العرب في بريطانيا | آلاف الأطنان من النفايات السامة تصل إلى الأراضي...

1447 ربيع الثاني 7 | 30 سبتمبر 2025

آلاف الأطنان من النفايات السامة تصل إلى الأراضي الزراعية في إنجلترا

بلديات في بريطانيا
رجاء شعباني September 13, 2025

كشفت تحقيقات صحفية بريطانية عن فضيحة بيئية خطيرة تتعلق بكيفية التعامل مع السوائل السامة المتسربة من مواقع دفن النفايات في إنجلترا. فكل عام يُنقل أكثر من 750 ألف طن من هذه السوائل المعروفة باسم الرشاحة (Leachate) إلى محطات معالجة الصرف الصحي، حيث تُخلط مع مياه الصرف والمخلفات الصناعية قبل أن تُعاد تدويرها إلى أنهار وبحار، أو تُحوّل إلى سماد يُوزَّع على المزارع. هذه الممارسات، وفق خبراء البيئة، تعني أن مواد كيميائية مسرطنة وسامة تدخل مباشرة إلى السلسلة الغذائية والبيئة الزراعية.

مواد سامة في المياه والحقول

خطأ شائع في التخلص من النفايات قد يكلف الأسر البريطانية 400 باوند

الرشاحة التي تتسرب من مئات مواقع الدفن عبر إنجلترا تحمل خليطًا من آلاف المواد الكيميائية، بينها ما يُعرف بـ”المواد الكيميائية الأبدية” Pfas، فضلًا عن مركّبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور (PCBs)، والدايوكسينات، ومثبطات اللهب، والمذيبات، والجزيئات البلاستيكية الدقيقة. الكثير من هذه المواد لا تخضع للمعالجة في محطات الصرف المصممة أساسًا للتعامل مع المخلفات البشرية، ما يجعلها تمر مباشرة إلى الأنهار أو تتراكم في التربة الزراعية. وبحسب الأرقام الرسمية، تُنتج بريطانيا نحو 3.5 مليون طن من الرشاحة سنويًا، يُرسل ربعها تقريبًا إلى محطات المعالجة غير القادرة على تصفية هذه السموم.

تحذيرات الخبراء والوكالات

تغييرات مرتقبة في نظام جمع النفايات في بريطانيا قريبا

أحد مسؤولي وكالة البيئة البريطانية وصف هذه الممارسات بأنها “غسيل للنفايات”، حيث يُخفّف الخطر عبر خلط الرشاحة بمخلفات أخرى من دون معالجة حقيقية. الدكتور ديف ميغسون، الخبير الجنائي في المواد الكيميائية Pfas، عبّر عن صدمته قائلاً إنّ النظام “خارج عن السيطرة”، إذ إن معظم محطات الصرف غير مجهزة للتعامل مع هذه التركيزات من المواد السامة. وأكد أن الكثير من هذه السموم يعاد تركيزه في الطين الناتج عن المعالجة ويُباع للمزارعين على أنه سماد رخيص، مما يعني أن المواد التي دُفنت في الأصل لحماية البيئة يُعاد نشرها في الحقول.

نقص في الرقابة وتراكم المخاطر

قوانين جديدة لإعادة تدوير النفايات المنزلية في بريطانيا

التحقيقات أوضحت أن الرقابة الحالية محدودة للغاية، إذ تُفحص الرشاحة غالبًا فقط للتأكد من مستويات المعادن الثقيلة وفق قواعد تعود إلى عام 1989، بينما لا تُجرى أي فحوص منتظمة للـ Pfas أو غيرها من الملوثات الحديثة. شركات المياه تستفيد ماليًا من قبول هذه النفايات وبيع الطين الناتج للمزارعين، بينما يعتمد المزارعون عليها كسماد منخفض التكلفة. هذا التشابك خلق نظامًا يعتمد على استمرار هذه الدورة رغم مخاطرها. من جهتها، دعت جمعيات بيئية مثل Fighting Dirty إلى اتخاذ إجراءات قانونية لإجبار الحكومة والوكالات المعنية على حماية الصحة العامة والبيئة.

ما كشفه التحقيق يسلّط الضوء على أزمة بيئية خطيرة تمسّ المياه والزراعة في إنجلترا، حيث تُعامل السموم وكأنها موارد اقتصادية. إنّ استمرار هذه الممارسات يهدد صحة الإنسان والتربة والمياه على المدى الطويل. ومن هنا، تؤكد العرب في بريطانيا أنّ معالجة هذه القضية لا تحتمل التأجيل، وأن المطلوب هو تشديد الرقابة، فرض مسؤولية أكبر على الشركات المنتجة للمواد الكيميائية، وتبنّي سياسات بيئية صارمة تمنع إعادة تدوير السموم في غذائنا وبيئتنا.

المصدر: الغارديان 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
8:46 am, Sep 30, 2025
temperature icon 11°C
clear sky
86 %
1026 mb
1 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 8%
Visibility 10 km
Sunrise 6:59 am
Sunset 6:41 pm

آخر فيديوهات القناة