أين تجد أفضل صفقات العقارات في بريطانيا قبل إعلان ميزانية الخريف؟
تسود حالة من الترقب والشكوك في سوق العقارات البريطاني مع اقتراب موعد إعلان ميزانية الخريف التي ستكشف عنها المستشارة راشيل ريفز في السادس والعشرين من نوفمبر الجاري. وبينما تنتشر الشائعات حول محتوى حقيبتها الحمراء، يرى خبراء أن هذه الأوقات المضطربة تمثل فرصة مثالية للتفاوض على صفقات عقارية مغرية.
غموض ما قبل الميزانية يفتح الباب أمام المشترين الجريئين

يقول أليكس أوليفر، مدير وكالة الشراء العقاري Prime Purchase في شمال لندن، إن حالة التردد تسيطر على المشترين الذين ينتظرون اتضاح الرؤية، لكنه يؤكد أن التحرك بعكس الاتجاه السائد قد يجلب فرصًا ذهبية: “الآن ليس وقتًا سيئًا للشراء، بل هو الوقت المناسب لتقديم عروض أكثر جرأة”.
الكثير من المشترين يترقبون ما ستتضمنه الميزانية من تغييرات محتملة في النظام الضريبي. وتدور التوقعات حول إلغاء ضريبة الدمغة (SDLT)، مقابل فرض ضرائب جديدة على العقارات مرتفعة القيمة مثل “ضريبة القصور”، إضافة إلى احتمال إلغاء إعفاء ضريبة الأرباح الرأسمالية (CGT) عند بيع المنازل الرئيسية ذات القيمة العالية.
كما يترقب السوق ما إذا كانت الحكومة ستقدم أخيرًا على إصلاح نظام ضريبة المجلس (Council Tax) المتقادم.
خصومات غير مسبوقة في سوق العقارات البريطاني
هذا الغموض أدى إلى انخفاض الأسعار في مختلف أنحاء البلاد، وظهور فرص استثنائية للشراء.
ففي يوركشاير الشمالية، على سبيل المثال، تم تخفيض سعر قلعة ريبلي التاريخية من 15 مليون باوند إلى 7.5 ملايين باوند. وفي المدن الكبرى، تمتلئ مواقع العقارات بإعلانات تحمل عبارة “تم تخفيض السعر”.
في برايتون وهوف، تشير الإحصاءات إلى أن نصف الشقق المعروضة للبيع بسعر يتراوح بين 325 و350 ألف باوند قد خُفّضت أسعارها منذ الصيف الماضي.
وحتى بعد التخفيض، لا يتردد المشترون في التفاوض على خصومات إضافية، حيث أظهرت دراسة من HomeOwners Alliance أن 39٪ من المشترين في بريطانيا تمكنوا من الشراء بسعر أقل من السعر المطلوب.
وتتراوح نسب الخصومات الأكثر شيوعًا بين 5 و10٪، بينما حصل 6٪ من المشترين على خصومات تجاوزت 10٪.
صفقة رابحة في شيفيلد: خصم بنسبة 16٪

في شيفيلد، نجح الزوجان ريبيكا وجولي ألكوك في اقتناص خصم بنسبة 16٪ عند شراء منزل من الطراز الفيكتوري في منطقة شارو فالي.
كان المنزل سيُطرح بسعر 300 ألف باوند، لكن المالك وافق على بيعه بـ 252 ألف باوند بشرط إتمام الصفقة خلال ثمانية أسابيع فقط، خشية تغييرات وشيكة في ضرائب الأرباح الرأسمالية.
تمت الصفقة مباشرة بين الطرفين دون وسيط عقاري، وأُغلقت في سبتمبر. ويعتزم الزوجان إعادة بيع المنزل في يناير المقبل مقابل نحو 375 ألف باوند بعد تجديده.
تقول ريبيكا: “مهما كانت نتيجة الميزانية، نحن نواصل العمل، فالغموض دائمًا يولّد الفرص.”
الشمال أكثر مرونة… والجنوب يعاني
وفقًا لتقرير Savills الأخير حول السوق العقاري البريطاني، ستظل المناطق الشمالية والوسطى واسكتلندا وويلز أكثر مرونة أمام أي تغييرات ضريبية محتملة بسبب انخفاض قيم العقارات فيها نسبيًا، مقارنةً بالمناطق الجنوبية التي شهدت تراجعًا أكبر في الأسعار، لا سيما في المنازل الثانية والمناطق الساحلية.
ومع ذلك، يؤكد ديفيد لويس من Garrington Property Finders أن السوق في شمال غرب إنجلترا، وخصوصًا في مناطق شيشير الفاخرة (Prestbury، Wilmslow، Alderley Edge)، يشهد عروض شراء تقل بنحو 10 إلى 15٪ عن السعر المطلوب، خاصة من المشترين الذين يملكون السيولة الكاملة أو يسعون لإتمام صفقات سريعة.
تفاوت الأوضاع في المدن البريطانية

في مانشستر (ديدسبري)، يلاحظ أن الشقق فقدت جاذبيتها أمام المنازل ذات الحدائق، إذ يفضل المشترون منازل التيراس الفيكتورية على الشقق الخالية من المساحات الخارجية.
وفي نيوكاسل وبونتلاند، يشير خبراء إلى إمكانية التفاوض على خصومات بين 5 و10٪، خصوصًا في العقارات التي تتراوح أسعارها بين 600 و900 ألف باوند.
أما في إدنبرة وغلاسكو، فيرى المختصون أن السوق أكثر واقعية الآن، والملاك أكثر استعدادًا لقبول عروض معقولة قبل نهاية العام.
أما في ليدز، فالمزاج أكثر تفاؤلًا، حيث يعتقد الخبراء أن الميزانية المقبلة لن تؤثر سلبًا على السوق، بعد أن بدأت الحكومة بحل مشكلات السلامة في واجهات المباني (Cladding Safety Scheme) وخفض رسوم الخدمات وتسهيل تمديد عقود الإيجار.
وفي نورويتش، المدينة المصنفة من أفضل أماكن العيش في بريطانيا وفق صحيفة Sunday Times، يحافظ السوق على استقراره، إذ يقدم المشترون عروضًا تقل بنسبة 10٪ عن السعر المطلوب، بينما يحاول البائعون التمسك بالأسعار بعد تخفيضات سابقة.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن الضبابية السياسية والاقتصادية التي تسبق إعلان ميزانية الخريف تمثل تحديًا حقيقيًا للمستثمرين العقاريين، لكنها في الوقت ذاته تخلق نافذة فريدة للمغامرين الأذكياء الذين يجيدون قراءة السوق.
وتؤكد المنصة أن الفرص الكبرى غالبًا ما تنشأ في فترات القلق والتقلب، وأن من يتحرك الآن وفق تحليل واقعي مدروس يمكنه تحقيق مكاسب مستقبلية مهمة، خصوصًا في أسواق الشمال والوسط البريطاني التي ما زالت تحتفظ بقدر من الثبات مقارنة بالجنوب.
المصدر: التايمز
إقرأ أيضا:
الرابط المختصر هنا ⬇
