اعترافات صادمة تعيد الأمل لطيار بريطاني عربي مدان بقتل طفلته

تتجه الأنظار مجددًا إلى قضية الطيار البريطاني العربي محمد بركات، المحكوم بالسجن عشرين عامًا في كازاخستان بتهمة قتل ابنته الرضيعة، بعد أن كشفت تسجيلات صوتية تُنسب إلى زوجته السابقة وتعترف فيها بمسؤوليتها عن الحادث المأساوي.
محمد بركات (46 عامًا)، الطيار التجاري الذي عمل في إحدى الشركات التابعة لـ”هونغ كونغ إيرلاينز”، أُدين عام 2020 عقب وفاة طفلته صوفيا (عام واحد) في فندق “إنتركونتيننتال” بمدينة ألماتي يوم 24 أكتوبر 2019.
القضاء الكازاخي حينها اعتبر أن بركات كان تحت تأثير الكحول والمخدرات، وأنه ضرب زوجته ثم وجّه ضربات قاتلة لابنته بتحطيم رأسها على الحائط، ليحكم عليه بالسجن في أقصى العقوبات الممكنة. غير أن بركات ظل يؤكد براءته منذ اللحظة الأولى.
اعترافات قلبت المعادلة
صحيفة ذا صن البريطانية (23 يوليو 2025) كشفت عن تسجيلات مسرَّبة يُسمع فيها صوت الزوجة مدينة عبد الله يفا (28 عامًا) وهي تروي تفاصيل مقتل الطفلة. وبحسب الصحيفة، فإن بركات نفسه هو من تمكّن من تسجيل هذه الاعترافات من داخل السجن.
كما نقلت ديلي ميرور (18 يونيو 2025) أن النيابة العامة في كازاخستان فتحت تحقيقًا جديدًا تحت مسمى “ظروف مستجدة”، وأجرت فحوصًا صوتية وتقنية لمطابقة التسجيلات مع صوت عبدلاييفا والتأكد من عدم التلاعب بها.
وقد قدّم فريق الدفاع عن بركات هذه الأدلة رسميًا، حيث يباشر خبراء الطب الشرعي الآن فحوصًا دقيقة قبل رفع النتائج للجهات المختصة.
مضمون الاعترافات

في أحد المقاطع، يسمع صوت الزوجة السابقة وهي تقول:
“خرجت من الغرفة، وعندما عدت وجدتها مستيقظة تبكي لأنها جائعة. حاولت إطعامها ثم بدأت تتبرز، وحين حاولت غسل مؤخرتها كسرت رقبتها”.
بإمكانكم الاستماع للمقطع كاملا هنا:
وفي تسجيل آخر، بدت وهي تتوسل المغفرة:
“أنا آسفة… لن أغفر لنفسي أبدًا. أرجوك سامحني… أعدك أنني لن أحزنك ما حييت”.
والمقطع الكامل تجدونه هنا:
وبحسب ذا صن، فقد أخبرها بركات بأنه لن ينجب منها طفلًا آخر حتى يعرف الحقيقة، لتجيبه برسالة مكتوبة جاء فيها: “أنا قتلتها”.
تناقضات في المحاكمة
اعتمد الادعاء في المحاكمة الأولى بشكل أساسي على شهادة مدينة عبد الله يفا نفسها، التي صُوّرت في كاميرات المراقبة وهي تحمل ابنتها إلى ردهة الفندق وتصرخ متهمة زوجها. إلا أن فريق الدفاع أشار إلى ثغرات خطيرة:
- غياب الأدلة الطبية: فحوص الدم والبول أثبتت خلو بركات من أي كحول أو مخدرات، رغم إدانته بارتكاب الجريمة وهو مخمور.
- شبهات إجرائية: الطفلة تحمل الجنسية البريطانية، وكان القانون يفرض أن يُجري التشريح ثلاثة خبراء، لكن العملية تمت على يد طبيب واحد فقط.
- تناقض الشهادات: مقاطع الفيديو أظهرت بركات يدخل الفندق بهدوء وهو يحمل بالونات لطفلته، دون أن تبدو عليه علامات السُكر.
المحامي دين-محمد ناريمبيتوف قال لصحيفة ديلي ميرور: “هناك أسباب قوية لإعادة النظر في القضية، فالإجراءات مليئة بالأخطاء، والوقائع لا تتوافق مع الحكم الصادر”.
الخطوات المقبلة

النيابة الكازاخية أعلنت أن التحقيقات ما زالت مستمرة، وأن نتائج الفحوص الفنية ستُعرض على الأطراف قريبًا. والقضية باتت تحظى بمتابعة واسعة محليًا ودوليًا.
بركات، الذي قضى حتى الآن قرابة خمس سنوات خلف القضبان، قال: “مدينة تعرف أنني بريء. عائلتي تعرف أنني بريء. حتى المحامون الذين وقفوا بجانبي يعرفون أنني بريء”. (ديلي ميرور).
أما عبد الله يفا، فاكتفت بالقول لصحيفة ذا صن: “لن أجيب عن أي أسئلة”.
وبينما تبقى القضية مفتوحة، قد يواجه الطيار البريطاني العربي إما إعادة المحاكمة أو إطلاق سراح محتمل، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇