العرب في بريطانيا | إقبال محمد يصبح ثاني نائب ينسحب من حزب “يور بار...

1447 جمادى الثانية 2 | 23 نوفمبر 2025

إقبال محمد يصبح ثاني نائب ينسحب من حزب “يور بارتي” الجديد

1024px-Iqbal_Mohamed_MP (1).jpg
فريق التحرير November 23, 2025

يشهد حزب “يور بارتي” اليساري الناشئ مزيدًا من الاضطرابات الداخلية قبيل أيام فقط من انعقاد مؤتمره التأسيسي، إذ أعلن النائب إقبال محمد انسحابه ليصبح ثاني نائب يغادر الحزب خلال أسبوع واحد، في خطوة تعمّق الأزمة التي يعيشها الكيان السياسي الجديد الذي لم يتأسس رسميًا بعد.

الحزب، الذي لا يزال يحمل اسمًا مؤقتًا، لم يكد يلتقط أنفاسه منذ الإعلان عن تشكيله حتى دخل في دوامة من الجدل والاتهامات والخلافات التي تتكرر بوتيرة أسبوعية، ما يهدد مستقبله السياسي قبل انطلاقته الرسمية.

انسحاب جديد يزيد الأزمة تعقيدًا

النائب عدنان حسين يتحدث في البرلمان في 29 نوفمبر (البرلمان/لقطة شاشة)

قبل أسبوع واحد فقط، أعلن عدنان حسين، أحد أعضاء “مجموعة التوجيه” المكونة من ستة نواب والمكلّفة بالإشراف على تأسيس الحزب، انسحابه بشكل مفاجئ. 

وجاء إعلان إقبال محمد — نائب باتلي وديوزبري في غرب يوركشير — ليضاعف حجم الأزمة، خصوصًا أنه جاء قبل أيام قليلة من المؤتمر التأسيسي المرتقب في ليفربول.

وقال محمد في بيان نشره عبر منصة “إكس” يوم الجمعة: “بعد دراسة متأنية، قررت مغادرة حزبكم ومواصلة خدماتي كما انتُخبت، كنائب مستقل عن ديوزبري وباتلي.”

وأضاف أن “العديد من المزاعم الكاذبة والتشهير” الذي تعرض له هو وآخرون، وتم التعامل معه كحقائق دون أدلة، كان أمرًا “مفاجئًا ومخيّبًا للآمال”.

وكشف محمد أن الزعيمة المشاركة زهرة سلطانة كانت قد غادرت طوعًا تحالف المستقلين ومجموعة الإشراف بالحزب في 18 أيلول/ سبتمبر 2025، مؤكدًا أنه سيواصل العمل داخل تحالف المستقلين الذي يراه فعالًا في الدفاع عن الصالح العام داخل البرلمان.

تحالف المستقلين في قلب الأزمة

يضم تحالف المستقلين ثلاثة نواب آخرين انتُخبوا لأول مرة العام الماضي — عدنان حسين، وشوكت آدم، وأيوب خان — إلى جانب زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربن.

وقال إقبال محمد إنه، إلى جانب النواب الثلاثة، صوّت لزهرة سلطانة كزعيمة مشاركة رغم نصائح ورغبات جيريمي كوربن، في خطوة تعكس الانقسام المتنامي داخل صفوف الحزب الجديد.

وأوضح أن حلّ اللجنة التنظيمية (OC) للحزب والقيادة المشتركة بين كوربن وسلطانة جاء نتيجة “الانقسام وانعدام الثقة” داخل اللجنة، مشيرًا إلى أن الاتفاق على هذا المسار كان بين سلطانة وكوربن، وليس بين النواب الأربعة الذين تقرر لاحقًا أن يكونوا “مشرفين” فقط.

وأضاف:”العديد من المزاعم ضدنا كاذبة، نحن نُستخدم ككبش فداء، والإعلام والمعلقون وجبناء لوحات المفاتيح يهاجمون دون التحقق من الحقائق.”

ووصف محمد الهجمات عليه وعلى زملائه بأنها “محزنة ومؤلمة”، منتقدًا ما سماه “اختبارات النقاء” بين فصائل اليسار التي تسعى — على حد قوله — إلى التفوق على بعضها البعض بطريقة تزيد الانقسام وتلحق الضرر بالمشروع السياسي الجديد.

انقسامات متصاعدة وصراعات على القيادة

جيريمي كوربين، عضو البرلمان البريطاني، في فينسبري بارك، لندن، 20 أغسطس/آب (ياسين سودان/ميدل إيست آي)

شهد الحزب سلسلة من الخلافات العلنية بين القائدين المشاركين زهرة سلطانة وجيريمي كوربن. وتفاقمت الأزمة حين صرّحت سلطانة بأن عدنان حسين “لا مكان له في الحزب” بسبب تصريحاته بشأن النساء المتحولات، الأمر الذي فجّر خلافًا علنيًا بينهما.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلقت سلطانة موقعًا إلكترونيًا لجذب الأعضاء وجمعت أكثر من 500 ألف باوند خلال ساعات. لكن كوربن والمستقلين الآخرين سارعوا إلى نفي علاقتهم بالمبادرة، ودعوا إلى إلغاء أي خصومات بنكية فورية تمت عبر المنصة.

ورغم أن الحزب حظي باهتمام واسع عند الإعلان عنه في تموز/ يوليو، ونجح في جذب مئات الآلاف من المسجلين الجدد، بل وحقق نسبة 10٪ في بعض استطلاعات الرأي، فإن سلسلة الصراعات الداخلية حول القيادة واتجاه الحزب سرعان ما قوضت هذا الزخم.

رؤية غير متحققة لحزب “واسع وشامل”

قال عدنان حسين الأسبوع الماضي إنه انضم إلى مشروع تأسيس الحزب الجديد لأنه آمن برؤية كيان سياسي شامل قادر على استيعاب تنوع اجتماعي وفكري واسع، خصوصًا أولئك الذين تركتهم الأحزاب التقليدية خلف الركب.

وأضاف أنه تصور حركة سياسية تستوعب المجتمعات العمالية، والمتدينين، والمحافظين اجتماعيًا، واليساريين اقتصاديًا، مع الحفاظ على مبادئ المساواة والعدالة ومناهضة العنصرية.لكنّه أشار إلى أن ثقافة الحزب الجديد “غالبًا ما كانت سامة وإقصائية ومحبطة للغاية”.

تراجع نفوذ الحزب الجديد وصعود الخضر

تحت قيادة زاك بولانسكي، يبدو أن الزخم على اليسار البريطاني يتحول أكثر نحو حزب الخضر الذي يحقق مستويات متقاربة مع حزب العمال في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وكان يُعتقد أن حزب “يور بارتي” سيكون قادرًا — بدعم النواب المستقلين الجدد — على جذب الناخبين في الدوائر ذات الكثافة العمالية والمسلمة، وهي مناطق عادة ما يجد حزب الخضر صعوبة في الوصول إليها.

إلا أن كثافة الخلافات الداخلية، وانسحاب نائبين في أسبوع واحد، والانقسامات حول القيادة والتمويل، كلها عوامل تجعل مستقبل الحزب ذاته محل تساؤل كبير في هذه المرحلة المبكرة من عمره.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن التطورات المتسارعة داخل حزب “يور بارتي” تكشف حجم التحديات التي تواجه أي محاولة لتأسيس كيان سياسي جديد يسعى لتمثيل شرائح واسعة من المجتمع البريطاني، خصوصًا المسلمين والطبقة العاملة. وتشير المنصة إلى أن الانقسامات المبكرة، والصراعات على القيادة، وتبادل الاتهامات بين رموز اليسار، لا تنعكس فقط على صورة الحزب أمام الرأي العام، بل تهدد أيضًا بفقدان الثقة التي وضعها عشرات الآلاف ممن سجلوا دعمهم للمشروع منذ إطلاقه.

وترى المنصة أن استمرار هذا التدهور الداخلي قد يحرم الساحة السياسية البريطانية من تجربة كان يُتوقع أن تُحدث توازنًا جديدًا داخل اليسار، خاصة في الدوائر التي تبحث عن بديل سياسي أكثر تمثيلًا لقضاياها وهمومها.

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة