خشية على حياة ناشطة في “بال أكشن” بعد استمرار إضرابها عن الطّعام
حذّرت أسرة ناشطة فلسطينية محتجزة في بريطانيا من أن حياتها قد تكون في خطر بعد استمرار إضرابها عن الطّعام لمدة 43 يومًا.
الناشطة توتا هوكشا {29 عامًا} محتجزة على ذمة المحاكمة منذ 13 شهرًا، وتشهد صحة متدهورة، وفق ما أفادت شقيقتها رحمة لشبكة سكاي نيوز.
تدهور صحة الناشطة وارتباطها المستمر بأسرتها من السجن
رحمة {البالغة من العمر 17 عامًا} قالت إن توتا تعاني من صداع مستمر ومشكلات في الحركة، ولم تعد قادرة على الوقوف لأداء الصلاة. وأضافت: “أعرف أنها أعطت تعليمات للأطباء بما يجب فعله إذا انهارت، وكذلك إذا فارقت الحياة. هي لم تكمل الثلاثين بعد، ولا ينبغي لأحد التفكير في ذلك”.
وأوضحت رحمة أن توتا ما زالت تتواصل معها يوميًا من السجن لمساعدتها في واجباتها المدرسية، قائلة: “هي بمثابة الأم بالنسبة لي. والدتنا توفيت عندما كنت صغيرة جدًا، وتولت توتا رعايتي أنا وإخوتي، وحرصت على قراءة قصص قبل النوم لنا. حتى من داخل السجن، تساعدني في واجباتي ومراجعة امتحاناتي”.
وأضافت: “أختي شخص محب ومهتم بالآخرين. أشعر وكأن الدولة أخذت جزءًا مني”.
مطالب بالإفراج والعدالة وسط إضراب سجناء فلسطين أكشن عن الطّعام
توتا واحدة من ثمانية سجناء تابعين لحركة فلسطين أكشن يخوضون إضرابًا عن الطّعام. جميعهم محتجزون على ذمة المحاكمة بتهم تتعلق بمزاعم اقتحامات أو أضرار جنائية، بعضهم يقبع في السجن لأكثر من 12 شهرًا، وينفون جميعًا التهم الموجهة إليهم.
ويطالب المضربون عن الطّعام بإنهاء استضافة بريطانيا لمصانع الأسلحة الموردة لإسرائيل، وإلغاء تصنيف فلسطين أكشن كجماعة محظورة، ووضع حد لسوء معاملة السجناء، وإطلاق سراحهم بكفالة فورًا. وحذرت العائلات من أن مواطنين بريطانيين شباب قد يموتون في السجون دون أن يُدانوا بأي جريمة.
وينص القانون البريطاني على حدود زمنية للاحتجاز بهدف حماية المتهمين غير المدانين، ومنع الاحتجاز قبل المحاكمة لفترة مفرطة. وتشترط هذه اللوائح على النيابة متابعة القضايا بجدية وسرعة نحو المحاكمة.
الحكومة والسجن يحميان قرارات الاحتجاز بفصل السلطات
من جانبه، أكد وزير الدولة للسجون والمراقبة والإصلاح الجنائي، اللورد تيمبسون، أن “هؤلاء السجناء متهمون بجرائم خطيرة تشمل السطو العنيف والأضرار الجنائية. قرارات الاحتجاز على ذمة المحاكمة هي من اختصاص القضاة المستقلين، ويمكن للمحامين تقديم مذكرات للمحكمة نيابة عن موكليهم. لن يلتقي الوزراء بهم، فنظام العدالة لدينا قائم على فصل السلطات، والقضاء المستقل هو حجر الزاوية في هذا النظام. سيكون من غير الدستوري وغير المناسب للوزراء التدخل في القضايا القانونية الجارية”.
ومن المقرر أن تحتفل توتا بعيد ميلادها الثلاثين خلف القضبان يوم الاثنين، دون وجود كعكة أو احتفال، بحسب رحمة. وقالت: “الوسيلة الوحيدة للمقاومة لديها هي جسدها، وهذا ما تستخدمه ضد الدولة”.
ونفى متحدث باسم سجن HMP بيترزبورو التعليق على أفراد محددين، لكنه أكد أن جميع السجناء يُدارون وفق السياسات والإجراءات الحكومية. وأضاف: “إذا كان لدى أي سجين شكاوى محددة، نشجعه على رفعها مباشرة مع السجن، فهناك العديد من القنوات المتاحة لمعالجة مثل هذه المخاوف”.
يُعدّ ضمان سلامة المحتجزين، لا سيما أولئك غير المدانين بعد، أمرًا أساسيًا، إذ يشكل الاحتجاز الطويل قبل المحاكمة خطرًا على حياتهم وصحتهم النفسية. استمرار الاحتجاز لفترات طويلة دون محاكمة عادلة يسلط الضوء على أهمية مراجعة الإجراءات القضائية والإدارية بما يوازن بين الأمن العام وحماية الحقوق الأساسية. حماية حياة الشباب تُعد من أولويات أي نظام قضائي يسعى للعدالة والإنصاف.
المصدر : سكاي نيوز
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
