أبرز مواقف أسطورة كرة القدم بيليه في الوطن العربي

توفي أسطورة كرة القدم البرازيلية إدسون أرانتس دو ناسيمنتو المعروف باسم بيليه عن عمر يناهز 82 عامًا في أحد مستشفيات ساو باولو بسبب السرطان.
ومع اقتراب نهاية مسيرة بيليه الكروية التي فاز خلالها بثلاث بطولات لكأس العالم وسجل 1279 هدفًا، أصبح سفيرًا دوليًّا لكرة القدم، وسافر إلى جميع أنحاء العالم؛ للترويج لأكثر الرياضات شعبية، ثم شغل منصب وزير الرياضة في البرازيل في أواخر التسعينيات.
زيارات بيليه للوطن العربي

زار بيليه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عدة مناسبات، ويشمل ذلك جولة في الخليج عام 1973، وزيارة إلى لبنان قبل أسابيع فقط من اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. وفي كل بلد زاره لا يزال الناس يتحدثون عن الوقت الذي حل فيه ملك كرة القدم ضيفًا عليهم.
يوسف برجاوي، صحفي رياضي مخضرم يبلغ من العمر 75 عامًا، ما زال يتذكر جيدًا زيارة بيليه إلى لبنان.
قال برجاوي -الذي بدأ مسيرته المهنية في الصحافة الرياضية آنذاك لـ(Middle East Eye): إنه محظوظ جدًّا لحضور ما وصفه بأنه أحد أهم الأحداث الرياضية التاريخية التي شهدها بلده الصغير.
اشتُهر بيليه بعدم اللعب مع الأندية الأوروبية، حيث أمضى معظم مسيرته في فريق سانتوس البرازيلي. وفي أوائل الستينيات، سيطر الفريق على كرة القدم في أمريكا اللاتينية، وفاز بخمس بطولات برازيلية متتالية، وكأس ليبرتادوريس مرتين، وفاز بكأس القارات (Inercontinental) مرتين متغلِّبًا على ناديَي بنفيكا وميلان الأوروبيَين.
وبعد هيمنة الفريق في أمريكا الجنوبية، بدأ جولته حول العالم، وكان بيليه أيقونته الخاصة.
نظَّم بيليه جولة شاملة في إفريقيا في عام 1967، وزار حينها الجزائر، ثم زارها مرة أخرى في عام 2014 حيث لاحظ صعود النجوم الجزائريين الشباب، وتوقع أن يحقق المنتخب الوطني مفاجأة في كأس العالم في وقت لاحق من ذلك العام (وصلوا إلى دور ثمن النهائي، وخسروا أمام ألمانيا حاملة اللقب في نهاية المطاف).
زار بيليه إيران أيضًا، وسجل ثلاثية عندما تغلب سانتوس على فريق إيران الثاني في ملعب آزادي في طهران في 5 مايو 1972. وكان ولي العهد الإيراني آنذاك رضا بهلوي من بين الحضور، مع 60 ألف متفرج في الملعب الذي افتُتح حديثًا وقتها.
وفي عام 1973 زار أيقونة البرازيل وفريقه سانتوس مصر، حيث لعبوا مباراة ودية ضد نادي الأهلي في ملعب القاهرة الدولي. وقال بيليه للصحفيين في مطار القاهرة آنذاك: إنه سيسجل هدفين، وهو ما فعله بالضبط خلال مباراة انتهت بفوز فريقه بخمسة أهداف نظيفة.
يقول بيليه في سيرته الذاتية: في عام 1973 بدأنا عامًا آخر من السفر. لقد لعبنا في دول الخليج العربي، ولعبنا في مصر والسودان، وفي إفريقيا وأوروبا.
وشهدت رحلة السودان مباراة ضد فريق الهلال في مدينة أم درمان، في حين حطت رحلة اللاعب البرازيلي إلى الخليج في البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وفي قطر فاز سانتوس على الأهلي المحلي بـ3-0 في ملعب الدوحة الذي يتسع لألفي متفرج. وكان الملعب حينها بعيدًا كل البعد عن الملاعب الرائعة التي استضافت كأس العالم 2022.
وبعد أسبوع زار فريق سانتوس -الذي ضم زملاءه الفائزين بكأس العالم: كارلوس ألبرتو ودجالما سانتوس وكلودوالدو- الإمارات العربية المتحدة التي استقلت حينها حديثًا، وفازوا على نادي النصر بـ 4-1 في دبي، وهي أولى الزيارات التي قام بها بيليه إلى الإمارات.
أيام جميلة في لبنان قبل الحرب
بعد أن أمضى بيليه 18 عامًا في سانتوس، تقاعد في البداية من كرة القدم للأندية في عام 1974 -بعد ثلاث سنوات من تقاعده من كرة القدم الدولية- لكنه لم يتوقف عن لعب كرة القدم التي يحبها.
وفي إبريل عام 1975 -وقبل أيام فقط من اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا في لبنان- سافر بيليه إلى بلاد الأرز في جولة كرة قدم دولية.
وشارك النجم البرازيلي في مباراة ودية بين فريق النجمة في الدوري اللبناني الممتاز ومجموعة من اللاعبين من مختلف الجامعات الناطقة بالفرنسية. وبدأ بيليه المباراة في حراسة المرمى لربع ساعة، قبل أن يتقدم في الملعب ويساعد فريق النجمة على الفوز بهدفين نظيفين في مباراة حضرها أكثر من 50 ألف متفرج.
هذا وتضمنت رحلته التي استمرت أسبوعًا تقديم حصة تدريبية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
اقرأ أيضًا:
أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الجمعة 30 ديسمبر 2022
الرابط المختصر هنا ⬇