ابتداءً من 2027.. طلاب بريطانيا يحصلون على فرصة الدراسة في أوروبا عبر اتفاقية جديدة

يسعى الاتحاد الأوروبي لإعادة انضمام بريطانيا إلى برنامج Erasmus+ بشكل سريع، ما يتيح للطلاب البريطانيين تبادل الخبرات الأكاديمية والتعليمية مع الجامعات الأوروبية بدءًا من يناير 2027، وفق ما علمته صحيفة The i Paper.
وأكد مسؤول في المفوضية الأوروبية أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حاسمة، وأنه من الضروري التوصل إلى اتفاق قبل نهاية أكتوبر لضمان مشاركة بريطانيا في الموعد المحدد. وأوضح مصدر أوروبي آخر أن هناك رغبة في إتمام العضوية قبل قمة إعادة تنظيم العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست المقررة العام المقبل، بعد أن اتفق الطرفان على استكشاف انضمام بريطانيا للبرنامج خلال قمة مايو الماضي.
في المقابل، ترى بريطانيا أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، مع دراسة وزير العلاقات الأوروبية {نيك توماس-سيموندس} للخيارات المتاحة. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا، يمكن لبريطانيا الانضمام إلى Erasmus+ في موعد لاحق بعد يناير 2027، مع تركيز الحكومة على ضمان استفادة الطلاب من البرنامج بشكل فعّال، مع مراعاة الجانب المالي، خصوصًا بعد الانتقادات السابقة المتعلقة بتكلفة البرنامج على البلاد.
قرار قريب بشأن انضمام بريطانيا إلى Erasmus+ لتعزيز تبادل الطلاب مع أوروبا
ويرى المتحدث الدولي باسم المجلس الشبابي البريطاني {ماوريزيو كوتين} ، أن قرارًا بشأن انضمام بريطانيا إلى البرنامج سيصدر خلال الأسابيع المقبلة، وقال: “هناك شعور متجدد بالتفاؤل، ويدرك الشباب الفوائد التي يقدمها Erasmus+ في بداية حياتهم ومسيرتهم المهنية. وبعد سنوات من العزلة، نأمل أن تعود بريطانيا إلى البرنامج. نحن متفائلون ونأمل أن تلتزم الحكومة بذلك. فوائد البرنامج تتجلى مرارًا وتكرارًا، وحان الوقت للتحرك.”
وأضاف أندرياس شييدر، نائب البرلمان الأوروبي النمساوي والمشارك في صياغة تشريعات صفقة البريكست 2021: “يرغب الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء في تأسيس قاعدة متينة لتبادل الطلاب، بما يخدم مصلحة الطرفين: الطلاب البريطانيون في أوروبا، والجامعات البريطانية المهتمة بالطلاب الأوروبيين. الاتفاق سيكون مفيدًا للجميع والتكاليف تتوازن، وسيكون له بعد رمزي في تطبيع العلاقات، ويساعد الشباب في بريطانيا وأوروبا على السفر والتعلم في دول مختلفة، ويظهر قدرتنا على تقريب الناس.”
خلفية مفاوضات انضمام بريطانيا إلى Erasmus+ : التكاليف والفوائد والصعوبات بعد البريكست
عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قرر رئيس الوزراء آنذاك {بوريس جونسون} الانسحاب من برنامج Erasmus+، معتبرًا أن البرنامج مكلف، خصوصًا مع زيادة عدد الطلاب الأوروبيين القادمين إلى بريطانيا مقارنة بالطلاب البريطانيين في الخارج، مع استمرار الطلاب بدفع الرسوم الدراسية في بلادهم الأصلية بدلًا من مؤسسات التبادل.
وقد قُدرت تكلفة البرنامج على بريطانيا بين 100 و 200 مليون باوند سنويًا، رغم أن Chatham House رجحت في 2021 أن بريطانيا حققت صافي أرباح بقيمة 243 مليون باوند، حيث وفّر الطلاب الأوروبيون “قاعدة عملاء مربحة لقطاع التعليم العالي والخدمات والضيافة”.
وفي يونيو، خفضت بريطانيا تمويل برنامج Turing البديل لـ Erasmus+، البالغ 100 مليون باوند، ما يشير إلى إمكانية إلغائه أو الاستمرار فيه بشكل محدود إلى جانب البرنامج الأوروبي.
تأسس برنامج Erasmus+ عام 1987، ويوفر تمويلًا للتعليم والتدريب أو الرياضة في بلد آخر لمدة تتراوح بين شهرين و12 شهرًا. ويشمل البرنامج الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى ست دول غير أعضاء. وجاء في اتفاقية قمة إعادة تنظيم العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست أن الجانبين سيتفاوضان حول “الشروط المالية المتفق عليها بين الطرفين” لعضوية Erasmus+، وهو ما يشير إلى أن المفاوضات ستركز على الجوانب المالية.
كما أشار مصدر أوروبي إلى رغبة في إحراز تقدم بشأن تأشيرة “تجربة الشباب” للأقل من 30 عامًا بالتزامن مع صفقة الغذاء والشراب، موضحًا أن رغبة بريطانيا في التقدم بسرعة في الصفقة الأخيرة ستتطلب تقديم تنازلات في الأولى. ورغم أن الانضمام إلى Erasmus+ سياسيًا أسهل بالنسبة لبريطانيا من صفقة تجربة الشباب، إلا أنه لا يخلو من نقاط محتملة للخلاف في المفاوضات.
بريطانيا تواجه ضغطًا أوروبيًا في صفقة الغذاء والشراب قبل الموعد النهائي 2027
وضعت بريطانيا لنفسها موعدًا نهائيًا لإنهاء صفقة الغذاء والشراب عبر الحدود بحلول 2027، بهدف خفض تكاليف الغذاء. ويرى خبراء أن الاتحاد الأوروبي سيستغل رغبة بريطانيا في إتمام هذه الاتفاقيات بسرعة للضغط من أجل تحقيق أولوياته في إعادة ضبط العلاقات.
وقال أناند مينون ، مدير مركز UK In A Changing Europe: “البريطانيون في عجلة من أمرهم – ومن هنا تغيرت النبرة – والاتحاد الأوروبي أدرك ذلك. لذا سيحاول تحقيق أهدافه أولًا، مما يرفع خطر ربط الملفات المختلفة معًا.”
وأضاف ديفيد هينيغ، مسؤول تجاري بريطاني سابق: “لطالما كان هناك توقع في بروكسل بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحقق أهدافه قبل بريطانيا، وهذا يعود إلى بقايا عدم الثقة وقوة التفاوض. ومن الواضح أن بريطانيا لا تثق تمامًا بأن الاتحاد الأوروبي سيعطي الأولوية للصفقة الغذائية أو لتوافق تجارة الانبعاثات. هناك الكثير من الأمور التي يجب العمل عليها، والشعور العام أن الأمور يمكن أن تسير بشكل جيد، لكن من السهل رؤية كيف يمكن أن تنحرف المسارات.”
انتقادات لشروط برنامج تجربة الشباب: حملة تحذر من ارتفاع تكاليف التأشيرات وتحجيم المشاركة
حثت حملة Best For Britain الحكومة البريطانية على التراجع عن مطالبتها بأن يتحمل المواطنون الأوروبيون تكلفة حوالي 3,500 باوند للحصول على تأشيرات المشاركة في برنامج تجربة الشباب للأعمار بين 18 و 30 عامًا، معتبرة أن أي برنامج بهذه الشروط سيكون “نخبويًا”.
وأشارت المنظمة إلى أن لدى بريطانيا موقفًا تفاوضيًا جيدًا بشأن تحديد مدة التأشيرة والحد الأقصى للأعداد، مقارنة ببعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكنها حذرت من أن فرض رسوم أكثر من 1,000 باوند ومتطلبات توفير 2,500 باوند قد يجعل البرنامج “خارج متناول” معظم الشباب في كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وقال توم بروفاتو، المدير التنفيذي للسياسات والبحوث: “كلما ارتفعت هذه المعوقات المالية أو الشروط المسبقة، قل عدد المتقدمين، لأن الفئة الأقل حظًا لن تتمكن من دفع هذه التكاليف. وبشكل عام، إدارة الهجرة الصافية من خلال تحديد سقف هو الطريقة الأفضل لتسهيل الوصول إلى البرنامج.”
ورفضت المفوضية الأوروبية التعليق على هذه التطورات.
المصدر : The i Paper
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
لقد كان قراءة هذا المقال مثيرة للاهتمام، خاصةً بالنسبة لأولئك منا الذين نعتمد على برامج تبادل مثل Erasmus+. من الواضح أن هناك الكثير من التفاؤل حول إمكانية عودة بريطانيا إلى هذا البرنامج، ولكن من المهم أيضًا أن نأخذ في الاعتبار المخاوف المالية والسياسية. أعتقد أن من المهم جدًا أن تكون هناك توازنات، وأن تكون هذه البرامج متاحة للجميع، وليس فقط للنخبة. أتمنى أن تتمكن المفاوضات من تحقيق نتائج إيجابية للجميع، وأن نرى شباب بريطانيا وأوروبا يستفيدون من هذه الفرص.