العرب في بريطانيا | استقالة المدير العام ورئيسة الأخبار في “بي بي س...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

استقالة المدير العام ورئيسة الأخبار في “بي بي سي” بعد فضيحة “تضليل” بخطاب ترامب

استقالة المدير العام ورئيسة الأخبار في “بي بي سي” بعد فضيحة “تضليل” بخطاب ترامب
عبلة قوفي November 9, 2025

في تطور غير مسبوق داخل هيئة الإذاعة البريطانية، أعلن كل من تيم ديفي المدير العام لـ”بي بي سي”، وديبورا تيرنس رئيسة الأخبار، استقالتهما اليوم الأحد (9 نوفمبر 2025)، عقب ضجة إعلامية واسعة أثارتها اتهامات للشبكة بـ”تضليل متعمّد” في تغطية خطاب سابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وبحسب ما أوردته وكالات الأنباء العالمية، من بينها رويترز وأسوشيتد برس، فقد جاءت الاستقالتان بعد تحقيق داخلي وخارجي كشف أن وثائقيًا من برنامج “بانوراما” عرض مقطعًا معدَّلًا من خطاب ألقاه ترامب يوم 6 يناير 2021، بطريقة أظهرت الرئيس السابق وكأنه يحضّ على اقتحام مبنى الكابيتول، بينما أُغفلت أجزاء من الخطاب كان يدعو فيها أنصاره إلى التظاهر السلمي.

جدل واسع حول مصداقية “بي بي سي”

مكتب ترامب يتهم بي بي سي بنشر أخبار مزيفة بنسبة مئة في المئة

وفي رسالة داخلية وُجهت إلى موظفي المؤسسة، قال تيم ديفي إنه يتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الواقعة، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة “نابع من إيمانه بضرورة الحفاظ على ثقة الجمهور في حياد بي بي سي”. أما ديبورا تيرنس فقد أكدت أن الجدل الدائر حول الوثائقي “تجاوز الخلاف التحريري العادي” وأصبح يهدد سمعة المؤسسة العريقة.

القضية أثارت تفاعلًا سياسيًا واسعًا في بريطانيا، حيث طالبت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس العموم البريطاني بتوضيحات رسمية من “بي بي سي” حول آليات المراجعة والتحقق قبل بثّ المواد السياسية الحساسة. كما أشارت تقارير إلى ضغوط متزايدة من الحكومة والمعارضة على الشبكة لضمان مزيد من الشفافية في تغطية الأحداث الدولية، وخاصة المتعلقة بالولايات المتحدة والشرق الأوسط.

رسوم رخصة بي بي سي ترتفع مجددًا في 2025.. كم ستدفع ولماذا؟

بدورها تؤكد منصة العرب في بريطانيا أن هذه الأزمة تمثل جرس إنذار خطيرًا لمستقبل الصحافة العامة في بريطانيا، خصوصًا في ظل تراجع الثقة بوسائل الإعلام الكبرى وتزايد الاستقطاب السياسي والإعلامي.

وترى المنصة أن ما حدث داخل “بي بي سي” لا يجب النظر إليه كحادثة تحريرية منفصلة، بل كجزء من تحول أعمق في المشهد الإعلامي البريطاني، حيث تضع الضغوط السياسية والاقتصادية المؤسسات العريقة أمام خيارين صعبين: إما الحفاظ على استقلالها ومصداقيتها، أو الانزلاق نحو الانحيازات الأيديولوجية والتجارية.

وتشدد المنصة على أن الشفافية والمساءلة هما الشرطان الأساسيان لاستعادة ثقة الجمهور، خاصة في قضايا تمسّ الرأي العام الدولي، مثل الحرب في غزة أو الصراعات الأميركية الداخلية، التي تتطلب من الإعلام الغربي التزامًا صارمًا بالمهنية وتوازنًا حقيقيًا في نقل الرواية.

وتختم المنصة بالقول إن “بي بي سي”، رغم تاريخها الطويل في المهنية، مطالبة اليوم بإعادة بناء جسور الثقة مع الجمهور البريطاني والعالمي، عبر إصلاحات جذرية تضمن أن تبقى منبرًا عامًا يخدم الحقيقة لا السلطة.


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة