متى يكون شرب الشاي أو القهوة آمنًا للأطفال وفق توصيات طبية حديثة
يثير شرب الشاي أو القهوة للأطفال تساؤلات متكررة بين الأهالي في بريطانيا، ولا سيما مع اختلاف العادات المنزلية وتبدّل النظرة الصحية عبر الأجيال. وبينما يرى بعض الآباء أن تقديم كوب شاي خفيف للأطفال أمر تقليدي لا ضرر فيه، تحذّر توصيات طبية حديثة من مخاطر الكافيين وتأثيره في نمو الأطفال، ما يفتح نقاشًا أوسع بشأن السن المناسبة وحدود الاستهلاك.
تجارب أسرية وعادات قديمة
تداول مستخدمون على منصة «ريديت- Reddit» تجاربهم مع تقديم الشاي لأطفالهم، إذ أشار أحد الآباء إلى أن طفليه، البالغين من العمر سبعة وعشرة أعوام، يشربان كوب شاي بالحليب كل صباح منذ نحو ثلاث سنوات. وسأل آخرون عمّا إذا كان هذا السلوك مألوفًا أم استثناءً.
وعلّق بعض المشاركين بأنهم بدأوا شرب الشاي في سن الرابعة أو الخامسة، معتبرين أن فكرة منع الأطفال من الشاي أو القهوة لم تكن مطروحة بقوة في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تتغير المعايير الصحية لاحقًا.
هل يُنصح الأطفال بشرب الشاي أو القهوة؟
الإجابة الطبية المختصرة: لا.
تقول الدكتورة ديبورا لي، من صيدلية «دكتور فوكس» الإلكترونية: إن تقديم أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين للرّضّع والأطفال الصغار «ليس فكرة جيدة»، موضحة أن الأطفال يُعدّون ضمن هذه الفئة العمرية حتى سن الثانية عشرة تقريبًا.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بتجنّب تقديم الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين للأطفال الصغار، باعتبارها غير مناسبة لهم.
كما تحذّر هيئة (NHS) في هامبر وشمال يوركشير من إعطاء الأطفال الكافيين، مشيرة إلى أن الشاي تحديدًا قد يقلل من امتصاص الحديد في الجسم.
الكافيين هو جوهر المشكلة
توضح الدكتورة لي أن الكافيين مادة منبّهة نفسية، ولا تزال تأثيراته في الرّضّع والأطفال غير مفهومة بما يكفي من الناحية العلمية.
وتضيف أن دماغ الطفل لا يزال في طور النمو، إلى جانب صِغر حجم الجسم مقارنة بالبالغين، ما يجعل من الصعب تحديد مستوى آمن لاستهلاك الكافيين في هذه المرحلة العمرية.
وتشير إلى أن دراسات ربطت الكافيين لدى الأطفال بظهور أعراض مثل القلق، واضطرابات النوم، وارتجاع المريء، وارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب.
آراء ودراسات متباينة
في المقابل، أشارت إحدى الدراسات إلى أن شرب الشاي ابتداءً من سن الرابعة قد يساعد الأطفال في مواجهة السمنة والتوتر وأمراض القلب، معتبرة أن فوائد الترطيب ومركبات «الفلافونويدات» قد تفوق تأثير الكافيين.
يُذكَر أن الكافيين يوجد في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين، والشوكولاتة الساخنة، وكذلك في الشوكولاتة نفسها. كما تحتوي مشروبات الطاقة على نسب مرتفعة جدًّا من الكافيين.
هل الحليب أو نزع الكافيين يحلان المشكلة؟
تؤكد الدكتورة لي أن إضافة الحليب إلى الشاي أو القهوة لا تقلل من كمية الكافيين. كما تحذّر من أن المشروبات المنزوعة الكافيين ليست خالية منه بالكامل، إذ يحتوي كوب بحجم 200 ملليلتر من القهوة المنزوعة الكافيين على نحو 7 ملليغرامات من الكافيين، مقابل نحو ملليغرامَين في الشاي.
وترى أن الأطفال دون سن الثانية عشرة ينبغي ألا يشربوا الشاي ولا القهوة المنزوعة الكافيين.
مشروبات الطاقة: خط أحمر
تنبّه الطبيبة على ضرورة منع الأطفال منعًا باتًّا من تناول مشروبات الطاقة، مؤكدة أن الطفل السليم يمتلك ما يكفي من الطاقة بطبيعته، وأن أي خمول غير معتاد يستوجب استشارة طبيب عام بدل اللجوء إلى المنبّهات.
خلاصة طبية
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن الجدل بشأن شرب الشاي أو القهوة للأطفال يعكس فجوة بين العادات الاجتماعية القديمة والتوصيات الطبية الحديثة. وفي ظل غياب معايير آمنة واضحة لاستهلاك الكافيين لدى الأطفال، تميل الإرشادات الصحية إلى مبدأ الوقاية، عبر تأجيل تعرّض الأطفال لهذه المشروبات حتى مراحل عمرية أكثر تقدمًا؛ حمايةً لنموهم الجسدي والعصبي.
المصدر: هاف بوست
اقرأ ايضاً
الرابط المختصر هنا ⬇
