استطلاع: ثلث الموظفين في بريطانيا يخفون استخدام الذكاء الاصطناعي

أظهر استطلاع حديث أن ثلث الموظفين في بريطانيا يفضلون عدم الإفصاح لرؤسائهم عن استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل، وسط مخاوف من التشكيك في قدراتهم أو التعرض لوصمة مهنية. ويأتي ذلك رغم دفع الحكومة البريطانية بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر نحو تعزيز اعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.
وبحسب بحث أجرته صحيفة الغارديان وشمل أكثر من 1,500 عامل بريطاني تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عامًا، فإن 33% من المشاركين قالوا إنهم لا يناقشون استخدامهم للذكاء الاصطناعي مع مديريهم أو زملائهم الأعلى مرتبة، بينما كانوا أكثر صراحة مع زملائهم في نفس المستوى. واعتبر ربع المستجيبين أن الحديث عن كيفية استخدامهم لهذه الأدوات قد يدفع الزملاء للتشكيك في كفاءتهم.
وأشار البحث إلى أن 13% فقط من البالغين في بريطانيا يتحدثون علنًا عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي مع كبار الموظفين، فيما يرى نحو نصف المستطلعين أن هذه الأدوات ليست سوى وسيلة لمساعدة غير الأكفاء على الاستمرار في وظائفهم. كما أظهر الاستطلاع أن أكثر من نصف المشاركين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يهدد البنية الاجتماعية، بينما رفض 63% فكرة اعتباره بديلًا جيدًا للتفاعل البشري، في مقابل 17% أيدوا ذلك.
وتتزامن هذه النتائج مع استعداد بريطانيا لاستقبال زيارة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل، والمتوقع أن تحمل إشارات لتعزيز التعاون مع وادي السيليكون لجعل بريطانيا مركزًا رئيسيًا لتطوير الذكاء الاصطناعي.
ومن المنتظر أن يرافقه سام ألتمان، الشريك المؤسس لشركة أوبن إيه آي، الذي وقّع مذكرة تفاهم مع الحكومة البريطانية لنشر نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي في مجالات العدالة والأمن والتعليم. كما يُتوقع أن يعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، عن استثمار في أكبر مركز بيانات ببريطانيا، سيُبنى قرب بلدة بلايث في منطقة نورثمبريا (Northumbria).
صرّح كير ستارمر في وقت سابق بأنه يريد “إدخال الذكاء الاصطناعي مباشرة في بريطانيا”، في حين تسوّق شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون أنظمتها بقوة باعتبارها قادرة على تقليل الأعمال الروتينية وتعزيز الإبداع. ومع ذلك، يبدو أن غياب إرشادات واضحة من أرباب العمل يزيد حالة الارتباك بين الموظفين، فضلًا عن مخاوفهم من وصمة الاعتماد المفرط على هذه الأدوات.
في السياق ذاته، أظهر بحث منفصل أجرته كلية كاري للأعمال بجامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة أن الأطباء الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات يُنظر إليهم من قبل زملائهم على أنهم أقل كفاءة، رغم اعتراف هؤلاء الأطباء أنفسهم بفوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين الدقة.
وقالت غايا ماركوس، مديرة معهد آدا لوفلايس للبحوث المستقلة في الذكاء الاصطناعي، إن امتناع عدد كبير من الموظفين عن الحديث عن استخدامهم لهذه الأدوات يعكس فجوة ثقة محتملة بين طموح الحكومة لاعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق الاقتصاد وبين قناعة الجمهور بجدواه. وأكدت الحاجة إلى تقييم أوسع لتأثير هذه الأدوات في الحياة اليومية، مشيرة إلى أن الأدلة الحالية لا تثبت بعد زيادة ملموسة في الإنتاجية.
وفي أيار/ مايو الماضي، كشف بحث أجرته كلية هنلي للأعمال أن 49% من الموظفين أفادوا بغياب إرشادات رسمية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن عملهم، فيما قال أكثر من ربعهم إن أرباب العمل لا يقدمون الدعم الكافي.
ووفقًا للبروفيسور كيتشي ناكاتا من الكلية، أصبح الموظفون أكثر راحة في الإفصاح عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي مقارنة بالعام الماضي، لكنه أشار إلى استمرار بعض مظاهر “الخجل من الذكاء الاصطناعي” والوصمة المرتبطة به. ولفت إلى أن الموظف الواثق من خبراته يمكنه الحديث بحرية عن استخدامه لهذه الأدوات، بينما من يشعر بالتهديد منها قد يحاول إخفاء الأمر.
أما مات ويفر، رئيس قسم هندسة الحلول في أوبن إيه آي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فقال إن قادة الأعمال يزدادون طلبًا على تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق مؤسسي كامل، معتبرًا أن استخدامه الجيد ليس مجرد اختصار للعمل، بل هو “مهارة” تسهم في تعزيز الإنتاجية وتبادل المعرفة داخل الشركات.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇