أسعار المواد الغذائية في بريطانيا ترتفع بوتيرة تفوق التضخم
تواجه الأسر في بريطانيا ارتفاعًا جديدًا في تكلفة التسوّق الأسبوعي، بعدما تجاوزت أسعار المواد الغذائية معدلات التضخم، في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل اللحم البقري وأكياس الشاي.
ووفقًا لبيانات اتحاد التجزئة البريطاني (BRC)، فقد ارتفع معدل تضخم أسعار الغذاء إلى 4% في يوليو – وهو أعلى مستوى يُسجَّل منذ فبراير من العام الماضي.
وتُظهر آخر الإحصاءات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني (ONS) أن معدل التضخم السنوي في بريطانيا بلغ 3.6% حتى نهاية يونيو، مقارنة بـ 3.4% في مايو.
وأشار المكتب إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود ساهم في دفع التضخم نحو الأعلى، فيما لا يزال المعدل بعيدًا عن هدف بنك إنجلترا البالغ 2%.
تحذيرات من ارتفاع أسعار الغذاء بسبب الضرائب وتكاليف الأجور

من جانبها، أوضحت هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية لاتحاد التجزئة البريطاني، أن سلعًا أساسية مثل “اللحم والشاي” كانت الأشد تأثرًا، حيث شهدت أسعار الجملة ارتفاعًا نتيجة اضطرابات الإمداد العالمية.
ويأتي هذا الارتفاع في أسعار الغذاء في وقت يعمل فيه تجار التجزئة على تمرير الزيادات في تكاليف الأجور، بعد دخول التعديلات التي أُقرت في ميزانية أكتوبر الماضي حيز التنفيذ في أبريل. وكانت مؤسسات البيع بالتجزئة قد حذّرت من أن تكاليف التوظيف المرتفعة ستنعكس مباشرة على الأسعار المعروضة على الأرفف.
وفي هذا السياق، شددت ديكنسون على ضرورة أن “تفكّر الحكومة مليًّا في موازنتها المقبلة”، مضيفة أن أي زيادات ضريبية جديدة قد تُلقي بأعباء إضافية على كاهل الأسر.
وتابعت قائلة: “الضرائب المرتفعة تعني ضغوطًا أكبر على العائلات، وتُكرّس التضخم، وتجعل تأمين الطعام على المائدة أكثر كلفة”.
زيادات متتالية في أسعار الغذاء تضغط على ميزانيات الأسر البريطانية

يُعد شهر يوليو سادس شهر على التوالي يشهد ارتفاعًا في معدلات تضخم أسعار الغذاء، ما يعزز الضغوط المعيشية المتزايدة على الأسر البريطانية.
ويُظهر المؤشر أن أسعار الغذاء تُعد أحد العوامل الأكثر حساسية في نظرة الأسر للتضخم، في وقت تستمر فيه نفقات التسوّق الأسبوعي بالارتفاع.
وصرّح مايك واتكينز، من شركة البيانات NielsenIQ، بأن “ميزانيات الأسر تتعرض لضغط واضح، إذ يسجّل تجار التجزئة زيادات في الأسعار تفوق مؤشر أسعار المستهلك”.
وأضاف أن “المنافسة السعرية المدعومة بالعروض الترويجية تعني أنه لا يزال بوسع المتسوقين التوفير عبر اتخاذ خيارات أكثر ذكاءً”.
وحذّر واتكينز من أن “استمرار معدلات التضخم في الارتفاع سيُقلق متاجر الشوارع الرئيسية التي تسعى للحفاظ على عملائها خلال موسم الإجازات الصيفية، إذا ما أرادت الحفاظ على وتيرة مبيعاتها”.
وبحسب أرقام صادرة عن اتحاد التجزئة البريطاني و NielsenIQ، فقد ارتفع معدل تضخم الأسعار في المتاجر إلى 0.7% في يوليو، مقارنة بـ0.4% في يونيو. في المقابل، تراجع تضخم أسعار السلع غير الغذائية إلى -1% خلال يوليو، بعد أن سجّل -1.2% في يونيو، مدفوعًا بتخفيضات الصيف على الملابس والأثاث.
ضريبة التغليف المرتقبة تُنذر بارتفاع أسعار جديد في قطاع التجزئة

من جهة أخرى، يستعد قطاع التجزئة لمواجهة عبء إضافي مع اقتراب تطبيق ضريبة التغليف الجديدة في وقت لاحق من هذا العام.
ومن المنتظر أن تفرض التغييرات ضريبة على شركات الغذاء والمشروبات بناءً على الكمية التي تستخدمها من مواد التعبئة، بما في ذلك الزجاج والألمنيوم والبلاستيك.
وتسود مخاوف من أن هذه الإجراءات ستُضيف تكاليف جديدة على الشركات، ما قد يؤدي إلى رفع الأسعار على المستهلكين من دون أن تُحقق بالضرورة نتائج ملموسة في تحسين نسب إعادة التدوير.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
يواجه المواطنون في بريطانيا ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي فاقت معدلات التضخم العامة، مما يؤثر بشكل مباشر على ميزانيات الأسر. تعكس هذه الزيادات في أسعار السلع الأساسية عوامل عدة منها اضطرابات الإمداد العالمية وتكاليف الأجور المرتفعة، إضافة إلى ضريبة التغليف الجديدة التي قد تزيد العبء المالي على المستهلكين.
تؤكد منصة العرب في بريطانيا ضرورة أن تتخذ الحكومة إجراءات متوازنة تهدف إلى تخفيف الضغط على الأسر، مع تشجيع قطاع التجزئة على استخدام آليات تنافسية لتقديم عروض ترويجية تساعد في تخفيف الأعباء. كما يُبرز الوضع الحالي أهمية وعي المستهلكين في اختيار سبل التسوق الذكية للحد من تأثير الغلاء.
ندعو قراء منصة العرب في بريطانيا لمشاركة آرائهم وتجاربهم حول كيفية التعامل مع ارتفاع الأسعار وتأثيره على حياتهم اليومية.
كيف تدارون ميزانياتكم في ظل هذه الظروف؟
شاركونا من خلال التعليقات أو عبر منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر : التيلغراف
إقرأ أيضًا :
- التضخم في بريطانيا يبلغ أعلى مستوياته منذ 18 شهرًا وسط أزمة معيشية خانقة
- توقعات بارتفاع أسعار المنازل في بريطانيا بـ80 ألف باوند خلال 4 سنوات
- أزمة الغلاء تطال العائلات.. تكلفة النوادي الصيفية تتجاوز ألف باوند لكل طفل
الرابط المختصر هنا ⬇
