الآلاف من الأطفال الخدّج في بريطانيا يحصلون على حماية من فيروس شتوي

أعلنت هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا (NHS) عن إطلاق برنامج تطعيم جديد يستهدف الآلاف من الأطفال الخُدّج، من أجل حمايتهم من فيروس شتوي شائع يُعرف باسم فيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهابات رئوية خطيرة وقد يفضي إلى الوفاة.
ويستهدف البرنامج الأطفال الذين وُلدوا قبل الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، نظرًا لعدم حصولهم على الحماية الكافية من خلال اللقاح الذي يُعطى عادة في أواخر الحمل.
واعتبارًا من أواخر شهر ايلول/ سبتمبر المقبل، سيُعرض على نحو 9 آلاف طفل رضيع وطفل صغير معرضين للخطر في مختلف أنحاء بريطانيا جرعة من العقار الجديد “نيرسيفيماب”، الذي يُعطى عبر الحقن ويوفر مناعة فورية تدوم حتى ستة أشهر.
خطر مضاعف على الخُدّج وأمل جديد في الشتاء
وأوضحت بيانات هيئة (NHS) في إنجلترا أن الأطفال الخُدّج أكثر عرضة بثلاث مرات لدخول المستشفى بسبب فيروس RSV، كما أن خطر حاجتهم إلى العناية المركزة يزيد بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالأطفال المولودين في موعدهم الطبيعي.
ويُعد الفيروس سببًا رئيسيًا لدخول نحو 30 ألف طفل دون سن الخامسة إلى المستشفيات سنويًا، مع تسجيل نحو 30 حالة وفاة سنويًا نتيجة المضاعفات التي يسببها.
ويتميّز عقار “نيرسيفيماب” بفعاليته العالية التي تتجاوز 80%، كما يُقدّم في جرعة واحدة تمنح حماية طويلة خلال أشهر الشتاء.
وسيتم إعطاء العقار عبر عيادات حديثي الولادة، فيما ستُوجَّه العائلات التي لديها أطفال يعانون من مشاكل قلبية أو رئوية أو ضعف في جهاز المناعة للحصول على المشورة الطبية بشأن كيفية الحصول على التطعيم.
حماية فورية بديلة للقاح الحمل التقليدي
في العام الماضي، تم إطلاق برنامج تطعيم آخر في بريطانيا يستهدف النساء الحوامل في الأسبوع الثامن والعشرين أو أكثر، وكبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و79 عامًا، وذلك من خلال لقاح يُعرف باسم “أبريسفو”.
ويهدف هذا اللقاح إلى تعزيز جهاز المناعة لدى النساء الحوامل، بما يوفر حماية غير مباشرة لأطفالهن خلال الأسابيع الأولى من الحياة.
إلا أن الأطفال الذين يُولدون قبل الأسبوع 32 لا يحصلون على الوقت الكافي لاكتساب المناعة من هذا اللقاح قبل الولادة، ما يجعلهم بحاجة إلى بديل يوفر الحماية الفورية، وهو ما يحققه “نيرسيفيماب” الذي يُعد من الأدوية المناعية وليس لقاحًا تقليديًا، إذ يمنح الجسم أجسامًا مضادة جاهزة بدلاً من أن ينتجها بنفسه.
آمال واسعة وتجارب سريرية ناجحة
عبّرت سيري كوكس، ممرضة أطفال تبلغ من العمر 33 عامًا، عن سعادتها بهذا البرنامج، خاصة وأن ابنها هاري البالغ من العمر عامين كان من بين الأطفال الذين شاركوا في تجربة سريرية دولية لعقار “نيرسيفيماب” في مستشفى جامعة ساوثهامبتون.
وقالت كوكس: “بحكم عملي، أعرف مدى خطورة فيروس RSV، وقد شهدت الكثير من الحالات التي تتطلب رعاية مكثفة بسبب هذا الفيروس. من الرائع أن تتوفر الآن وسيلة لحماية الأطفال في مختلف أنحاء البلاد، وآمل أن نرى عددًا أقل من الحالات الخطيرة هذا الشتاء”.
ما هو فيروس RSV وما أعراضه؟
يُعد فيروس المخلوي التنفسي من الفيروسات الشائعة التي تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وغالبًا ما يسبب أعراضًا خفيفة تشبه الزكام، مثل سيلان الأنف والسعال والعطس والتعب وارتفاع درجة الحرارة.
إلا أن بعض الأطفال، خصوصًا الخُدّج أو من يعانون من ضعف في المناعة، قد يصابون بحالات أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات.
وتشمل الأعراض الخطيرة صعوبة التنفس، وتراجع في الشهية أو الرضاعة، وسعال يزداد سوءًا، وتنفس متسارع أو وجود فترات طويلة بين الأنفاس، إلى جانب صفير في الصدر أو شعور بالارتباك لدى البالغين.
وبحسب هيئة الصحة الوطنية (NHS)، فإن التعرف المبكر على الأعراض والتدخل السريع يمكن أن يقللا من المضاعفات الخطيرة، وهو ما يأمل الأطباء في تحقيقه من خلال العقار الجديد الذي يمثل بارقة أمل للأطفال الأكثر عرضة للخطر.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇