اختبار الجنسية البريطانية: أسئلة غريبة وإجابات مربكة حتى للبريطانيين أنفسهم

في خطوة لافتة لتقييم مدى “الاندماج” في المجتمع البريطاني، يفرض اختبار الجنسية البريطانية على المتقدمين الإجابة عن أسئلة تتعلق بتاريخ البلاد وثقافتها وقوانينها. غير أن هذا الاختبار، الذي من المفترض أن يعكس “معرفة كافية بالحياة البريطانية”، تحوّل في نظر كثيرين إلى تجربة عبثية تُثير الحيرة، ليس لدى الأجانب فحسب، بل حتى لدى المواطنين البريطانيين أنفسهم.
وفي تجربة شخصية تكشف غرابة هذا الاختبار، تحكي صحفية بريطانية -نشأت في نيوزيلندا وتتحدث الإنجليزية بطلاقة- كيف واجهت صعوبات غير متوقعة في اجتياز هذا الامتحان، مع أنها تحمل الجنسية البريطانية وجواز السفر البريطاني، ووالداها إنجليزيان.
تقول الكاتبة: “ولدت في نورثهامبتون، لكنني قضيت 25 عامًا من حياتي في نيوزيلندا، حيث درست وعملت صحفية. وعندما قرّرت العودة إلى إنجلترا العام الماضي، لم أكن بحاجة إلى إثبات أي شيء للحكومة البريطانية، فقد سُمح لي بالاستقرار فورًا. ولكني صُدمت من تعقيد اختبار الجنسية، حتى بالنسبة إلى مواطنة مثلي”.
اختبار الجنسية البريطانية.. أسئلة غريبة وتعجيزية
يأتي ذلك في وقت أثار فيه رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، جدلًا واسع النطاق بتصريحاته التي طالب فيها المهاجرين الجدد بـ”تعلّم اللغة والاندماج”، ما اعتبره بعض الناس خطابًا يحمل نبرة مناهضة للهجرة. وبينما بدا للوهلة الأولى أن إجادة اللغة الإنجليزية تضمن سهولة الاندماج، إذا بالواقع يثبت عكس ذلك.
خضعت الكاتبة لنسخ تجريبية من اختبار (Life in the UK)، وهو امتحان يتضمن 24 سؤالًا يجب الإجابة عنها خلال 45 دقيقة، مقابل رسوم تبلغ 50 باوند. ويُفترض أن يقيس هذا الاختبار مدى إلمام المتقدم بالحياة البريطانية، منذ أن اعتُمد في عام 2005. إلا أن الانتقادات تتصاعد ضده؛ بسبب أسئلته الغريبة وغير المتوقعة.
توضح الكاتبة أنها أخفقت في المحاولتين الأولى والثانية، حيث حصلت على 16 و12 نقطة على التوالي، في حين أن الحد الأدنى للنجاح هو 18. وبعد محاولة ثالثة، بالكاد تمكنت من اجتياز الاختبار بـ18 نقطة.
وتصف الأسئلة بأنها مزيج بين المعلومات العامة والأسئلة المبهمة التي يصعب تصنيفها. فمثلًا طُرحت عليها مسألة: “بمَ يُرتبط اسم Carry On؟” مع خيارات تشمل: السينما، والموسيقى، والمسرح والفن. جميعها تبدو صحيحة، لكن الإجابة الدقيقة كانت: سلسلة أفلام كوميدية تتكون من 31 فيلمًا.
كما تضمنت الأسئلة تفاصيل مثل تاريخ إقرار قانون (Habeas Corpus)، واسم الدولة التي تعتبر لحم البقر المشوي طبقها الوطني، ما جعل الكاتبة تشعر وكأنها في مسابقة معلومات عشوائية في إحدى الحانات، لا في اختبار يُفترض أن يقيس استحقاق العيش في بلدها الأم.
وتختم بالقول: “إذا كنت أنا، ابنة لوالدين إنجليزيين، ونشأت في دولة من دول الكومنولث، وأتحدث الإنجليزية بوصفها لغتي الأساسية، قد أخفقت مرتين قبل أن أنجح بالكاد في الثالثة، فكيف سيكون حال مَن لا يملك تلك الامتيازات؟”.
في ظل هذه الانتقادات، وعد رئيس الوزراء بإصلاح نظام اختبار الجنسية، إلا أن تفاصيل هذا الإصلاح لا تزال غامضة. وحتى ذلك الحين، يبقى الاختبار بالنسبة إلى كثيرين “اختبار حظ” لا يعكس حقيقة فهمهم للحياة في بريطانيا بقدر ما يعكس قدرتهم على تخمين الأجوبة في لعبة معقدة ومربكة.
المصدر: ديلي إكسبريس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇