ارتفاع أسعار النفط والذهب بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران

قفزت أسعار النفط والذهب بشكل حاد، فيما شهدت الأسواق المالية تراجعات جماعية، وذلك عقب العدوان الجوي الذي شنّته إسرائيل على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، في تصعيد خطير للتوترات في الشرق الأوسط، المنطقة التي تُعد من أهم مراكز إنتاج الطاقة عالميًا.
وقد أثار التصعيد مخاوف واسعة من اضطرابات محتملة في إمدادات النفط وخطوط الشحن البحري، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات، في حين تراجعت أسهم شركات الطيران وتكبدت الأسواق العالمية خسائر ملموسة.
قفزة في أسعار النفط والذهب
ارتفع سعر خام برنت بنسبة تجاوزت 7%، ليتخطى سقف 75 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ شهر أبريل، مدفوعًا بالقلق من تأثير التوترات على إمدادات النفط العالمية، لا سيما عبر مضيق هرمز الحيوي.
كما ارتفع سعر الذهب بنسبة 1% ليصل إلى 3,426 دولارًا للأونصة، مقتربًا من مستواه القياسي البالغ 3,500 دولار الذي بلغه في وقت سابق من هذا العام، في ظل إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.
تراجع في مؤشرات الأسهم
تراجعت مؤشرات الأسواق المالية حول العالم مع انتشار نبأ الهجوم. في لندن، أغلق مؤشر “فاينانشال تايمز 100” منخفضًا بـ34 نقطة عند مستوى 8,850 نقطة، أي بنسبة تراجع بلغت 0.4% عن أعلى مستوى إغلاق سابق له.
وكانت شركات الطيران من بين الأكثر تضررًا، حيث هبطت أسهم شركة “آي إيه جي” المالكة للخطوط الجوية البريطانية بنسبة 3.7%، كما تراجعت أسهم “إيزي جيت” بنسبة 2.7%.
في المقابل، ارتفعت أسهم شركات الدفاع والطاقة. فقد صعد سهم شركة “بي إيه إي سيستمز” للصناعات العسكرية بنحو 3%، كما سجلت أسهم شركتي النفط “بي بي” و”شل” مكاسب بنحو 2% و1% على التوالي.
وفي آسيا، انخفض مؤشر “نيكاي” الياباني بنسبة 1.3%، و”كوسبي” الكوري الجنوبي بنسبة 1.1%، و”هانغ سنغ” في هونغ كونغ بنسبة 0.8%. أما في أوروبا، فأغلقت الأسواق الرئيسية في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا على انخفاض تخطّى 1%.
اضطراب في قطاع النقل والطيران
تأثرت شركات الطيران سلبًا في الولايات المتحدة كذلك، حيث تراجعت أسهم “دلتا” و”يونايتد” و”أمريكان إيرلاينز” مع تزايد المخاوف من ارتفاع أسعار الوقود في حال تعرّض الإمدادات النفطية لمزيد من الاضطراب.
وقد دفع الهجوم إلى إخلاء المجال الجوي في مناطق واسعة من الشرق الأوسط، في حين أصدرت وزارة النقل البريطانية تحذيرًا للسفن التي ترفع العلم البريطاني بتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل تصاعد التهديدات.
مخاوف من تعطيل الملاحة عبر مضيق هرمز
برزت المخاوف من احتمالات إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية، وهو ما قد ينعكس على سلاسل التوريد العالمية بشكل مباشر.
وقال ديرين ناثان، رئيس قسم أبحاث الأسهم في شركة “هارغريفز لانسداون”، إن الخطر لا يقتصر على صادرات النفط الإيرانية، بل يشمل كذلك احتمالات تعطل الشحن البحري في الخليج، مضيفًا أن ذلك “قد يؤثر سلبًا على التجارة العالمية برمتها”.
وأشارت تقارير إلى أن استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران قد يؤدي فعليًا إلى إغلاق المضيق أمام سفن الحاويات، مما سيُجبر شركات الشحن على إعادة توجيه السفن نحو موانئ بديلة في الساحل الغربي للهند، مع ما يترتب على ذلك من ازدحام وتأخير وارتفاع في تكاليف الشحن.
تعليق منشأة غاز إسرائيلية
في تطور متصل، أعلنت شركة “إنرجيان” البريطانية، العاملة في مجال الغاز، عن تعليق مؤقت لعملياتها في منشأة بحرية قبالة سواحل شمال إسرائيل، وذلك بعد تلقيها تعليمات من وزارة الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلية، في أعقاب التصعيد الأمني.
خلفية الهجوم وردود الفعل الدولية
قالت الحكومة الإسرائيلية إن الهجوم على إيران كان “ضربة استباقية” تستهدف منع تقدم برنامج طهران النووي. وردّت إيران بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، وفق ما أعلنته تل أبيب، التي أعلنت في الوقت ذاته حالة الطوارئ.
من جهته، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن بلاده لم تشارك في العملية، واصفًا الهجوم الإسرائيلي بأنه “عمل أحادي”.
يعكس هذا التصعيد الأمني بين إسرائيل وإيران مدى هشاشة النظام الاقتصادي العالمي أمام الأزمات الجيوسياسية، لا سيما في مناطق إنتاج الطاقة والتجارة البحرية. وبينما تسارع الحكومات والشركات إلى تقييم المخاطر، تبقى الأسواق في حالة ترقّب شديد لأي تطور جديد قد يعيد رسم خريطة التوازنات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇