احتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية في لندن تنديدًا بالغارات على سوريا

تجمّع العشرات أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة البريطانية لندن، يوم الإثنين، في وقفة احتجاجية ضد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية واستمرار احتلال الجولان، في تحرك يعكس تصاعد الغضب الشعبي من السياسات الإسرائيلية في المنطقة.
ونُظّمت الوقفة بدعوة من حملة “التضامن مع سوريا” (Syrian Solidarity Campaign)، وشهدت مشاركة واسعة من نشطاء ومتضامنين، رفعوا لافتات وردّدوا هتافات تطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية واحترام السيادة السورية.
غارات متكررة وانتهاكات للقانون الدولي
وقالت الحملة المنظمة: إن إسرائيل نفّذت نحو ألف غارة جوية على سوريا منذ سقوط نظام الأسد، في ما اعتبرته “انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة السورية وللقانون الدولي”. وأشارت إلى أن هذه الضربات أوقعت عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، وسط تجاهل دولي مستمر.
وفي بيانها، أكدت الحملة أن إسرائيل لم تكتفِ بالغارات الجوية، بل تُواصل أيضًا احتلال هضبة الجولان منذ عام 1967، ثم ضمّتها بشكل أحادي عام 1981، وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي حتى اليوم. وأشارت إلى أن هذا الاحتلال تسبب في تهجير مئات العائلات السورية، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وطرح المتظاهرون أربعة مطالب رئيسة خلال وقفتهم، شملت: الوقف الفوري للغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، وإنهاء احتلال الجولان وكافة الأراضي السورية، واحترام السيادة السورية ووحدة أراضيها، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي.
شهادات من قلب الحدث
وفي حديثه لوكالة “الأناضول”، قال الناشط الإيرلندي المخضرم، جيم كوران: “أنا قلق للغاية من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان… ما يحدث خرق سافر للقانون الدولي ويجب أن يتوقف فورًا”.
كما عبّرت الشابة السورية جولي، التي شاركت في الوقفة، عن حزنها العميق لما يعانيه السوريون قائلة: “نريد السلام، لكن لا يمكن أن يأتي السلام مع الاحتلال والقنابل. إسرائيل تقتل شعبنا ويجب أن يتوقف هذا فورًا”.
ولم يقتصر المحتجون على التعبير عن التضامن مع الشعب السوري، بل شملت الوقفة أيضًا رسائل دعم قوية للفلسطينيين، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل في المنطقة.
غارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي
وتأتي هذه التحركات بعد أيام فقط من غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من القصر الرئاسي في دمشق. وقد برّرت إسرائيل الهجوم بأنه ردّ على وجود جماعات مسلحة قرب جنوب العاصمة، زاعمة أنه جاء لحماية الطائفة الدرزية من “تهديد محتمل”.
إلا أن مراقبين رأوا في توقيت الغارة تصعيدًا متعمّدًا، خاصةً أنها جاءت عقب نشر زعماء دروز مقطع فيديو يؤكدون فيه تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفضهم لأي مشاريع تقسيمية.
وقد حذّرت أوساط سياسية من أن إسرائيل تسعى إلى استغلال التوترات الطائفية، لا سيما داخل المجتمع الدرزي، لتبرير تدخلاتها العسكرية ودفع البلاد نحو التفتيت.
وفي المقابل، أكدت الحكومة السورية مرارًا أن جميع المكونات الدينية والعرقية في البلاد تتمتع بحقوق متساوية وتمثيل عادل، مشدّدة على وحدة الدولة السورية في وجه أي محاولات تقسيم.
المصدر: ميدل إيست مونيتور
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇