إنجاز طبي في لندن.. استعادة الشم والتذوق لمرضى كورونا بعد معاناة طويلة

نجح أطباء في مستشفيات جامعة كوليدج لندن (UCLH) في تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق، حيث تمكنوا من استعادة حاستي الشم والتذوق لدى مرضى فقدوها بسبب كوفيد 19، وذلك من خلال جراحة وظيفية متطورة توسّع المجرى الأنفي وتُحفّز التعافي.
وعلى الرغم من أن معظم المصابين بكوفيد-19 يتعافون تمامًا، إلا أن المرض قد يخلّف آثارًا طويلة الأمد لدى بعض الحالات. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 6 في المئة من المصابين بكوفيد يعانون من كوفيد الطويل، وهو ما يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. ومن بين أكثر من 200 عرض مختلف لكوفيد الطويل، يعد فقدان حاستي الشم والتذوق من الأعراض الشائعة والمزعجة.
التدخل الجراحي بعد فشل العلاجات التقليدية

تمكن الجراحون في UCLH من علاج 12 مريضًا فقدوا حاسة الشم بشكل حاد بعد الإصابة بكوفيد، واستمر فقدانهم للحاسة لأكثر من عامين دون أي تحسن، على الرغم من خضوعهم لعلاجات مختلفة مثل تدريب الشم واستخدام الكورتيكوستيرويدات.
وفي إطار البحث عن حلول جديدة، لجأ الأطباء إلى تقنية جراحية متقدمة تُعرف باسم رأب الحاجز الأنفي الوظيفي (fSRP)، وهي تقنية تُستخدم عادةً لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي وزيادة تدفق الهواء داخل الأنف.
كيف تعمل الجراحة على استعادة الشم؟
تعتمد العملية على توسيع الممرات الأنفية ما يعزز تدفق الهواء نحو المنطقة الشمية، الواقعة في الجزء العلوي من التجويف الأنفي، حيث توجد المستقبلات المسؤولة عن حاسة الشم.
ووفقًا للبروفيسور بيتر أندروز، استشاري جراحة الأنف التجميلية وجراحة الوجه، فإن الجراحة تزيد حجم مجرى الهواء بنسبة 30 في المئة، ما يساهم في زيادة تدفق الهواء إلى المنطقة الشمية بنفس النسبة، وبالتالي يعزز وصول الجزيئات العطرية إليها، ما يساعد في تحفيز استعادة حاسة الشم.
نتائج مبشّرة تؤكد فعالية الجراحة

أجريت التجربة السريرية على مجموعتين:
- المجموعة الأولى: تضم 12 مريضًا خضعوا للجراحة، وجميعهم أبلغوا عن تحسن ملحوظ في حاسة الشم.
- المجموعة الثانية (المجموعة الضابطة): ضمت 13 مريضًا استمروا في تدريب الشم دون تدخل جراحي، ولم يُظهر أي منهم تحسنًا، بل إن 40 في المئة أفادوا بتفاقم حالتهم.
نُشرت هذه النتائج في مجلة Facial Plastic Surgery، ما يؤكد نجاح التقنية الجراحية في إعادة الأمل للمصابين.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇