العرب في بريطانيا | اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلوي...

1446 ذو القعدة 2 | 30 أبريل 2025

اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلويث البيئة بمواد سامة

اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلويث البيئة بمواد سامة
ديمة خالد April 19, 2025

تواجه ثلاث قواعد عسكرية بريطانية اتهامات خطيرة بتلويث البيئة بمواد سامة تعرف باسم “المواد الكيميائية الأبدية”، وذلك بعد اكتشاف تسرب محتمل لمركبات PFAS السامة إلى مصادر مياه الشرب والمناطق البيئية الحساسة. وأثارت هذه القضية قلقًا واسعًا بين العلماء والنشطاء البيئيين، الذين حذروا من تأثيرات هذه المواد على الصحة العامة والبيئة.

القواعد العسكرية المشتبه في تلوثها

اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلويث البيئة بمواد سامة
(أنسبلاش)

القواعد العسكرية التي تخضع للتحقيق هي:

  1. RAF مارهم في نورفولك
  2. RM تشيفنور في ديفون
  3. AAC ميدل والوب في هامبشاير

وتجري وزارة الدفاع البريطانية (MoD) تحقيقات لتحديد مدى تلوث هذه المواقع بمركبات PFAS، وهي مواد كيميائية اصطناعية تستخدم في رغوات مكافحة الحرائق والعمليات الصناعية، ولها حضور واسع في العديد من المنتجات الاستهلاكية مثل الملابس المقاومة للماء، أواني الطهي غير اللاصقة، ومستحضرات التجميل.

المخاطر البيئية والصحية

تعتبر مركبات PFAS سامة ودائمة في البيئة، حيث لا تتحلل بسهولة وتظل في التربة والمياه لسنوات عديدة. وقد رُبط هذه المواد بعدد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل السرطانات، واضطرابات الجهاز المناعي، والمشاكل الإنجابية. وتتمثل إحدى المخاوف الكبرى في أن بعض هذه المركبات تتراكم في الجسم البشري بمرور الوقت، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

توجد مخاوف خاصة بشأن قواعد RAF مارهم وAAC ميدل والوب، حيث تقع هذه القواعد داخل مناطق حماية مصادر مياه الشرب. بينما يقع RM تشيفنور بالقرب من مياه محمية لتربية المحار، ومنطقة محمية خاصة، ونهر تو، الذي يعد من الأنهار الحيوية لأسماك السلمون.

الأداة الجديدة للكشف عن التلوث

اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلويث البيئة بمواد سامة

استُخدمت أداة فحص مخاطر PFAS الجديدة التي طورتها وكالة البيئة (EA) للكشف عن هذه المواقع العسكرية، والتي صُممت لتحديد التهديدات التلوثية وتحديد الأولويات للبحث فيها. الأداة تهدف إلى تقييم المخاطر البيئية من هذه المواد الكيميائية، وتُظهر أن هناك العديد من المواقع الأخرى في المملكة المتحدة التي قد تكون ملوثة بمركبات PFAS.

المراقبة والجهود الحكومية

رغم التزايد المستمر في اكتشاف تلوث المياه والتربة بمركبات PFAS، فإن جهود المراقبة في المملكة المتحدة لا تزال في مراحلها الأولى مقارنة بالولايات المتحدة، التي خصصت مليارات الدولارات للاختبار والتنظيف في المواقع العسكرية الملوثة. وكانت وكالة حماية البيئة الأمريكية قد أطلقت مشروعًا مشتركًا مع الجيش الأمريكي لأخذ عينات من آبار مياه الشرب الخاصة بالقرب من المنشآت العسكرية في الولايات المتحدة، وهو ما لم تقم به السلطات البريطانية إلا مؤخرًا.

آراء الخبراء والضغط على الحكومة

حذر الخبراء من أن التلوث الناتج عن PFAS سيستمر لفترات طويلة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتنظيف المواقع المتضررة. وأكد البروفيسور هانز بيتر آرپ، من جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، أن معظم القواعد العسكرية في العالم قد استخدمت كميات هائلة من رغوات مكافحة الحرائق المحتوية على PFAS، ما أدى إلى تراكم هذه المواد في التربة والمياه الجوفية.

كما أكد البروفيسور أليكس فورد من جامعة بورتسموث على أهمية حظر PFAS في أقرب وقت، مشيرًا إلى أن استمرار وجود هذه المواد في البيئة يهدد الحياة البرية والبشر على حد سواء.

التكلفة الاقتصادية للتنظيف

اتهامات خطيرة للقواعد العسكرية البريطانية بتلويث البيئة بمواد سامة
(بيكسلز)

وقد يتطلب إزالة هذه المواد من البيئة استثمارات ضخمة، حيث قدرت التكاليف بمليارات الباوندات. وقد أشار العديد من الخبراء إلى أن تكلفة تنظيف التلوث يجب أن تتحملها الشركات المصنعة لهذه المواد، وخاصة صناعة الكيماويات التي كانت وراء تصنيعها.

الحلول والآفاق المستقبلية

رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها هذه المواد الكيميائية على البيئة وصحة الإنسان، تتعاون وزارة الدفاع مع وكالة البيئة لإجراء تقييمات ومراجعات مستمرة للمواقع الملوثة، في حين تسعى الحكومة إلى تطوير خطة وطنية لإزالة هذه المواد من البيئة. ورغم أن الجهود قد تكون مكلفة، إلا أن هناك تأكيدات بأن اتخاذ إجراءات فورية لحل هذه المشكلة هو السبيل الوحيد للحد من الأضرار البيئية والصحية الناجمة عن PFAS.

في النهاية، فإن استمرار التلوث بمركبات PFAS يشكل تهديدًا طويل الأمد لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة قد بدأت بالتحقيق في هذه القضية، فإنها بحاجة إلى تسريع جهودها لمواكبة التقدم الذي تحقق في دول أخرى مثل الولايات المتحدة.

المصدر: الغارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقًا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
5:25 pm, Apr 30, 2025
temperature icon 25°C
few clouds
Humidity 35 %
Pressure 1020 mb
Wind 12 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 11%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:33 am
Sunset Sunset: 8:21 pm