رسائل تكشف دعم الحكومة البريطانية لاستحواذ السعودية على نادي نيوكاسل
كشفت وثائق ورسائل متبادلة بين مسؤولين بريطانيين عن دعم الحكومة البريطانية لاستحواذ السعودية على نادي نيوكاسل، على الرغم من تأكيد الحكومة البريطانية التزامها الحياد في مسألة الاستثمارات الرياضية.
دور الحكومة البريطانية في الترويج للاستحواذ
وبحسَب التقرير الصادر عن صحيفة الأتليتيك، فإن الحكومة البريطانية كانت تعتقد أن فشل استحواذ المملكة العربية السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، سيُشكِّل تهديدًا مباشرًا على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان صندوق الاستثمار السعودي قد أكمل في تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 صفقة شراء النادي الذي يتخذ من شمال شرق إنجلترا مقرًّا له.
وعلى الرغم من نفي الحكومة البريطانية أي علاقة لها في عملية الاستحواذ التي تبلغ 300 مليون باوند، فإن الرسائل الإلكترونية التي اطلعت عليها صحيفة الأتليتيك، تُظهر أن العديد من المسؤولين في الحكومة البريطانية أسهموا بالترويج لعملية الاستحواذ على النادي.
وكان ريتشارد أوبنهايم نائب السفير البريطاني في الرياض آنذاك قد تواصل مع المسؤولين البريطانيين في داونينج ستريت ومكتب وزارة الخارجية عبر البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي.
وورد في الرسالة: “لا تمتلك الحكومة البريطانية الحق في التدخل بعملية شراء وبيع أندية كرة القدم، لكن الحكومة البريطانية لا تتخذ موقفًا محايدًا من العلاقة مع المملكة العربية السعودية؛ فهي علاقة قيِّمة مع شريك إقليمي وعالمي مهم”.
وأضاف: “إن شراء صندوق الاستثمار السعودي نادي نيوكاسل، من شأنه تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وهو دليل على نية حكومة المملكة العربية السعودية زيادة استثماراتها في شمال شرق إنجلترا”.
وبهذا الخصوص أرسل السكرتير الخاص بوزارة الخارجية البريطانية رسالة عبر البريد الإلكتروني في تموز/يوليو 2021 قال فيها: “إن شراء صندوق الاستثمار السعودي نادي نيو كاسل من شأنه تعزيز العلاقات بين البلدين، وسيُشكِّل بوابة لمزيد من الاستثمارات السعودية”، وأكد أن فشل الصفقة سيُشكِّل خطرًا على العلاقات.
وبحسَب وثائق أخرى فإن مسؤولين في الحكومة البريطانية عيَّنوا أحد المحاورين البارزين؛ لإثارة اهتمام الحكومة البريطانية وإقناعها بالاستثمار في الدوري الإنجليزي، قبل أن تستحوذ السعودية على نادي نيوكاسل.
والتقى سفير بريطانيا في المملكة العربية السعودية نيل كومبتون مسؤولي صندوق الاستثمار؛ لمناقشة عملية الاستحواذ، حسَب ما ورد في التقرير.
عرض الاستثمار في الدوري الإنجليزي
وبحسَب التقرير فإن وزارة التجارة الدولية في بريطانيا قدمت عرضًا للمملكة العربية السعودية للاستثمار في الدوري الإنجليزي، وبدا هذا العرض كأنه محاولة لتبييض صفحة الحكومة السعودية!
وكان أحد مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية قد رد على خطيبة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي عبر رسالة إلكترونية في نيسان/إبريل من عام 2020، بعد أن استنكرت خطيبة خاشقجي عملية الاستحواذ.
وورد في الرسالة: “لقد تحدثت خطيبة خاشقجي عن عرض الاستحواذ، كما تناولته أخبار البي بي سي هذا الصباح، علينا إنهاء عملنا مع وزارة التجارة الدولية بسرعة؛ لضمان تقديم عرض الاستثمار في الدوري الإنجليزي الممتاز”.
يُذكَر أن جمال خاشقجي هو صحفي سعودي وكاتب عمود في موقع (Middle East Eye) وواشنطن بوست، وقد قُتِل على يد عملاء للحكومة السعودية في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.
وقالت الحكومة البريطانية لصحيفة الأتليتيك: إنها لم تمارس أي دور في عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد. وأكدت أن عملية الاستحواذ نفذها الطرفان المعنيان بالاستثمار فقط.
وبعيدًا عن عملية الاستحواذ السعودية، كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني من عام 2018، أن صندوق الاستثمار السعودي سينفق نحو 30 مليار دولار على استثمارات مختلفة في بريطانيا على مدى عشر سنوات.
وورد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أرسل دعوة شخصية إلى رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون في عام 2021؛ للتدخل في عملية الاستحواذ، محذرًا أنه ستكون هناك عواقب على العلاقات بن البلدين إذا فشلت العملية.
وبهذا الشأن قال جيد بسيوني المتحدث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في موقع (Reprieve): إن ما ورد في رسائل البريد الإلكتروني يتعارض مع مزاعم الحكومة البريطانية، التي أكدت أنها لم تتورط في عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل، حيث إن كل ما ورد في الرسائل يؤكد أن الحكومة كانت على أتم الاستعداد لتنفيذ عملية الاستحواذ.
وأضاف بسيوني: “نتساءل عن دور الحكومة البريطانية في العمل مع أحد أكثر الأنظمة ممارسة للقمع وراء الكواليس!”.
“يجب على الحكومة البريطانية أن تكشف عن دورها في تسهيل عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل، كما يجب على المسؤولين عن الدوري الإنجليزي التحقيق في الأمر وَفق القواعد الجديدة للدوري الإنجليزي، التي تمنع استثمار الأندية من قبل جهات متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان”.
انتقادات استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل
وكان ناشطون في حقوق الإنسان قد اتهموا المملكة العربية السعودية بالاستحواذ على نادي نيوكاسل لتبييض صفحتها في مجال حقوق الإنسان.
وقد تحدث عدد من مشجعي نيوكاسل لموقع (Middle East Eye) العام الماضي عن انطلاق حملة تعارض المالكين الجدد للنادي؛ بسبب كيفية تعامل المملكة العربية السعودية مع بعض الملفات، مثل حقوق المرأة، إضافة إلى مشاركتها في الحرب على اليمن.
وكان بعض أبناء الجالية العربية في بلدة ساوث شيلدز القريبة من نيوكاسل، ومعظمهم من أصول عربية ويمنية، قد تحدثوا عن معارضتهم للاستحواذ السعودي على نادي نيوكاسل.
في حين طالب محامون يمثلون صندوق الاستثمارات العامة الحكومة السعودية بمنح حق الحصانة، خلال دعوى قضائية رُفعت على دوري الجولف المدعوم من شخصيات سعودية، وقال المحامون: إن رئيس نادي نيوكاسل والمسؤول عن صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميات كان وزيرًا في الحكومة السعودية!
وإن ذلك يتعارض مع الضمانات التي قدمتها الحكومة البريطانية للدوري الإنجليزي الممتاز، بشأن عدم سيطرة الدولة السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد.
هذا ومما ينبغي الإشارة إليه أن رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز سُئل عن القضية أمام البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي، لكنه رفض التعليق على المسألة.
اقرأ أيضاً :
النادي السعودي في نيوكاسل يحتفل باليوم الوطني لعام 2022
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
9°C
