الأحد 21 سبتمبر .. فرصة لتجربة السير في شارع أكسفورد بدون سيارات

في قلب لندن، سيشهد شارع أكسفورد الشهير يوم الأحد 21 سبتمبر حدثًا استثنائيًا بعنوان This Is Oxford Street، حيث يُغلق الشارع أمام حركة المرور في تجربة قد تعكس ملامح مستقبله الدائم. المبادرة تأتي ضمن خطط عمدة لندن صادق خان لتحويل الشارع الأكثر شعبية في المملكة المتحدة إلى منطقة مخصصة للمشاة، بهدف تحسين تجربة الزوار وتنشيط الاقتصاد المحلي.
تفاصيل الحدث
ستُغلق المسافة الممتدة بين أورشارد ستريت وأوكسفورد سيركس أمام جميع المركبات – بما في ذلك الحافلات وسيارات الأجرة – من الساعة 12 ظهرًا وحتى الثامنة مساءً. وقد حذرت هيئة النقل في لندن (TfL) من ازدحام متزايد في محطات المترو القريبة مثل أوكسفورد سيركس، بوند ستريت، توتنهام كورت رود وماربل آرتش.
على طول نصف ميل من الشارع، سيجد الزوار ثلاث منصات لعروض موسيقية وأداءات فنية، ومعارض عن تاريخ شارع أكسفورد، إلى جانب مأكولات ومشروبات من مختلف أنحاء العالم. كما ستشارك متاجر بارزة مثل جون لويس وذا بودي شوب وشوه في أنشطة تفاعلية، بينما تستضيف هولاند آند باريت منطقة للصحة والعافية. أما الأطفال فسيكون لهم نصيب من الفعاليات عبر مهرجان أدبي صغير، ومسابقات وألعاب، وأنشطة ترفيهية أخرى.
الخطة طويلة الأمد
يطمح خان إلى جعل شارع أكسفورد منطقة خالية من المركبات بين أوكسفورد سيركس وماربل آرتش ابتداءً من يناير 2026، مع إمكانية توسيع نطاق المشاة نحو توتنهام كورت رود. الخطة تأخذ في الاعتبار إعادة تنظيم مواقف الحافلات وتأثير القيود على سيارات الأجرة، إضافة إلى ضمان تسهيلات للتجار من حيث إيصال البضائع.
المشروع حظي بدعم جهات مؤثرة مثل إيكيا وسيلفريدجز وجون لويس وغرفة تجارة لندن، كما أيدته أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الإسكان السابقة. ومن المنتظر أن يصادق مجلس لندن على إنشاء “مؤسسة تنمية عُمدية” (MDC) للإشراف على المشروع بحلول العام المقبل.
موقف السكان وتجارب مشابهة
خلال مشاورات عامة بين فبراير ومايو، أيد 66% من المشاركين خطة تحويل الشارع إلى منطقة مشاة، بينما أظهر استطلاع للرأي أجرته يوغوف العام الماضي أن 63% من سكان لندن يرحبون بالفكرة، وترتفع النسبة إلى 72% بين من زاروا الشارع خلال عام واحد.
تجارب مماثلة سبقت ذلك في بريطانيا، إذ كان شارع لندن في نورويتش أول شارع تجاري يُخصص للمشاة عام 1967، بينما تحولت بوكانان ستريت في غلاسكو إلى نموذج ناجح منذ السبعينيات. وتشير دراسات حديثة إلى أن إغلاق بعض الشوارع أمام السيارات في عطلات نهاية الأسبوع ساعد على رفع مبيعات المتاجر بنسبة 25%.
إغلاق شارع أكسفورد أمام السيارات ليوم واحد ليس مجرد فعالية ترفيهية، بل خطوة اختبارية لرؤية أوسع تعيد صياغة علاقة لندن بفضاءاتها العامة. وبينما يرحب كثير من السكان والزوار بالفكرة، تبقى التحديات قائمة بشأن النقل والخدمات اللوجستية. ترى العرب في بريطانيا أن نجاح التجربة يوم الأحد سيكون بمثابة استفتاء شعبي مصغر على مستقبل واحد من أشهر شوارع العالم، حيث يتقاطع الاقتصاد مع الحياة اليومية والهوية الحضرية للمدينة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇