التي يمكن تجنبها.
386 ألف مريض ينتظرون لأكثر من ستة أسابيع

بحسَب تحليل أجرته الكلية الملكية لأطباء الأشعة (RCR) لبيانات أوقات الانتظار في المستشفيات البريطانية، فقد انتظر 386,849 شخصًا في سبتمبر مدة تتجاوز ستة أسابيع؛ لإجراء فحوصات حساسة، مثل الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية.
ومع أن القطاع الصحي (𝖭𝖧𝖲) في إنجلترا حدّد هدفًا يقضي بألا يضطر أكثر من 20 في المئة من المرضى إلى الانتظار لهذه المدة بحلول 2027، فإن التحليل يؤكد أن 46 في المئة من المؤسسات الصحية لا تلتزم بهذا الهدف.
تحذيرات طبية: المرضى يدفعون الثمن
حذّر الدكتور ستيفن هاردن، رئيس الكلية الملكية لأطباء الأشعة، من خطورة الوضع، مؤكدًا أن التأخير الواسع والمزمن في إجراء الفحوصات يضع المرضى في دائرة الخطر. وقال: إن كثيرًا من المرضى يعيشون حالة من القلق والألم في انتظار تشخيص حالتهم، في حين يتأثر سير العلاج لاحقًا بنقص مختصّي الأشعة الذين يعانون ضغطًا كبيرًا.
وأشار هاردن إلى أن كل شهر تأخير في علاج السرطان يزيد خطر الوفاة بنسبة 10 في المئة، وهو ما يجعل التأخير في إجراء الفحوصات خطوة أولى في سلسلة خطيرة من التأجيلات.
اختبارات تشخيصية أساسية تتأثر بالأزمة

تشمل الفحوصات المتأخرة:
- فحوصات الموجات فوق الصوتية
- فحوصات “ديكسا” لهشاشة العظام
- اختبارات السمع
- تخطيط القلب
- فحوصات تشخيص سرطان الأمعاء، ومنها الباريوم الشّرجي وتنظير القولون.
وتشير البيانات إلى أن الهدف الأساسي، الذي يقضي بألا تتجاوز نسبة التأخير لستة أسابيع 1 في المئة من المرضى، لم يتحقق منذ عام 2015.
ورغم استثمارات بمليارات الباوندات في مراكز التشخيص المجتمعية والجراحية، تؤكد لجنة الحسابات العامة أن التأخيرات لم تتراجع. كما شكّك معهد الدراسات المالية ومؤسسة الصحة في قدرة الحكومة على تحقيق الهدف التاريخي المتمثل في فترة انتظار تصل إلى 18 أسبوعًا للعلاج المخطط بحلول 2029.
الحكومة: “ورثنا نظامًا منهارًا… ونعمل على إصلاحه”

من جهتها قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: إن الحكومة الحالية ورثت “نظامًا صحيًّا مُنهارًا”، لكنها تعمل على تحسين الأداء. وأضاف المتحدث الرسمي أن قوائم انتظار مرضى السرطان تتحسن، مشيرًا إلى حصول 193 ألف مريض إضافي على تشخيص أو تصريح بالشفاء خلال العام الماضي مقارنةً بالعام السابق.
وأكدت الوزارة أنها تسعى لتحسين رعاية مرضى السرطان ضمن الخطة الوطنية الجديدة للسرطان التي سيُعلَن عنها قريبًا.
وعلى ضوء ذلك، نرى أن أزمة التأخيرات في الفحوصات التشخيصية داخل (NHS) تمثل تهديدًا مباشرًا لصحة المجتمع، ولا سيما أن هذه الفحوصات تشكل حجر الأساس في الكشف المبكر عن الأمراض الفتاكة. ونؤكد أن الأرقام الأخيرة تُظهر قصورًا واضحًا في التخطيط والقدرات البشرية داخل أقسام الأشعة والتشخيص، وهو ما يستوجب تدخلًا حكوميًّا أكثر سرعة وفعالية، وذلك بوضع حلول مستدامة تعالج جذور المشكلة، لا مجرد إدارة آثارها.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
