إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الخطة الأمريكية على مستقبل غزة؟

يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد محادثات وُصفت بالحاسمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين في البيت الأبيض، حيث تطرح الولايات المتحدة خطة جديدة تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ ما يقارب العامين. وتُعد هذه رابع زيارة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير، أكثر من أي زعيم عالمي آخر، في مؤشر على أهمية العلاقة بين الطرفين.
تصريحات ترامب وخطته الجديدة

نشر ترامب على منصته “تروث سوشال” يوم الأحد رسالة قال فيها: “لدينا فرصة حقيقية في الشرق الأوسط. الجميع على متن القطار لشيء استثنائي، لأول مرة على الإطلاق. سننجز ذلك!!!”
وخلال اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، عرض الرئيس الأميركي خطة مكونة من 21 بندًا على قادة عرب ومسلمين، تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة. كما تنص الخطة على تشكيل لجنة فلسطينية تخضع لإشراف دولي لإدارة القطاع خلال فترة انتقالية.
تفاؤل أميركي وحذر إسرائيلي
أعرب نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” عن تفاؤله، قائلًا: “أشعر بمزيد من التفاؤل الآن مقارنة بأي وقت خلال الأشهر الماضية.” لكنه حذر في الوقت ذاته من إمكانية انهيار الجهود في اللحظة الأخيرة.
أما نتنياهو، فأكد في تصريحات لذات القناة أن الخطة “لم تُحسم بعد”، لكنه أشار إلى استمرار العمل عليها مع فريق ترامب.
خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة
رغم النقاش حول الخطة الأميركية، تجاهل نتنياهو ذكرها في خطابه أمام الأمم المتحدة يوم الجمعة، وأصرّ على أن إسرائيل ستواصل العدوان حتى “إنهاء المهمة” ضد حركة حماس، زاعمًا أن وقف العمليات العسكرية مرهون بإطلاق سراح 48 رهينة — يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة — إضافة إلى ما تدّعي إسرائيل أنه “نزع سلاح” حماس. كما كرر رفضه لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة أو أي حديث عن قيام دولة فلسطينية.
موقف إسرائيلي داخلي منقسم

أكد مسؤولون إسرائيليون أن تطبيق أي خطة سيكون خاضعًا لموافقة إسرائيل، حيث قال أحدهم: “لن يحدث شيء دون موافقتنا.” بينما كشف مسؤول آخر عن حالة “قلق وفوضى” داخل الوفد الإسرائيلي في واشنطن، مع مخاوف من أن بعض الحكومات العربية قد دفعت ترامب لدعم خطة تتعارض مع الموقف الإسرائيلي الرسمي.
من جانب آخر، أوضح مقربون من المفاوضات أن الخطة الأميركية لا تزال قابلة للتعديل، وأن التسريبات الإعلامية الأخيرة قد لا تعكس النسخة النهائية، خاصة قبل لقاء ترامب ونتنياهو.
موقف حركة حماس
في المقابل، أعلنت حركة حماس أنها لم تتلقَ أي مقترح جديد من الوسطاء الدوليين، مؤكدة أن مفاوضات تبادل وقف إطلاق النار بالرهائن متوقفة منذ أوائل سبتمبر، عقب ضربة إسرائيلية في الدوحة استهدفت قيادات الحركة.
ضغوط اليمين المتطرف في إسرائيل
يتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من حلفائه في اليمين المتطرف الذين يرفضون إنهاء الحرب دون تحقيق ما يصفونه بـ”هزيمة كاملة” لحماس. فقد كتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على منصة “إكس”: “سيدي رئيس الوزراء، ليست لديك صلاحية لإنهاء الحرب دون هزيمة كاملة لحماس.”
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن الخطة الأميركية تمثل أول تحرك جاد لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ قرابة عامين، غير أن نجاحها يبقى رهنًا بتوازنات سياسية معقدة بين الأطراف الدولية والإقليمية، فضلًا عن الانقسامات الداخلية في إسرائيل والضغوط التي يمارسها التيار اليميني المتطرف. وتعتبر المنصة أن أي مبادرة دولية تتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ستبقى ناقصة.
المصدر: ft
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇