هل تنجح بريطانيا في تقليل السمنة بإلزام المتاجر بخفض السعرات الحرارية؟

أعلن وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ عن خطة حكومية جديدة تهدف إلى معالجة أزمة السمنة في المملكة المتحدة، من خلال إدخال “معيار الغذاء الصحي” على مستوى السوبر ماركت، في ما وصفه بأنه “نهج عالمي رائد” يبتعد عن أسلوب “الوصاية الحكومية التقليدية”.
وأكد ستريتينغ في حديثه لبرنامج “صباح الأحد مع تريفور فيليبس” عبر قناة “سكاي نيوز”، أن الحكومة لن تعتمد على القيود المباشرة على الأسعار أو التسويق، بل ستتعاون مع المتاجر الكبرى من خلال البيانات التي تجمعها حول المشتريات، وذلك بهدف تقليل كمية الأطعمة غير الصحية في عربات وسلال التسوق، وتعزيز الخيارات الصحية أمام المستهلكين.
أهداف محددة وخيارات مرنة للمتاجر
تهدف الخطة إلى جعل “الخيار الصحي هو الخيار السهل”، من خلال إلزام المتاجر الكبرى بتقديم تقارير دورية حول مبيعات الأطعمة الصحية، مع التهديد بإمكانية فرض عقوبات مالية على الجهات التي لا تحقق الأهداف الموضوعة، بحسب ما ذكرته وكالة الابتكار “نيستا” المطورة للمبادرة.
وستُمنح الشركات مرونة في اختيار الطريقة التي تنفذ بها هذا المعيار الغذائي، سواء عبر:
- تعديل وصفات المنتجات
- إعادة ترتيب المنتجات داخل المتاجر
- تقديم خصومات على الأغذية الصحية
- استخدام برامج الولاء للترويج للخيارات الصحية
وسوف تُستخدم البيانات المتعلقة بالقيمة الغذائية لمشتريات العملاء لوضع أهداف واضحة للمحتوى الغذائي في السلال وعربات التسوق.
التأثير المتوقع على الصحة العامة
قال وزير الصحة البريطاني إن خفض عدد السعرات الحرارية اليومية بمقدار 216 سعرة فقط – أي ما يعادل زجاجة كوكاكولا – يمكن أن يساهم في تقليل معدلات السمنة إلى النصف. كما أشار إلى أن خفض استهلاك السعرات الحرارية بمقدار 50 سعرة فقط يوميًا من شأنه أن يُخرج 340 ألف طفل من دائرة السمنة.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن طفلًا من كل خمسة يغادر المرحلة الابتدائية في بريطانيا وهو يعاني من السمنة، ما يُكلّف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) نحو 11 مليار باوند سنويًا. كما تضاعفت معدلات السمنة في البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي.
السمنة والسرطان: علاقة مقلقة
من جهتها، اعتبرت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “بحوث السرطان في المملكة المتحدة”، أن الشركات الغذائية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في دعم الناس لاتخاذ خيارات صحية، مضيفةً أن زيادة الوزن أو السمنة تُعد ثاني أكبر مسبّب للسرطان في المملكة المتحدة، وترتبط بـ13 نوعًا من أنواع السرطان.
ودعت ميتشل الحكومة إلى الاستمرار في تبنّي سياسات وقائية جريئة ضمن كل من خطة الصحة لعشر سنوات وخطة السرطان الوطنية المرتقبة، لإنقاذ مزيد من الأرواح.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
ترحب منصة “العرب في بريطانيا – AUK” بأي خطوات عملية تهدف إلى معالجة أزمة السمنة، خاصة في ظل ما تسببه من أعباء صحية واقتصادية متزايدة، وترى في التوجه الحكومي الأخير خطوة إيجابية نحو تغيير ثقافة الاستهلاك الغذائي لدى الجمهور البريطاني.
وإذ تدعو المنصة إلى متابعة دقيقة لتطبيق هذه المعايير، فإنها تشدد على أهمية إشراك جميع شرائح المجتمع – بما فيها الأقليات – في حملات التوعية والتثقيف الغذائي، لضمان الوصول إلى نتائج عادلة ومستدامة تشمل الجميع.
كما تؤكد “AUK” على ضرورة أن تراعي السياسات الصحية الجديدة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين المناطق، وألا يؤدي التوجه نحو الأطعمة الصحية إلى زيادة العبء المالي على الأسر ذات الدخل المحدود.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇