تحذير من تأخيرات كبيرة في مطارات بريطانيا خلال فترة العطلات
يواجه المسافرون في بريطانيا خلال موسم العطلات الصيفية احتمال تأخيرات كبيرة وغير مسبوقة، في ظل تحذيرات صدرت عن كبار مسؤولي إدارة حركة الطيران في أوروبا من أزمة متصاعدة في شبكات الملاحة الجوية. ويُرجّح أن تكون اضطرابات الرحلات الجوية هذا العام أكثر حدة من تلك التي سُجلت في صيف 2024، والذي صُنّف الأسوأ على الإطلاق، حيث قُدرت خسائر قطاع الطيران خلاله بـ2.4 مليار باوند.
مخاوف من صيف مزدحم وتأخيرات غير مسبوقة
ومع اقتراب عطلتي عيد الفصح والصيف، تزداد مخاوف شركات الطيران من تكرار السيناريو نفسه، لا سيّما مع توقعات بمغادرة نحو 90 مليون راكب من مطارات المملكة المتحدة بين شهري يونيو وسبتمبر، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الضغط على البنية التحتية للمجال الجوي الأوروبي.
وقد دقّت شركات ومزودو خدمات السفر ناقوس الخطر، محذّرين من موجة تأخيرات جديدة تطال ملايين السياح، في وقت توقعت فيه هيئة “يوروكنترول” – المسؤولة عن إدارة المجال الجوي الأوروبي – ارتفاعًا بنسبة 5% في عدد الرحلات الجوية هذا العام مقارنة بعام 2024. ورغم أن هذه الزيادة تبدو محدودة، إلا أن تأثيرها قد يكون كبيرًا نظرًا للتشبع الشديد الذي تعاني منه الأجواء الأوروبية.
وفي تصريحات لصحيفة “ذا تايمز”، أقرّ ستيفن مور، رئيس عمليات إدارة المجال الجوي، باستحالة مرور صيف دون تأخيرات، مشددًا على أن أوروبا “تُعد شبكة مشبعة، حيث يتحول أي خلل صغير إلى أزمة على مستوى القارة بأكملها”.
وأفاد تقرير مراجعة الأداء الصادر عن “يوروكنترول” بأن سوء الأحوال الجوية لعب دورًا محوريًا في تأخيرات العام الماضي، بينما أشارت شركة “إيزي جيت” إلى أن شهرَي يناير وفبراير من العام الحالي شهدا ارتفاعًا بنسبة 41% في التأخيرات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ووصف ديفيد مورغان، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، هذه الزيادة بأنها “مقلقة للغاية”، مضيفًا: “كلفة التأخيرات باتت صادمة، وتُكلف شركات الطيران مئات الملايين من الباوندات”.
نقص المراقبين الجويين.. أزمة مستمرة
وأوضح مورغان أن مشاكل نقص موظفي مراقبة الحركة الجوية أصبحت شبه دائمة، مؤكدًا أن “الجميع يتحدث عن جداول واقعية، لكن تنفيذها في ظل الظروف الحالية ليس بالأمر السهل”. وتابع: “شركات الطيران مطالَبة بالالتزام بالجداول الزمنية لتفادي خسارة حقوق الهبوط، غير أن تأخيرات الصيف باتت أمرًا متكررًا، في حين يفترض أن تكون مشاكل نقص الطاقم استثنائية، لا قاعدة دائمة”.
وفي السياق ذاته، أشار عدد من المسؤولين إلى أن نقص عدد المراقبين الجويين يُعزى جزئيًا إلى تداعيات جائحة كوفيد-19، حيث لم يكن قطاع الطيران مستعدًا للطفرة المفاجئة في عدد المسافرين بعد رفع قيود الإغلاق.
“رايان إير”: صيف هذا العام سيكون الأسوأ
الإمارات تحافظ على الصدارة.. تعرف إلى أقوى جوازات السفر لعام 2024
أما مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة “رايان إير”، فقد اعتبر أن صيف 2025 سيكون “أسوأ من صيف العام الماضي، وخصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع”. وانتقد أوليري بشدة البنية التحتية الأوروبية لمراقبة الحركة الجوية، واصفًا إياها بـ”المعطلة”، ومضيفًا: “ندفع رسومًا باهظة مقابل نظام فاشل، ويجب إصلاحه”.
من جهته، صرح خيسوس غارسيا، منسق أنظمة الملاحة الجوية في هيئة “إيناير” الإسبانية، بأن النمو في حركة الطيران بعد الجائحة لم يكن متوازنًا كما كان متوقعًا. وقال: “نحن بحاجة ماسة إلى مراقبين جويين جدد، لكن عملية التدريب تستغرق بين سنتين وثلاث سنوات، كما أن سياسات التوظيف تعتمد على تخطيط بعيد المدى، ولا تتماشى مع الطلب المتغير على المدى القصير”.
وأكد غارسيا أن أوروبا تواجه “عاصفة مثالية” نتيجة عوامل متداخلة تشمل التدفقات الجوية المتقلبة، والنزاعات الجيوسياسية التي تسببت في زيادة الأنشطة العسكرية وفرض قيود إضافية على الطيران، فضلًا عن ارتفاع وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة.
وفي بيان صدر الأسبوع الماضي، حذرت المفوضية الأوروبية من أنّ “القدرة المحدودة للمجال الجوي، كما شهِدنا في السنوات الماضية، تؤدي إلى تأخيرات طويلة ومعاناة للمسافرين”، مشيرة إلى أن هذه التأخيرات “تُضعف كفاءة نظام النقل الجوي الأوروبي بأكمله”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
22°C
