استطلاع: البريطانيون يقللون الإنفاق بسبب تراجع الثقة الاقتصادية

أظهر استطلاع للرأي تراجعًا ملحوظًا في ثقة المستهلكين البريطانيين بالاقتصاد الوطني، ما دفعهم إلى تقليل إنفاقهم على السلع اليومية قبل البيان الربيعي المنتظر لوزيرة المالية راشيل ريفز.
فيما تستعد ريفز للكشف عن خفض مليارات الباوندات من ميزانية الرعاية الاجتماعية والإنفاق الحكومي يوم الأربعاء، كشفت دراسة أجرتها شركة KPMG عن تزايد عدد المواطنين الذين يعتقدون أن الاقتصاد البريطاني يتجه نحو مسار خاطئ.
وشمل الاستطلاع 3الاف مستهلك بريطاني، حيث عبّر 58% منهم عن اعتقادهم بأن الاقتصاد البريطاني في تدهور خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير، بزيادة قدرها 15 نقطة مئوية مقارنة بالأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر.
ورغم شعور غالبية المستطلعين بالأمان المالي، إلا أن النظرة السلبية المتزايدة دفعت العديد منهم إلى خفض إنفاقهم وتعديل سلوكياتهم الشرائية؛ إذ أشار 43% من المستهلكين إلى تقليل إنفاقهم على السلع اليومية، بينما أكد أكثر من الثلث أنهم يفضلون زيادة مدخراتهم كإجراء احترازي، فيما قال 29% إنهم يؤجلون شراء السلع باهظة الثمن.
ركود اقتصادي وتحديات متزايدة

ويشهد الاقتصاد البريطاني حالة من الركود خلال نصف العام الأخير، في ظل تراجع حاد بثقة المستهلكين والشركات. وبجانب الضبابية العالمية المرتبطة بالحروب التجارية التي يقودها دونالد ترامب، حذر خبراء من أن الخطاب المتشائم لحزب العمال، وتركيزه على زيادة الضرائب وخفض الإنفاق، قد أضر بالاقتصاد.
وأظهرت البيانات الرسمية انكماش الاقتصاد بنسبة 0.1% في يناير بشكل غير متوقع، مما شكل ضربة لريفس قبيل بيانها الربيعي. ومن المرتقب أن يخفض مكتب المسؤولية المالية توقعاته للنمو الاقتصادي في بريطانيا لعام 2025 إلى النصف عند إعلان تقديراته المحدثة يوم الأربعاء.
وبحسب استطلاع KPMG، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان المالي من 21% إلى 24%، حيث أفاد 15% منهم بأنهم مضطرون إلى خفض الإنفاق غير الضروري لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما قال 2% إنهم يلجأون إلى الاقتراض لسداد الفواتير.
جهود حكومية وخطط مستقبلية

وقد أشارت الحكومة إلى النمو الأخير في الأجور الحقيقية، الذي ساعد الأسر على تعويض الأضرار الناجمة عن التضخم المرتفع، إضافة إلى خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة ثلاث مرات منذ الصيف الماضي.
وأوضحت ليندا إليت، رئيسة قطاع المستهلكين والتجزئة والترفيه في KPMG بالمملكة المتحدة، أن تزايد القلق بشأن الاقتصاد يدفع بعض الأسر إلى خفض إنفاقها حتى وإن كانت أوضاعها المالية الحالية آمنة. وقالت: “قد يتخذ البعض هذه الإجراءات تحسبًا لارتفاع التكاليف مثل صفقة رهن عقاري جديدة أو زيادة تكاليف السفر، لكن المستهلكين الأكثر حذرًا يستعدون لتأثيرات اقتصاد يعتبرونه متدهورًا”.
وختمت إليت بالقول: “يجب أن يمنح البيان الربيعي هذا الأسبوع الناس الثقة في مستقبل الاقتصاد البريطاني على المدى البعيد.”
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇