إدانة لاجئ سوداني بقتل عاملة فندق في والسال
أدانت محكمة التاج في مدينة ولفرهامبتون، لاجئًا سودانيًا يُدعى دينق تشول ماجك، بقتل عاملة فندق بريطانية تُدعى ريانّون سكاي وايت، البالغة من العمر 27 عامًا، في هجوم وحشي وقع في محطة استاد بيسكوت بمدينة وُلسال في 20 أكتوبر 2024.
وكان المتهم يقيم في فندق بارك إن بوصفه طالب لجوء، حين أقدم على طعن الضحية 23 مرة باستخدام مفك براغٍ، بينها 11 طعنة اخترقت جمجمتها، قبل أن يتركها تنزف حتى الموت على رصيف المحطة.
سير المحاكمة وإدانة المتهم

استغرقت هيئة المحلفين أكثر من ساعتين بقليل قبل أن تتوصل إلى حكم بالإجماع يدين ماجك بجريمة القتل، دون أن يُظهر أي انفعال أو تعبير عن الندم خلال النطق بالحكم، إذ بدا هادئًا بينما تحدث القاضي “سول” والمتحدث باسم هيئة المحلفين.
خلال جلسات المحاكمة، وصفت النيابة العامة الهجوم بأنه “فوضوي ووحشي”، مشيرة إلى أن الجريمة لم يكن لها أي دافع واضح، وأن المتهم نفّذها بدمٍ بارد قبل أن يعود إلى الفندق وكأنه لم يفعل شيئًا.
شهادات الشهود وأدلة الادعاء
استمعت المحكمة إلى شهادة صديقة الضحية، إيما كاولي، التي كانت تتحدث معها عبر الهاتف قبل دقائق من الجريمة. وقالت إنها سمعت فجأة صرخة حادة مليئة بالخوف والألم بعد لحظات من حديث عادي.
كما عرض الادعاء أدلة مادية قوية، منها مقتنيات تخص المتهم – سترة وخاتم وصنادل – وُجدت ملوثة بدماء الضحية. وأكدت ممثلة الادعاء ميشيل هيلي KC أن الحمض النووي لريانّون وايت وُجد تحت أظافر ماجك، مما عزز من إدانته.
وأظهرت كاميرات المراقبة (CCTV) لقطات للمتهم وهو يتتبع الضحية إلى محطة القطار، ثم يرمي هاتفها في نهر تيم بعد الجريمة، قبل أن يشتري بيرة من متجر محلي ويعود إلى الفندق.
لاحقًا، ظهر ماجك في موقف سيارات الفندق وهو يرقص ويشرب الكحول بينما كانت أضواء سيارات الإسعاف الزرقاء تومض في الخلفية.
شهادة أحد العاملين في الفندق

قال موظف الإسكان تايلر إنغليش، الذي شاهد ماجك بعد الهجوم، إن الأخير كان يشرب ويدخن ويتحدث مع أصدقائه في الموقف، مضيفًا أن المجموعة كانت “وكأنها تستمتع بوقتها” رغم وقوع الجريمة قبل وقتٍ قصير.
دفاع المتهم وخلفيته الشخصية
أنكر ماجك ارتكابه الجريمة، مؤكدًا أنه كان “خارج الفندق” وقت وقوع الهجوم، ولا يعرف الضحية ولا سببًا لقتلها.
وأوضح أنه متزوج ولديه طفل، وأنه غادر السودان إلى ليبيا، ثم إيطاليا وألمانيا، قبل أن يصل إلى بريطانيا في يوليو 2024. وأشار إلى أن خطأ في وثائق هويته الألمانية جعله يُسجَّل خطأً على أنه يبلغ 27 عامًا، بينما ادّعى أمام المحكمة أنه في التاسعة عشرة من عمره.
تعليق الادعاء بعد الحكم
عقب صدور الحكم، قالت كارلا هاريس، المدعية العامة في هيئة الادعاء الملكية (CPS): “كان من المفترض أن تتمكن ريانّون وايت من الذهاب إلى عملها والعودة إلى منزلها بأمان، لكن دينق تشول ماجك سلبها حياتها ومستقبلها.
لقد هاجمها دون سبب، وتركها تنزف على رصيف المحطة، ثم ظهر في لقطات وهو يضحك ويرقص بعد ساعة من جريمته.”
وأضافت: “ورغم أن الطعن لم يُسجَّل على الكاميرا، فإن القضية تضمنت أدلة الحمض النووي، وشهادات الشهود، وتسجيلات المراقبة التي أظهرت ملاحقته لريانّون إلى المحطة وعودته إلى الفندق بملابس ملوثة بالدماء.
كما أنه كان الشخص الوحيد الذي دخل وغادر الرصيف في وقت الجريمة، ما مكّن هيئة المحلفين من إدانته بثقة تامة.”
واختتمت بالقول: “رغم أن شيئًا لن يعيد ريانّون إلى الحياة، إلا أن هذا الحكم يحقق قدرًا من العدالة لعائلتها وأصدقائها. نحن في هيئة الادعاء الملكية مصممون على محاسبة الجناة العنيفين كلما توفرت الأدلة.”
مأساة العائلة وتأجيل النطق بالحكم

خارج المحكمة، وصفت عائلة وايت الأشهر الماضية بأنها “جحيم على الأرض”، وقالت أختها أليكس وايت إنها اضطرت لإخبار ابن أختها البالغ من العمر خمس سنوات بمقتل والدته.
وقال القاضي “سول” إن عمر المتهم الحقيقي يجب التحقق منه طبيًا قبل النطق بالحكم، مؤكدًا أن جلسة النطق بالحكم ستُؤجَّل إلى حين اكتمال التحقق.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذه الجريمة المروّعة تُبرز أهمية تعزيز إجراءات تقييم أوضاع طالبي اللجوء في المملكة المتحدة، ومراجعة أنظمة الإقامة المؤقتة التي تجمع بين فئات مختلفة من الأفراد دون رقابة كافية.
وفي الوقت ذاته، تؤكد المنصة أن هذه الحادثة لا ينبغي أن تُستخدم لتعميم الأحكام أو إذكاء الكراهية ضد اللاجئين أو المهاجرين، إذ إن الغالبية العظمى منهم يسعون إلى حياة آمنة ومستقرة بعيدًا عن الحروب والاضطرابات.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
