استطلاع: معظم البريطانيين يعارضون خطة ترامب بشأن غزة

كشف استطلاع رأي حديث أجراه معهد YouGov بتكليف من الإغاثة الطبية للفلسطينيين (MAP) ومجلس التفاهم العربي البريطاني (CAABU) عن معارضة الرأي العام البريطاني لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بتهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر.
وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري بين الـ23 والـ24 من فبراير، أن 73 في المئة من المشاركين يرون أن على الحكومة البريطانية معارضة هذه الخطة المثيرة للجدل. وفي مقابل ذلك، أيد 9 في المئة فقط المقترح، في حين عبّر 18 في المئة من المشاركين عن عدم اتخاذ موقف حاسم بشأنه.
وقد أُجري الاستطلاع في وقت حساس، إذ وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن في زيارة رسمية؛ لعقد اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض، وهو الاجتماع الذي من المتوقع أن يُتطرق فيه إلى موضوع غزة.
تفاصيل خطة ترامب لقطاع غزة

تتمحور خطة ترامب حول مشروع لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك بقيادة أمريكية، بهدف تحويله إلى ما وصفه الرئيس الجمهوري بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”. إلا أن هذه الخطة قوبلت بإدانة العديد من ناشطي حقوق الإنسان، الذين اعتبروا أنها تمثل تهجيرًا قسريًّا وتطهيرًا عرقيًّا، وهو ما يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
وفي هذا السياق، دعا كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (CAABU)، الحكومة البريطانية إلى اتخاذ موقف واضح في رفض هذه الخطة، قائلًا: “مع أن الحكومة البريطانية أكدت أن الفلسطينيين لا ينبغي أن يُجبروا على مغادرة غزة، فإنه يتعين على رئيس الوزراء توضيح هذا الموقف بطريقة لا لبس فيها للرئيس ترامب”.
وأضاف دويل: “إن الإخفاق في التحدث علنًا ضد التطهير العرقي يبعث برسالة خطيرة، وأي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وهو ما يتناقض مع المصالح الأمريكية، وقد يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل”.
في السياق ذاته، وصف روهان تالبوت، مدير الحملات في الإغاثة الطبية للفلسطينيين (MAP)، هذه الخطة بـ”الخطيرة”، مؤكدًا أن مقترحات ترامب ستؤدي إلى تهديد الهدنة الهشة في المنطقة، فضلًا عن تعريض حياة الفلسطينيين للمزيد من الخطر على المدى الطويل.
وقال تالبوت: “يجب على المملكة المتحدة أن تدين هذه الخطة بشكل قاطع، وتوضح الخطوات التي ينبغي اتخاذها لضمان عدم وقوع التطهير العرقي، وضمان عودة الفلسطينيين إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم”.
موقف الرأي العام البريطاني

كشف الاستطلاع أيضًا عن حالة من الغموض في موقف الرأي العام البريطاني بشأن سياسة الحكومة البريطانية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. إذ أشار 63 في المئة من المشاركين إلى أن الحكومة البريطانية تفتقر إلى سياسة واضحة تجاه القضية الفلسطينية، في حين أن 12 في المئة فقط اعتبروا أن موقفها محدد بوضوح.
وفي المقابل، يواصل كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، الابتعاد عن خطة ترامب، حيث صرح في وقت سابق بأن الفلسطينيين يجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم. وقال ستارمر خلال جلسة مساءلة في مجلس العموم في الـ5 من فبراير: “يجب السماح لهم بالعودة إلى ديارهم، ويجب أن نكون معهم في عملية إعادة البناء، في سبيل تحقيق حل الدولتين”.
تداعيات أخرى

لكن الأزمة الفلسطينية تبقى نقطة شديدة الحساسية بالنسبة لإدارة حزب العمال البريطانية. ففي وقت سابق، انتُقِدت الحكومة البريطانية؛ بسبب منع دخول الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة إلى المملكة المتحدة، بعد وصفها إجراء قانونيًّا يسمح بلجوء عائلة فلسطينية إلى بريطانيا بـ”ثغرة قانونية”.
من جانب آخر، تعرض ستارمر لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية بعد قراره خفض ميزانية المساعدات الدولية لمصلحة تعزيز الإنفاق الدفاعي، وهو ما اعتبرته منظمة يونيسيف و أوكسفام قرارًا يعرض الأرواح للخطر. إذ أكدت يونيسيف أن خفض ميزانية المساعدات سيؤدي إلى “مخاطر كبيرة على حياة الأطفال”، في حين اتهمت أوكسفام الحكومة بالخضوع لضغوط الشعبوية.
جدير بالذكر أن موقف الحكومة البريطانية تجاه خطة ترامب لا يزال قضية مثيرة للجدل، في وقت يواجه فيه الرأي العام البريطاني ضغوطًا متزايدة لمطالبة الحكومة البريطانية باتخاذ موقف حاسم بشأن حقوق الفلسطينيين.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇