اتهام تونسي في غريت يارموث بالتخطيط لهجوم مسلح والمتهم ينفي
لم تكن حياة وليد سعداوي، وهو صاحب مطعم إيطالي سابق في غريت يارموث، تُنذر بقضية بهذا الحجم. لكن ما ظهر لاحقًا في ملفات التحقيق قلب الصورة رأسًا على عقب؛ إذ تتهمه النيابة بالإعداد لهجوم مسلح يستهدف مواقع يهودية في مانشستر، إلا أن الرجل ينفي صحة الاتهامات بالكامل. ومع استمرار جلسات المحاكمة، تتكشف طبقات متشابكة تجمع بين حياة مهنية مستقرة من جهة، وتحقيقات أمنية تتحدث عن مخطط خطير من جهة أخرى.
من تونس إلى بريطانيا: مسار استقرار تقليدي
قال وليد سعداوي، البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا، أمام هيئة المحلفين إنه وصل إلى بريطانيا عام 2012 بصحبة زوجته الأولى جين، التي التقى بها في تونس حين كان يعمل مقدّمًا للأنشطة الترفيهية في أحد الفنادق، من عروض ومسابقات وأنشطة يومية.
وأوضح أنه حصل على تأشيرة عمل، وانتقل الزوجان لاحقًا إلى كلاكستون-أون-سي، حيث عمل في منتجع للعطلات تابع لشركة “هافن”. وخلال تلك الفترة، عمل لساعات إضافية مكنته من ادخار مبلغ يساعده على البدء بمشروع خاص.
مطعم ألباتروس: خطوة نحو الاستقلال
في عام 2018، اشترى سعداوي مطعم “ألباتروس” في شارع ريجنت بمدينة غريت يارموث بقرض بنكي. وقال إنه درّب نفسه على الطهي ليتمكن من إدارة المكان بالكامل، مضيفًا: “كنت أريد أن أتقدم في الحياة… وأن أكون صاحب عملي”.
وسألته محاميته، فيليسيتي جيري، عمّا إذا كان المشروع ناجحًا، فأجاب: “نعم. كان لدينا زبائن ثابتون، وكنا نستضيف حفلات زفاف وأعياد ميلاد”.
وعندما سألته عمّا إذا كان سعيدًا بعمله، قال: “جِدًّا”. وانتقلت أسرته بعدها إلى منطقة إبرام في ويغان عام 2023 عقب بيع المطعم.
الادعاء: تفاصيل خُطّة كُشفت لعميل سري

تقول النيابة: إن الشرطة تمكنت من إحباط مخطط سعداوي وشريكه المتهم عامر حسين، البالغ اثنين وخمسين عامًا، بعد أن كشفا دون قصد عن تفاصيل خطتهما لعميل متخفٍّ.
وينفي سعداوي تهمة الإعداد لأعمال إرهابية في الفترة بين كانون الأول/ديسمبر 2023 وأيار/مايو 2024. كما ينفي حسين، الذي لا يملك عنوانًا ثابتًا، التهم نفسها.
وينفي كذلك شقيق المتهم، بلال سعداوي، البالغ ستة وثلاثين عامًا من هيندلي في ويغان، تهمة عدم الإبلاغ عن معلومات تتعلق بأعمال إرهابية خلال الفترة ذاتها.
أسلحة وذخائر وخطط لاستهداف مواقع يهودية

أُبلغت المحكمة في جلسات سابقة أن سعداوي رتّب للحصول على أربع بنادق من طراز AK-47، ومسدسين، ونحو 1200 طلقة ذخيرة، ضمن ما تقول النيابة إنه استعداد لتنفيذ هجوم مسلح على مواقع يهودية في مانشستر.
كما ذكرت التحقيقات أنه أُلقي القبض عليه في موقف سيارات تابع لأحد الفنادق في بولتون أثناء تسلّمه جزءًا من الأسلحة من عميل سري.
حسابات متعددة ورسائل تحريضية

قدّم الادعاء أدلة تشير إلى أن سعداوي نشر في أواخر عام 2022 عدة منشورات على فيسبوك تعكس تأييدًا لتنظيم داعش، مستخدمًا عشرة حسابات لإعادة نشر بيانات بالعربية، بينها عبارة: “سنقاتل حتى الموت، حتى لو هلكت الأرواح وسال الدم”.
كما عرضت النيابة منشورًا قديمًا يتضمن صورة لمصحف وبندقية AK-47 مرفقة بعبارة: “كتاب يهدي وسيف ينصر”.
وقائع محل نظر قضائي
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن ما عُرض حتى الآن في جلسات المحكمة يعكس طبيعة القضايا التي تتداخل فيها معلومات سرية ورصد مبكر، ما يجعل تقييم الأدلة مسارًا تدريجيًّا لا يكتمل إلا مع تقدّم الإجراءات. وتؤكد المنصة أن الوقائع ما زالت محل نظر قضائي، وأن المحكمة وحدها هي الجهة المخوّلة بترتيب الأدلة وتقدير مدى قوتها، من دون إمكانية الوصول في هذه المرحلة إلى حكم نهائي بشأن الإدانة أو النفي. وتبقى نتائج المحاكمة وما ستخلص إليه هيئة المحكمة لاحقًا هي المرجع الحاسم في تحديد ما جرى وحدود المسؤولية القانونية في هذه القضية.
المصدر: إيسترن دايلي بريس
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
