إيقاف عضو في “ريفورم” بعد دعوته لإبادة المسلمين
أوقف حزب “ريفورم يو كي” أحد أبرز قياديه المحليين وعضو المجلس المحلي في لانكشاير، بعد الكشف عن رسائل في مجموعة واتساب تضم منشورات متطرفة، بينها دعوات صريحة لـ”إبادة جماعية للمسلمين”. وتثير هذه القضية أسئلة عن الخطاب الداخلي للحزب ومدى تساهله مع لهجة الكراهية في سياق الجدل بشأن الهجرة والإسلاموفوبيا في بريطانيا.
رسائل واتساب تكشف تهديدات ودعوات عنيفة
أكد الحزب تعليق عضوية عضو المجلس المحلي توم بيكاب، بعد مشاركته في مجموعة واتساب أنشأها ناشط يميني. وشهدت المجموعة رسائل خطيرة، من بينها منشور يقول إن كير ستارمر “يحتاج إلى رصاصة لعينة”، وشهدت المجموعة تبادلًا لتعليقات مسيئة ومحرضة على العنف موجّهة إلى كير ستارمر وأعضاء حكومته، وردّ بيكاب بعبارات مشابهة في سياق السخرية المتبادلة في الرسائل.
شتائم عنصرية ودعوات لترحيل جماعي… وتخزين أسلحة
تُظهرالرسائل المسربة أن بيكاب كتب أنه يؤيد “عمليات ترحيل جماعية”. وفي رسائل أخرى داخل المجموعة، دعا أحد الأعضاء إلى تخزين أسلحة لمهاجمة مهاجرين، إضافة إلى الدعوة إلى إبادة جماعية للمسلمين.
وكتب بيكاب في رسالة: “كل من في حزب ريفورم أكثر تشددًا بشأن الهجرة ممّا يُعلن، لكن للفوز بالأغلبية علينا أن نكون تكتيكيين”.
وقال الحزب لصحيفة “إندبندنت” إنه علق عضوية بيكاب ريثما تُستكمل التحقيقات.
بيكاب: “مزاح أُخرج من سياقه”
قال بيكاب لصحيفة “الغارديان”: إن 99 في المئة من الرسائل داخل المجموعة لم يكن يراها، مضيفًا: “كنت أمزح بطريقتي المعتادة، وحُمِّل كلامي أكثر مما يحتمل”. وادّعى أنه لم يشاهد الرسائل الأكثر تطرفًا، ومنها الدعوة إلى إبادة المسلمين أو مهاجمة المهاجرين.
وأضاف أن تعليقه بحق رئيس الوزراء كان “مزحة” و”سوء تقدير”، وأنه غادر المجموعة لاحقًا.
ولدى سؤاله عن موقفه من الدعوة إلى إبادة المسلمين، قال: “بالطبع لا. لدي علاقات واسعة مع المجتمع الإسلامي، وكنت سأدين ذلك لو رأيته… ولا أعرف إن كانت هذه الرسائل أصلية لأنني لم أرها بنفسي”.
مطالبات بالاستقالة وتحذير من “إرهاب محلي”
دعت سامارا بارنز، عضو المجلس المحلي عن حزب العمال في لانكشاير، إلى استقالة بيكاب، مؤكدة أنها أبلغت هيئة السلوك في المجلس.
وقالت: “نحن نعيش فوق برميل بارود. إذا كان هناك من يدعو إلى إبادة المسلمين، فهذا شكل من أشكال الإرهاب المحلي. لقد رأينا كيف يمكن للتطرف أن يدفع بعض الناس إلى ارتكاب أفعال مروّعة. هذه ليست مسألة اعتذار أو تدريب… إنها أخطر بكثير، وعلى ريفورم اتخاذ موقف واضح”.
خطابات كراهية على مستويين
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تعليق عضوية بيكاب يكشف حجم التداخل بين الخطاب اليميني المتشدد والخطاب العنصري داخل بعض الدوائر الحزبية، ولا سيما عندما ينتقل هذا الخطاب إلى مساحات رقمية مغلقة لا تخضع للرقابة العامة. ففي هذه البيئات -غرف دردشة محدودة الوصول، قنوات خاصة، مجموعات مشفّرة- تُتداول مفردات الكراهية والعنف بحرية أكبر، ويجري تبادل تصوّرات عدائية تجاه المهاجرين والمسلمين أكثر فجاجة من الخطاب العلني الذي تتبناه هذه الأحزاب أمام الجمهور.
وترى المنصة أن القضية تسلّط الضوء على الازدواجية المتنامية بين لغة رسمية تحرص على الظهور بمظهر منضبط، ولغة موازية تُستخدم حتى على مستويات قيادية داخل بعض التشكيلات اليمينية، حيث يُبرَّر العنف الرمزي ويُطبَّع التحريض تحت ستار “النقاش الداخلي”. وتؤكد المنصة أن هذه الفجوة بين السر والعلن تزيد من صعوبة ضبط السلوك داخل هذه الأحزاب، وتكشف الحاجة إلى مراجعة أعمق لكيفية تمدّد التحريض الرقمي في الأوساط السياسية وما يتركه من أثر على المناخ العام.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
