قطاع بريطانيا الصحي يستعد لوصف أول دواء سرطان في العالم لآلاف المرضى

فريق التحرير April 7, 2023

يستعد قطاع بريطانيا الصحي لوصف أول دواء سرطان في العالم لآلاف المرضى، حيث سمحت هيئة الرقابة الصحية باستخدام الدواء الذي يستهدف المورثات الجينية التي تسبب المرض، بعد أن منعت الرقابة الصحية استخدام الدواء سابقًا.

وقد رفض المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية العام الماضي وصف عقار (Olaparib) لمرضى سرطان الثدي؛ نظرًا إلى ارتفاع سعره، حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة من الأقراص من عيار (150 جم) نحو 2317.50 باوند، فضلًا عن ضريبة القيمة المضافة.

ثم تراجع المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية عن قراره، بعد أن أبرمت هيئة خدمات الصحة في إنجلترا اتفاقًا مع شركة أسترازينيكا، لتخفيض سعر الدواء، ولكن لم يُكشَف عن مقدار التخفيض بعد.

العقار سيمنع عودة انتشار السرطان بنسبة الثلث

الاكتشاف المبكر لسرطان البروستات يساعد في علاج المرض — *الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا يساعد في علاج المرض*

وحصل قطاع بريطانيا الطبي على الضوء الأخضر لوصف العقار لمرضى سرطان الثدي المبكر السلبي من نوع (HER2)، ولا سيما النساء اللاتي يمتلكن مورثات مَرَضية من نوع (BRCA1) و(BRCA2).

وسيقلل العقار من احتمال عودة انتشار سرطان الثدي في جسم المرضى بنسبة الثلث على مدى أربع سنوات تقريبًا.

وبحسَب المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، فإن الدواء يمكن وصفه للرجال الذين سبق أن أصيبوا بسرطان البروستاتا المتقدم والمترافق مع انتكاسة الهرمونات، وكانوا يعانون من نفس الطفرات الوراثية التي تسبب سرطان الثدي.

وبحسَب هيئة خدمات الصحة في إنجلترا فإن عقار (Olaparib) قد يزيد عمر هؤلاء المرضى بمعدل ستة أشهر.

هذا وأعلنت هيئة خدمات الصحة البريطانية عن توفير الدواء للنساء المصابات بسرطان المبيض، ممن يمتلكن طفرات جينية من نوع (BRCA 1) و(BECA2) ولم يَعُدن يستجبن للعلاج.

وسيحصل نحو 1000 من مرضى السرطان كل عام على الدواء المطروح في مستشفيات إنجلترا.

وفي هذا السياق قالت المديرة التنفيذية لهيئة خدمات الصحة البريطانية في إنجلترا أماندا بريتشارد: “سيؤثر عقار (Olaparib) تأثيرًا كبيرًا في مرضى السرطان، ويمنحهم فرصة أطول للبقاء على قيد الحياة، وسيُطيل عمر المصابين بأنواع متقدمة من السرطان عدة أشهر”.

عقار (Olaparib) أول دواء سرطان في العالم

*دواء (Olaparib) يستهدف الطفرات الجينية المسببة للسرطان (بيكساباي)*

ويُؤخَذ دواء (Olaparib) على شكل حبوب، وهو أحد أنواع الأدوية الجديدة المضادة للسرطان، ويسمى مثبط بوليميريز بولي أدينوزين ثنائي فوسفات الريبوز (PARP).

ويساعد إنزيم (PARP) على إصلاح الحمض النووي التالف، ومن خلال إيقاف هذا الإنزيم في جسد المريض، تمنع مثبطات (PARP) من إصلاح الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يحول دون نموها وانتشارها، في حين تبقى الخلايا السليمة أقل تأثرًا بالإنزيم.

وأشاد معهد أبحاث السرطان في لندن بالاتفاق بين هيئة خدمات الصحة في إنجلترا وشركة أسترازينيكا لتخفيض سعر الدواء، علمًا أن معهد أبحاث السرطان في لندن أسهم في تطوير الدواء الجديد.

وبهذا الصدد قال البروفيسور كريستيان هليمي مدير معهد أبحاث السرطان في لندن: “إن السماح بوصف العقار أمر بالغ الأهمية في علاج السرطانات المرتبطة بالطفرات الجينية المُمْرِضة (BRCA1) و(BRCA2)”.

وأضاف: “يسعدني أن أول دواء للسرطان في العالم أصبح متاحًا لكثير من المرضى ممن هم بأمس الحاجة إليه”.

“نقطة تحول في علاج السرطان”

سرطان المعدة — *1000 مريض سرطان سيحصلون على عقار (Olaparib) سنويًا*

وكان العلماء في معهد أبحاث السرطان في لندن من أوائل المكتشفين لتأثير مثبطات (PARP) مثل دواء (Olaparib) على الخلايا السرطانية.

وأظهرت التجارب السريرية لعقار (Olaparib)، التي أجراها معهد أبحاث السرطان في لندن، أن الدواء أثبت فاعليته على مرض السرطان الذي تسببه طفرات جينية مثل (BRCA 1) و(BECA2).

وقالت ديليث مورغان مديرة جميعة سرطان الثدي الخيرية: إن هناك ما يتراوح بين 5 و10 في المئة من مريضات سرطان الثدي يحملن طفرات جينية متغيرة، ولعل أكثرها شيوعًا (BRCA 1) و(BECA2).

وأردفت مورغان: “إن عقار (Olaparib) من شأنه أن يقلل من عودة السرطان إلى النساء المصابات بسرطان الثدي غير القابل للشفاء، ما سيمنع موت كثير من مرضى السرطان”.

في حين قالت كيارا دي بياسي المسؤولة في مؤسسة سرطان البروستاتا: إن السماح بوصف العقار الجديد يُعَد نقطة تحول مهمة، ستخلص القطاع الطبي أخيرًا من الاعتماد على نهج واحد فقط في علاج جميع مرضى سرطان البروستاتا”.

المصدر: الغارديان