مشروع جديد في شمال غرب إنجلترا لدعم المهاجرين وطالبي اللجوء

أطلقت منظمة ويرال المتعددة الثقافات (WMO) مشروعًا جديدًا يحمل اسم “مشروع رفاهية المهاجرين”، وذلك بهدف تقديم الدعم العملي والإنساني لطالبي اللجوء والمهاجرين الذين وصلوا حديثًا إلى المملكة المتحدة، ومساعدتهم على الاندماج وتحقيق حياة مستقرة ومتكافئة على أرض بريطانيا.
ومنذ انطلاق المشروع في إبريل الماضي، استفاد منه أكثر من 1070 شخصًا، حيث وفّر خدمات شاملة تتضمن الوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم، وفتح الحسابات البنكية، والتقديم من أجل الحصول على رخص القيادة، والتسجيل لدى مراكز الصحة، وغيرها من الاحتياجات التي تُشكّل عقبة كبيرة للقادمين الجدد.
مشروع دعم بلغة القلب قبل اللسان
“هذا المشروع مُخصّص لمن يحتاجون إلى المساعدة، بصرف النظر عن بلدانهم أو خلفياتهم الثقافية”، بهذه العبارة يُلخّص سيد، أحد العاملين لدى (WMO)، فلسفة عمل الفريق. يتميّز المشروع بقدرته على تجاوز حاجز اللغة، حيث يضم فريقًا متمكّنًا من عدة لغات، ما يساعد على تقديم الدعم المباشر أو توفير مترجمين عند الحاجة.
ويسرد سيد قصة شاب عانى كثيرًا لاستكمال تعليمه بعد وصوله إلى المملكة المتحدة، قائلًا: “أتذكر عائلة كانت تبحث عن فرصة لابنها الذي يحمل خلفية علمية مميزة من بلده، وبعد جهود مضنية، وجدنا له الفرصة الملائمة، واليوم يواصل دراسته لعلوم الحاسوب”.
ويعالج المشروع كذلك مشكلة العزلة الرقمية لدى مجتمع المهاجرين، عبر تقديم برامج محو الأمية الرقمية وتنظيم ورش عمل عن مخاطر الاحتيال على شبكة الإنترنت، وذلك لزيادة الوعي وحماية أفراد هذه الفئة من محاولات الاحتيال التي تستهدفهم على نحو متزايد.
“الدعم غيّر حياتي”
يلخّص مهدي، المتطوع الحالي لدى (WMO) والقادم من إيران، أثر هذا الدعم على حياته فيقول: “عندما وصلت إلى هنا، كنت أمرّ بظروف قاسية، أشعر بالعزلة والتوتر، لكن الدعم الذي تلقيته غيّر كل شيء بالنسبة لي. ففي ثقافتنا، التواصل الحقيقي يعني الكثير، وحين تشعر بأن من حولك يرونك ويفهمون معاناتك، يصبح الحديث عن عقباتك أقل صعوبة. واليوم، أستثمر مهاراتي التقنية واللغوية لرد الجميل ومساعدة الآخرين”.
هذا وحصل المشروع على تمويل بقيمة 384 ألف باوند على مدار ثلاث سنوات، ضمن مخصصات الصحة العامة التابعة لمجلس بلدية ويرال، حيث تُوجَّه هذه الموارد نحو تحسين النتائج الصحية وتعزيز اندماج طالبي اللجوء والمهاجرين، ومساعدتهم على الاستقرار والنمو ضمن المجتمع المحلي.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن مشروع رفاهية المهاجرين يُشكّل نموذجًا حيًّا لضرورة تقديم الدعم المؤسسي والمجتمعي من أجل تمكين طالبي اللجوء والمهاجرين من تجاوز صعوبات المرحلة الأولى من حياتهم على أرض المهجر. وتؤمن المنصة بأن تعزيز الاندماج، وحماية حقوق طالبي اللجوء، وتنمية مهاراتهم، تُعدُّ جزءًا أصيلًا من مكونات مجتمع متكافل يحترم التنوع، ويضمن العدالة وتكافؤ الفرص للجميع. كما تنبّه إلى ضرورة توسيع هذه المبادرات على امتداد المملكة المتحدة، وتحويلها إلى برامج وطنية تضمن حياة كريمة وآمنة لكل من يلجأ إلى بريطانيا بحثًا عن الأمل والمستقبل.
المصدر: Wirral Globe
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇