أكثر من 12 ألف مشاهد لمحكمة كوربين: بريطانيا متهمة بالتواطؤ في جرائم إسرائيل

تابع أكثر من 12 ألف شخص عبر الإنترنت انطلاق جلسات “محكمة غزة” الشعبية التي أطلقها الزعيم العمالي السابق جيرمي كوربين في قاعة “تشيرتش هاوس” التاريخية بوستمنستر، بحضور نحو 50 مشاركًا فقط داخل القاعة. وتأتي هذه المبادرة غير الرسمية بعد رفض حكومة حزب العمال مقترحًا برلمانيًا لإجراء تحقيق علني حول التعاون العسكري بين بريطانيا وإسرائيل.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، خلال مداخلتها عبر “زووم” إن على بريطانيا وقف استثماراتها وعلاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل، مؤكدة أن دعمها السياسي والعسكري للاحتلال يمثل “فشلًا ذريعًا” في احترام القانون الدولي، وقد يشكّل أساسًا لقضية جنائية تتعلق بالتواطؤ.
كوربين: لن نسمح بخنق الحقيقة

كوربن الذي يترأس المحكمة إلى جانب خبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان، أكد أن الحكومة البريطانية تحاول التهرب من المساءلة كما فعلت في حرب العراق. وأضاف: “سنكشف حجم التواطؤ البريطاني في الإبادة الجماعية، وسنسعى لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”.
شهادات تكشف الدعم العسكري والقمع الداخلي
النائب العمالي ريتشارد بورغون اتهم الحكومة بأنها تمنح إسرائيل “ضوءًا أخضر سياسيًا”، فيما كشف الصحفي جون ماكفوي أن وزارة الدفاع البريطانية لا تزال تصدّر مكونات عسكرية وتدرّب جنودًا إسرائيليين، بينما تجاهلت وزارة الخارجية مراجعة صور المراقبة الجوية فوق غزة.
كذلك تحدثت كايتي فالون من حملة “أوقفوا تجارة السلاح” عن “زيادة هائلة” في صادرات الأسلحة البريطانية للاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، في حين أكدت ناتالي روبرتس من “أطباء بلا حدود” أن الفرق الطبية تعمل بغزة في “ظروف قاسية”، دون أن تلقى نداءاتها أي استجابة جدية من الحكومة.
أما بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، فقد أشار إلى أن السلطات تمارس “قمعًا ممنهجًا” ضد الحراك الشعبي المؤيد لفلسطين، عبر القيود على المظاهرات وتصنيف حركة “Palestine Action” كمنظمة إرهابية.
شهادات من غزة: استهداف المستشفيات والصحفيين

من داخل غزة، شارك مراسل الجزيرة طارق أبو عزوم شهادته مؤكدًا أن الصحفيين أنفسهم باتوا أهدافًا مباشرة، مع مقتل 247 صحفيًا منذ بداية العدوان.
كما تحدث الجراح والأكاديمي البريطاني نِك ماينارد عن استهداف المستشفيات، مؤكدًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف وحدة العناية المركزة في مستشفى الأقصى أثناء وجوده في غرفة العمليات، كما روى محاولاته إنقاذ أطفال أصيبوا بإصابات متشابهة، ما دفعه للاعتقاد بأنهم استُخدموا كـ”أهداف تدريبية” من قبل الجنود الإسرائيليين.
ترسل “محكمة غزة” رسالة واضحة بأن التواطؤ البريطاني مع الاحتلال لم يعد خافيًا، وأن الرأي العام والجهات الحقوقية المستقلة باتت أكثر إصرارًا على كشف الحقيقة. استمرار تصدير السلاح لإسرائيل وقمع المظاهرات المؤيدة لفلسطين يضع لندن في موقع الشريك المباشر في الجريمة. وإزاء هذا الواقع، تؤكد المنصة أن العدالة لن تتحقق إلا عبر الضغط الشعبي المتواصل ومحاسبة الحكومات الغربية على تواطئها في دعم الاحتلال.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇