ما معدل مساهمة أولياء الأمور في بريطانيا بتمويل شراء منازل لأبنائهم؟
تُظهر تحليلات جديدة أن دور الآباء والأجداد قد أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في توفير الدعم المالي لأبنائهم وأحفادهم لشراء منزل في بريطانيا. وتُبرِز هذه الظاهرة الصعوبات المالية التي يواجهها الشباب الطامحون لامتلاك منزل في ظل ارتفاع الأسعار. فما معدل إسهام أولياء الأمور في دعم أبنائهم لشراء منزل جديد؟ وما أثر ذلك في السوق العقاري؟
نظرة تحليلية على دور الأهل في دعم أبنائهم لشراء منزل في بريطانيا
من المتوقع أن يقدم 47 في المئة من الأسر دعمًا ماليًّا لأبنائهم لشراء منزل وهم تحت سن الـ55، وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة الخدمات المالية والقانونية (Legal & General)، التي تتمتع بمكانة عالية على مؤشر فاينانشال تايمز 100.
ومن المتوقع أن يُسهِم الأهل في أكثر من 318 ألف عملية شراء للعقارات، وهو أعلى رقم منذ أن بدأت (L&G) بتتبع الإقراض العائلي في عام 2016.
ويمكن أن يصل إجمالي الدعم الذي تقدمه الأسر إلى 8.1 مليار باوند هذا العام، بارتفاع 50 في المئة عما كان عليه عام 2020. وتُقدر قيمة المنازل التي تُشترى بهذا الدعم بمبلغ يصل إلى 124.6 مليار باوند.
وتؤكد الأبحاث أن الدعم الأسري يعزز فرص الشباب بامتلاك منزل جديد. وبالنسبة إلى العديد من المشترين، فإن هذا الدعم يعني لهم كثيرًا، ومن دونه سيضطرون إلى انتظار سنوات عديدة لتحقيق حلمهم في امتلاك منزل جديد. وقد أشار أكثر من 20 في المئة من المستفيدين من دعم أسرهم إلى أنهم كانوا سيضطرون إلى تأجيل شراء المنزل لأكثر من خمس سنوات لولا هذا الدعم.
وتشير البيانات إلى أن دعم الأسر سيستمر بالارتفاع في المستقبل، ويُتوقع أن تصل إسهامات الأسر إلى 10 مليارات باوند بحلول عام 2025. هذا التطور يجسد التغيرات الجارية في ثقافة تملّك المنازل والدور الكبير للآباء والأجداد وبقية أفراد الأسرة في تحقيق هذا الهدف.
وبصفة عامة شكلت إسهامات الأسرة نحو 63 في المئة من إجمالي وديعة المشتري للمرة الأولى، وفقًا لشركة هامبتونز.
وحتى هذا العام، يشكل الأشقاء نسبة قياسية تبلغ 11 في المئة من الأفراد الذين قدموا دعمًا ماليًّا في ودائع المشترين للمرة الأولى، وفقًا للبيانات التي نشرتها جمعية سكيبتون للبناء. وهذه النسبة تتجاوز أكثر من ضعف الحصة التي كانت مسجلة قبل خمس سنوات فقط، إذ بلغت 5 في المئة فقط، وتفوقت على إسهامات الأجداد التي تبلغ حاليًّا 8 في المئة.
وعلى الرغم من ذلك، يظل الآباء هم أكثر من يقدمون إسهامات مالية على شكل هدايا للودائع العقارية لأبنائهم، إذ تشكل إسهاماتهم 72 في المئة من إجمالي الدعم حتى الآن هذا العام. ومع هذا، فقد انخفضت هذه النسبة تدريجيًّا من ذروتها التي وصلت إلى 80 في المئة في عام 2018، ما يعكس تزايد اعتماد المشترين للمرة الأولى على مساعدة أفراد الأسرة الآخرين.
وتجسد هذه الإسهامات أيضًا سخاء الآباء، حيث بلغ متوسط مبالغهم المقدمة حتى الآن في عام 2023 زهاء 15,250 باوند.
جدير بالإشارة أن هذه التحليلات تسلط الضوء على تفاوت الفرص المالية والاجتماعية بين الشباب الذين يحصلون على دعم أسرهم وأولئك الذين يسعون وحدهم لامتلاك منزل جديد؛ إذ ترتبط قدرة الشباب على الانطلاق في سوق العقارات بشكل وثيق بدعم الأهل وتمويلهم.
المصدر: This is money
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇