51 شركة أسلحة إسرائيلية في لندن.. صفقات مربحة على حساب دماء الفلسطينيين

تستعد العاصمة البريطانية لاحتضان واحدة من أضخم معارض السلاح في العالم، فيما يتوقع خروج احتجاجات واسعة تندد بمشاركة شركات إسرائيلية متورطة في جرائم غزة. المعرض الذي ينطلق غدًا الثلاثاء في دوكلاندز شرق لندن، سيشهد حضور 1600 شركة من مختلف أنحاء العالم، بينها 51 شركة إسرائيلية، إضافة إلى عملاق الصناعات الدفاعية الأمريكية لوكهيد مارتن (Lockheed Martin)، المصنعة لطائرات F-35 التي استخدمت بكثافة في قصف القطاع.
احتجاجات واتهامات بـ”التواطؤ في الإبادة”
منظمة حملة مناهضة تجارة السلاح (CAAT) حذرت من أن السماح للشركات الإسرائيلية بالمشاركة يمثل “ذروة التواطؤ في الإبادة الجماعية”. وقالت منسقة الإعلام في المنظمة، إميلي آبل (Emily Apple)، إن الحكومة البريطانية “تمنح هذه الشركات فرصة لتسويق أسلحتها المجرَّبة على أجساد الفلسطينيين”، مؤكدة أن الاهتمام بالاحتجاجات هذه المرة غير مسبوق. ويتوقع أن يتراوح عدد المتظاهرين بين 500 وألف شخص مع افتتاح المعرض، وسط تشديد أمني مكثف.
المعرض يقام لأول مرة منذ هجوم حماس المفاجئ في أكتوبر 2023، ما يمنحه بعدًا سياسيًا وأمنيًا خاصًا. في نسخة 2023 من المعرض، اعتُقل عشرة أشخاص، فيما استعانت شرطة العاصمة بأكثر من مئة ضابط يوميًا بتكلفة قاربت 2 مليون باوند.
شركات إسرائيلية تحت المجهر
تشارك في المعرض أكبر ثلاث شركات سلاح إسرائيلية: إلبيت سيستمز (Elbit Systems)، رافائيل (Rafael)، والصناعات الجوية الإسرائيلية (Israel Aerospace Industries – IAI). جميعها تعد مورّدًا أساسيًا للجيش الإسرائيلي، الذي يشن منذ عامين حملة عسكرية واسعة على غزة. موقعي “IAI” و”Rafael” أكدا حضورهما رسميًا، فيما ذكر دليل المعرض أن فرعًا تابعًا لشركة “إلبيت” في السويد سيشارك أيضًا.
في موادها الدعائية، تتباهى IAI بقدراتها “غير المسبوقة” وتقول إنها “تشكل مستقبل الأمن العالمي”، بينما ترى منظمات حقوقية أن منتجاتها مجرَّبة في قصف المدنيين الفلسطينيين.
بريطانيا شريك رئيسي في برنامج F-35
إلى جانب الشركات الإسرائيلية، يشارك في المعرض لوكهيد مارتن، المقاول الرئيسي لطائرات F-35 التي تُستخدم في قصف غزة. ورغم إعلان الحكومة البريطانية وقف معظم صادرات السلاح لإسرائيل بسبب مخاوف إنسانية، إلا أنها تواصل السماح بتصدير مكونات مرتبطة ببرنامج F-35 العالمي، بحجة استحالة فصل هذه الصادرات عن المنظومة الدولية.
ووفقًا لتقديرات CAAT، وفرت شركات بريطانية منذ 2016 مكونات بقيمة 572 مليون باوند لطائرات F-35 التي تستخدمها إسرائيل، بينها شركة BAE Systems التي تصنّع نظام الاعتراض النشط للطائرة. تشير التقديرات إلى أن الشركات البريطانية تسهم بنحو 15% من القيمة الكاملة للطائرة، التي يستخدمها أيضًا سلاح الجو الملكي البريطاني.
استراتيجية حكومية لدعم قطاع السلاح
بالتوازي مع المعرض، يطلق وزير الدفاع جون هيلي (John Healey) استراتيجية صناعية دفاعية جديدة تهدف إلى تعزيز الإنفاق العسكري. الخطة تتضمن إنشاء صندوق بقيمة 250 مليون باوند لتمويل خمسة مشروعات نمو دفاعية، إضافة إلى استثمار 182 مليون باوند في إنشاء كليات للتفوق التقني العسكري. هيلي اعتبر أن “الدفاع سيكون محركًا للنمو في بريطانيا”، مشيرًا إلى رغبة الحكومة بجعل البلاد “أفضل مكان في العالم لتأسيس وتطوير شركات السلاح”.
إصرار الحكومة البريطانية على فتح أبواب لندن لشركات السلاح الإسرائيلية، في وقت يواصل فيه الفلسطينيون دفع ثمن المجازر اليومية في غزة، يعكس تناقضًا صارخًا بين الشعارات الإنسانية والواقع السياسي والاقتصادي. فبينما يُمنع تصدير بعض المعدات بحجة “الاعتبارات الإنسانية”، يُسمح بمشاركة شركات ارتبط اسمها مباشرة بدمار غزة ومعاناة المدنيين.
منصتنا ترى أن مشاركة هذه الشركات في لندن ليست مجرد نشاط تجاري، بل رسالة سياسية خطيرة تقول إن مصالح السلاح تتفوق على القيم الإنسانية، وإن أرباح الصناعات العسكرية تُقدَّم على حساب الدم الفلسطيني. هذه المشاركة تؤكد الحاجة إلى ضغط شعبي ودولي متزايد لفضح التواطؤ الغربي مع الاحتلال، ومساءلة الحكومات التي تسمح بتحويل مدنها إلى ساحات تسويق لأسلحة الإبادة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇