لماذا التشكيك بالأرقام الرسمية في بريطانيا بشأن أعداد المهاجرين ؟
يشكك خبراء الإحصاء في دقة البيانات الرسمية لأعداد المهاجرين بعد أن كانت أرقام الهجرة الأخيرة غير متوافقة بشكل كبير مع توقعات المحللين.
وفي الأسبوع الماضي أعرب الخبراء عن حيرتهم عندما أفاد مكتب الإحصاء الوطني أن صافي الهجرة وصل إلى 606,000 آلاف في عام 2022. ومع أن هذا الرقم يمثل رقمًا قياسيًّا بالنسبة إلى المملكة المتحدة، فإنه بعيد كل البعد عما توقعه المحللون.
الحكومة البريطانية متهمة بالكذب حول أعداد المهاجرين
وبينما أسهمت المراجعات التصاعدية للتقديرات السابقة في زيادة الفجوة بين التوقعات والأرقام الرسمية، يشير الخبراء إلى عامل آخر، ألا وهو: قرار مكتب الإحصاء الوطني بتعديل الطريقة التي يحسب بها بيانات الهجرة. حيث بدأ مكتب الإحصاء الوطني بتغيير الطريقة التي تُستخرَج بها إحصاءات الهجرة.
وفي هذا السياق قال آلان مانينغ الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد والرئيس السابق للجنة الاستشارية للهجرة، التي تقدم المشورة للحكومة: “هل ارتفع الرقم الآن لأنهم غيّروا المنهجية أم بسبب شيء آخر؟!”.
واستند مكتب الإحصاء الوطني سابقًا في تقديراته للهجرة إلى استبانة أجريت في مطارات مثل هيثرو ومانشستر تُسمى المسح الدولي للركاب. ومع ذلك فقد تجاهلت بوابات مهمة في أجزاء أخرى من البلاد مثل لوتون وليدز.
يُذكَر أن مكتب الإحصاء الوطني أنتج منذ إبريل 2021 مجموعة تجريبية لبيانات الهجرة باستخدام البيانات الإدارية، مثل: سجلات التأشيرات والضرائب، إلى جانب النماذج الإحصائية والمسوحات الأخرى. ويمثل التباين والاضطراب في بيانات الهجرة تحديًا لواضعي السياسات وخبراء الإحصاء الذين يعتمدون عليها لإنتاج تقديرات سكانية بين التعدادات.
تشكيك حول تحديث بيانات المهاجرين
وبهذا الصدد قال سايمون بريسكو، المستشار السابق في شؤون الإحصاء في لجنة الإدارة العامة المختارة في مجلس العموم التي تتابع ملف الهجرة: إن الأرقام “التقريبية الجاهزة” المستخدمة في إطار نظام جمع البيانات الجديد “لا معنى لها”. وامتنعت وزارة الداخلية عن التعليق.
ويُعَد إحصاء الهجرة من المملكة المتحدة أمرًا صعبًا؛ لأن الناس قد يغادرون قبل انتهاء صلاحية تأشيراتهم. وتُظهِر التغييرات الأخيرة في المنهجية كيف يمكن أن تؤثر تغييرات العد بشكل كبير على الأرقام.
فاللاجئون الأوكرانيون -على سبيل المثال- كانوا يُعتبَرون في السابق مهاجرين على المدى الطويل. لكن حُذِفت أسماء 39 ألف شخص من أحدث التقديرات بناء على البيانات التي تشير إلى أن بعضهم بقي في المملكة لمتحدة لمدة تقل عن عام.
كما يُعَد تحديد عدد طالبي اللجوء أمرًا صعبًا لأن هذه المجموعة لا تَبرُز عادة في بيانات أنظمة الحدود بوزارة الداخلية. وقد أدرجت في إحصاءات الهجرة للمرة الأولى هذا العام، مع أرقام تستند إلى عدد المطالبات المسجلة. وأدى إدراج طلبات اللجوء وخطط إعادة التوطين إلى تغير كثير من الأرقام.
هذا وأقر مكتب الإحصاء الوطني بأن أساليبه “تجريبية وفي طور التعديل”، لكنه أكد بأنه يثق بأن الإحصاءات كانت “أفضل تقديرات ممكنة من البيانات المتاحة”. “تستند هذه الأساليب الجديدة إلى أنماط السفر الفعلية، بدلًا من الأقوال المعلنة للمشاركين في الاستطلاع. ومع أن هذا يعطي صورة أكثر دقة للهجرة بصفة عامة، فإنه يستغرق وقتًا للحصول على صورة كاملة عنه”.
اقرأ أيضا
ما أسباب ارتفاع أعداد المهاجرين في بريطانيا؟
كيف تغيرت أعداد المهاجرين في بريطانيا خلال ولاية 5 رؤساء وزراء محافظين؟
الرابط المختصر هنا ⬇