ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في بريطانيا.. أزمة وظائف تلوح في الأفق!

يواجه سوق العمل البريطاني أزمة حقيقية مع ارتفاع عدد الشباب العاطلين عن العملإلى مستويات قياسية لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
ارتفاع كبير في أعداد العاطلين عن العمل في بريطانيا
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات، فقد سجلت الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر إلى كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي وجود حوالي 987 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا خارج نطاق التعليم والعمل أو التدريب، مقارنة بـ877 ألف شاب في الربع الأخير من عام 2023.
زيشير هذا الارتفاع الحاد، الذي يتجاوز الربع مليون شاب خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى أن واحدًا من كل ثمانية شباب في بريطانيا يواجهون تحديات في الاندماج بسوق العمل.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه بريطانيا أوضاعًا اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع الضرائب، وتزايد تكاليف الاقتراض، وضعف النمو الاقتصادي.
وفي هذا الصدد أكد باري فليتشر، مدير مؤسسة (Youth Futures Foundation)، أن الأرقام الحالية تؤكد أن استمرار مشكلة البطالة قد يتسبب بآثار طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها بجدية.
ما العوامل التي ساهمت بانتشار البطالة في بريطانيا؟
وأضاف: “إن منع الآثار السلبية طويلة المدى على شبابنا وتحقيق النمو الاقتصادي الذي تحتاجه بلادنا يتطلب تركيزًا دائمًا على معالجة هذه القضية.”
ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في تفاقم البطالة، هي الحد من الإنفاق على قطاع التوظيف، إلى جانب تداعيات الإغلاق خلال جائحة كورونا والارتفاع الملحوظ في مشاكل الصحة النفسية بين الشباب.
ويشير بن هاريسون، مدير مؤسسة العمل في جامعة لانكستر، إلى أن الكثير من الشباب يسعون بنشاط لإيجاد فرص عمل لكنهم يعانون من قلة هذه الفرص، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 392 ألف شخص، تبلغ نسبة الذكور منهم 64 في المئة .
كما حذر هاريسون من أن نحو نصف الشباب العاطلين عن العمل قد لا يستفيدون من خطة “ضمان الشباب” الحكومية.
وفي هذا السياق، أطلقت حكومة حزب العمال في أواخر العام الماضي خطة “ضمان الشباب” التي تهدف إلى توفير فرص تدريب وتعليم لكل شاب، عبر برامج تجريبية تُنفذ في ثماني سلطات بلدية إنجليزية، ومن المقرر إطلاقها في ربيع العام المقبل.
ودعا خبراء في سوق العمل إلى توسيع الدعم الحكومي، مشيرين إلى أن السياسات الاقتصادية الحالية، مثل الزيادة المخطط لها بقيمة 25 مليار باوند في مساهمات التأمين الوطني على أصحاب العمل ورفع الحد الأدنى للأجور، ستؤثر سلبًا على توظيف الشباب.
ما الحلول المقترحة لمشكلة البطالة ؟
من جانبه، دعا بول نواك، الأمين العام لمؤتمر النقابات العمالية، إلى ضرورة حل المشكلات الاقتصادية التي خلفها حزب المحافظين ومن بينها ارتفاع معدلات بطالة الشباب.
ويرى نواك أن الحل يكمن في تقديم الدولة للدعم الشامل بهدف ضمان حصول الشباب على تدريب عالي الجودة، ووظائف لائقة برواتب مجزية، بالإضافة إلى رعاية صحية فعالة وفي الوقت المناسب.
وأوضحت وزيرة التوظيف أليسون مكغوفرن أن الحكومة تكثف جهودها لتقديم المزيد من الدعم للشباب، مشددة على التزامها بعدم ترك أي شاب خلف الركب،
وقالت مكغوفرن في هذا الصدد: “إن الحكومة مصممة على ضمّ الشباب إلى سوق العمل، بغض النظر عن مكان إقامتهم، وأنا أنقل هذه الرسالة إلى قرابة مليون شاب غير ملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب.”
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇