حذرت الجهات المختصة في المملكة المتحدة ملايين مستخدمي الهواتف من عمليات احتيال متزايدة تستهدف الهواتف المحمولة، حيث يلجأ المحتالون إلى تقمص شخصيات موظفين في البنوك أو جهات رسمية، أو حتى مندوبي مبيعات مزيفين لإقناع الضحايا بشراء منتجات أو الاستثمار في مشاريع وهمية.
وأكدت مؤسسة Age UK الخيرية أن المحتالين قد يتمكنون من إبقاء خط الهاتف مفتوحًا حتى بعد إنهاء المكالمة، ما يسمح لهم بالتنصت على المكالمات اللاحقة أو تنفيذ عمليات احتيالية أخرى. ونصحت المؤسسة المتضررين باستخدام هاتف آخر للاتصال بشخص موثوق للتحقق من خلو الخط، أو الانتظار لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة قبل إجراء أي مكالمة جديدة.
أساليب احتيالية متطورة تستهدف مستخدمي الهواتف
أنسبلاش
وفي خطوة لمواجهة هذه الجرائم، أعلنت هيئة Ofcom، المسؤولة عن تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة، عن فرض إجراءات جديدة تلزم مزودي خدمات الهاتف بحظر جميع المكالمات الواردة من الخارج التي تستخدم أرقام هواتف ثابتة بريطانية مزيفة، وهي خطوة تهدف إلى الحد من عمليات الاحتيال الهاتفية.
من جهتها، أطلقت مؤسسة UK Finance حملة توعوية تحت شعار “خذ خمس” (Take Five)، تحث فيها المستخدمين على التوقف للحظة والتفكير قبل مشاركة أي معلومات شخصية أو مالية. كما أوضحت أن المحتالين غالبًا ما يحاولون دفع الضحية لاتخاذ قرارات متسرعة عبر الضغط النفسي أو التلاعب العاطفي، مشددة على ضرورة الشك في أي مكالمة تطلب بيانات حساسة.
إجراءات حكومية جديدة لحظر المكالمات الاحتيالية
أنسبلاش
وفي سياق متصل، حذّر بنك لويدز (Lloyds Bank) من تزايد عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، لا سيما عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، حيث يُستغل المستخدمين بعروض مغرية لمنتجات نادرة أو بأسعار منخفضة بشكل غير واقعي، ما يعد مؤشرًا واضحًا على وجود عملية احتيال.
ولتقليل التعرض لمكالمات التسويق غير المرغوب فيها والاحتيالية، يمكن للأفراد والشركات في المملكة المتحدة التسجيل في خدمة “تفضيل الهاتف” (TPS)، وهي السجل الرسمي الوحيد في البلاد الذي يتيح حظر المكالمات غير المرغوب فيها للهواتف الثابتة والمحمولة مجانًا. كما تتوفر نسخة مخصصة للشركات تعرف باسم “خدمة تفضيل الهاتف للشركات” (CTPS).
وفي ظل تزايد أساليب الاحتيال، ينصح الخبراء جميع المستخدمين بـ”إغلاق الخط فورًا عند الشك في أي مكالمة”، وعدم مشاركة أي معلومات حساسة عبر الهاتف دون التحقق من هوية المتصل، لحماية أنفسهم من الوقوع ضحية لهذه العمليات الاحتيالية المتطورة.