إضراب عام يشل معظم القطاعات في بريطانيا وحكومة سوناك تعاند
يشل إضراب عام معظم القطاعات الحيوية في بريطانيا، وعلى رأسها مدارس إنجلترا وويلز، مع دخول إضراب المعلمين حيّز التنفيذ اليوم الأربعاء الأول من فبراير، وبالمقابل تتمسك حكومة ريشي سوناك المحافظة برفض الخضوع لإملاءات النقابات والاتحادات العمالية، الأمر الذي وصفه كثيرون بالعناد المضر بمستقبل المملكة المتحدة واقتصادها الآخذ بالانكماش.
وحذّر مكتب رئيس الوزراء البريطاني في داونينج ستريت من أن الإضراب العام سيشل معظم القطاعات في بريطانيا، ويتسبب باضطرابات واسعة النطاق في البلاد.
ومن المتوقع أن يشارك المعلمون وموظفو الجامعات والموظفون المدنيون وعمال القطارات وسائقو القطارات في الإضراب الذي سيبدأ اليوم الأربعاء.
500 ألف عامل بريطاني يشاركون في أكبر إضراب عام منذ عشر سنوات
وسيشارك في الإضراب نحو 500 ألف عامل، ما يعني أنه أكبر إضراب تنفذه النقابات العمالية في بريطانيا منذ أكثر من عقد، بحسَب ما ورد عن مكتب النقابات العمالية.
ولم يُسجَّل أي تقدم يُذكَر في المفاوضات التي جرت بين وزارة التعليم ونقابة المعلمين يوم الإثنين الماضي.
وفي هذا السياق قال الاتحاد الوطني للتعليم: إن وزيرة التعليم جيليان كيجان أهدرت فرصة وقف الإضراب المقرر تنفيذه اليوم الأربعاء.
ومن المتوقع أن يتأثر نحو 230 ألف مدرسة في الإضراب الأول للمعلمين، ضمن سلسلة من سبعة إضرابات سينفذها المعلمون في إنجلترا وويلز.
وقدمت وزرات التربية عرضًا بزيادة الأجور بنسبة 5 في المئة لمعظم المعلمين خلال العام الدراسي الحالي، لكن الاتحاد الوطني للمعلمين طالب بزيادة رواتب المعلمين بما يواكب نسبة التضخم المرتفعة.
هذا وأعلن بعض المدارس أنها ستغلق أبوابها خلال الإضراب، ولم تعلن جميع المدارس عن قرارها بعد، ويستعد معظم الأهالي إلى اتخاذ إجراءات احتياطية؛ لرعاية وتعليم أبنائهم إذا أغلقت المدارس أبوابها.
وأشار وزير المدارس نيك جيب إلى أن الحكومة تتوقع استمرار عمل جميع المدارس في إنجلترا لتقديم الحد الأدنى من الخدمات التعليمية.
وإلى جانب نقابة المعلمين سيشارك في الإضراب المذكور سبع نقابات أخرى، تشمل المحاضرين وأمناء المكاتب وأعضاء نقابة موظفي الجامعات.
وسيشارك المشرفون على اختبارات القيادة من نقابة السائقين (Aslef) في الإضراب، ما سيسبب مزيدًا من الاضطرابات في كل من إنجلترا واسكتلندا وويلز.
من سيشارك في إضراب شهر شباط/ فبراير؟
موظفو الخدمات المدنية
سيشارك 100 ألف موظف حكومي من 124 دائرة حكومية وهيئات مختلفة في الإضراب العام؛ للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل.
ومن بين المشاركين في الإضراب: موظفون في وزارة العمل وموظفون في وكالة ترخيص المركبات وموظفو إدارة الصحة والرعاية الاجتماعية.
المعلمون
يشارك المعلمون من أعضاء الاتحاد الوطني للتعليم في الإضراب العام، ما سيؤدي إلى إغلاق معظم المدارس في إنجلترا وويلز؛ وذلك احتجاجًا على انخفاض رواتب المعلمين.
هذا ويُعَد الاتحاد الوطني للتعليم أكبر اتحاد تعليمي في بريطانيا، لذا سيؤدي الإضراب إلى إغلاق كثير من المدارس.
وشارك المعلمون في اسكتلندا من أعضاء المعهد التعليمي في الإضراب، وعلى إثر ذلك أغلق بعض المدارس في أبردين وكلاكمانانشاير أبوابها.
عمال القطارات
سيشارك معظم سائقي القطارت والأعضاء في نقابة السائقين (Aslef) في الإضراب، ما سيؤدي إلى إضرابات في شركات القطارات في معظم أنحاء إنجلترا.
وستتأثر رحلات القطارات بالإضراب، وبخاصة خطوط إنجلترا-اسكتلندا وإنجلترا-ويلز.
وطلبت شركات القطارات من المسافرين التأكد من رحلاتهم قبل الحجز.
موظفو الجامعات
يشارك الآلاف من الموظفين في 150 جامعة في جميع أنحاء بريطانيا بالإضراب اليوم، ومن بينهم الموظفون والأكاديميون والفنيون وأمناء المكاتب وغيرهم من موظفي الجامعات.
سائقو الحافلات
يشارك سائقو الحافلات العاملين في شركة (Abellio) في الإضراب، وستتأثر بذلك خطوط الحافلات الواقعة جنوب لندن وغربها.
وبهذا الصدد حذرت شركات السكك الحديدية والقطارات من حدوث اضطرابات وتوقف الرحلات عبر 14 خطًّا من خطوط السكك الحديدية.
وقال مارك ماكيلن الموظف في وزارة العمل البريطانية: إنه سيشارك في الإضراب رغم تقاضيه أجر يوم الإضراب، وأكد أن الإضراب سيكون واسع النطاق وشديد التأثير.
وأضاف مارك: “مع أننا نعيش في بلد متطور، فإننا نقتصد في معيشتنا من أجل سداد فواتير الغاز والكهرباء”.
“أنا أعيش بمفردي مع ابنتي، وقد اعتادت ابنتي مستوى معينًا من الحياة، لكن معظم الأطفال سيعانون بسبب تدني أجور أهاليهم”.
“سيكون من الصعب خسارة جزء من الأجر للمشاركة في الإضراب، لكن إذا لزم الأمر سأفعل ذلك”.
واتخذ بعض سائقي الحافلات لدى شركة (Abellio) قرارًا بالمشاركة في الإضراب، حيث دعا اتحاد (Unite) إلى زيادة الأجور بما يواكب ارتفاع الأسعار.
وقالت نقابة (Trade Union): إن أجور الموظفين انخفضت بنحو 200 باوند مقارنة بقيمتها قبل عقد من الزمن.
وسترسل النقابات العمالية كتابًا إلى مجلس رئاسة الوزراء في بريطانيا اليوم الأربعاء؛ احتجاجًا على قانون منع الإضرابات الذي اقترحته الحكومة.
وقد حدد مشروع القانون أدنى مستويات الخدمات المدنية التي يجب أن يقدمها الموظفون والعمال عند بدء الإضراب.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء: “نعلم أن الإضراب الكبير غدًا سيؤدي إلى حدوث اضطرابات واسعة النطاق، وسيؤثر ذلك بشكل كبير على حياة الناس اليومية”.
“إن الحكومة تعترف بالتأثير الكبير للإضراب وتعطيله لحياة الناس، لذا نعتقد أن الحل هو اللجوء إلى طاولة المفاوضات بدلًا من المشاركة في الإضراب”.
وأضاف: “إن الإضراب المقرر لكوادر الإسعاف في الـ10 من شباط/فبراير يثير قلق الحكومة، وسنطبق بعض الإجراءات التي اتبعناها سابقًا؛ للحرص على استمرار تقديم خدمات الإسعاف خلال الإضرابات، وحثت الحكومة النقابات على إعادة النظر في قرار تنفيذ الإضرابات”.
اقرأ أيضاً :
نحو 70 ألف موظف في 150 جامعة في بريطانيا يشرعون بإضراب عام
الرابط المختصر هنا ⬇
