العرب في بريطانيا | الحروب تثير الفضول.. صعود لافت لـ"سياحة ال...

1446 شعبان 6 | 05 فبراير 2025

الحروب تثير الفضول.. صعود لافت لـ”سياحة المآسي” في بريطانيا

الحروب تثير الفضول.. صعود لافت لـ"سياحة المآسي" في بريطانيا
محمد علي December 29, 2024

لم تعد الشواطئ الإسبانية الوجهة الوحيدة للسياح البريطانيين، إذ بات العديد منهم يختارون زيارة مدنٍ ومناطق مزّقتها الحروب وتنتشر فيها المباني المدمَّرة وهياكل السيارات المتفحِّمة، فيما يُعرَف بـ”سياحة المآسي”.

هذا وتتيح العديد من شركات الطيران خيار السفر إلى العديد من الوجهات حول العالم بما في ذلك الدول التي تشهد أزمات سياسية و صراعات، والتي تحظر الحكومة البريطانية رسميًا.

ما أبرز الدول التي تثير اهتمام السياح البريطانيين؟

وتتنوع الخيارات ما بين جولات منظمة في سوريا التي تشهد تحولات سياسية، ورحلات عبر أفغانستان الواقعة تحت حكم طالبان، وصولًا إلى جولات في جونزتاون، مسرح مجزرة طائفة دينية في غيانا عام 1978.

وتؤكد الشركات التي تنظم ما يُعرَف بـ”سياحة المآسي” أن أعدادًا متزايدة من البريطانيين يستفسرون عن زيارة مناطق النزاع والبلدان المُدرجة على قوائم “عدم السفر”.

ومن بين أشهر شركات السياحة التي تنظم هذه النوعية من الرحلات، شركة “وور تورز” في أوكرانيا و”يونغ بايونير تورز” التي تتخذ من الصين مقرًا لها، إذ تتيح الشركتان رحلات إلى عشرات الدول بدءًا من كوريا الشمالية ووصولًا إلى الصومال.

وقد أفادت الشركتان برصد ارتفاع في الطلب على السفر، يُعزى إلى الاضطرابات السياسية والأمنية حول العالم.

وفي هذا الصدد قال روان بيرد، مؤسس شركة “يونغ بايونير تورز” مع مجموعة من المهاجرين في الصين:

“يتزايد الإقبال على السياحة إلى الدول التي مزقتها الحروب عامًا بعد الآخر، فقد اعتدنا على استقطاب عدد كبير من البريطانيين، ممن كانوا يشكلون القاعدة لزبائننا عندما بدأنا بتنظيم رحلات جديدة إلى كوريا الشمالية عام 2008، وما زالوا من أهم مجموعاتنا”.

وقال أيضًا:” ما إن تندلع حرب في مكان ما حتى تصبح وجهة جذابة؛ ففي العام الماضي، كانت أوكرانيا الوجهة الأبرز من حيث حجم الطلب”.

ويرى بيرد أن تزايد عدد المدونين الذين يوثقون رحلات إلى المناطق الخطرة أسهم في إذكاء الرغبة لدى الجمهور لخوض تجارب أكثر مخاطرة.

و في هذا الصدد أكد كالوم ميلز (32 عامًا)، وهو يوتيوبر بريطاني أنه يتلقى مئات الاستفسارات يوميًا من متابعيه إثر نشره مقاطع فيديو من سوريا وأفغانستان والعراق وباكستان وأوكرانيا – و غيرها من الأماكن التي تعرض فيها لإطلاق النار وشاهد التفجيرات، وتحدث عن تجربة توقيفه من قبل حركة طالبان.

كيف تطورت “سياحة المآسي” في بريطانيا؟

هذا ويبلغ عدد متابعي قناة ميلز “كالوم أبرود” (Callum Abroad) أكثر من 75 ألف مشترك، وقد أطلقها أثناء الجائحة.

ولاحظ ميلز زيادةً في عدد المدونين البريطانيين الذين ينشرون مقاطع مصورة عن تجاربهم في دول توصي وزارة الخارجية البريطانية بتجنيب السفر إليها.

وأشار إلى أنه انضم إلى مجموعة عبر تطبيق واتساب تضم العشرات من هواة “سياحة المآسي” الذين يتواصلون مع شركات تنظم رحلات إلى مناطق النزاع حول العالم، علمًا أن القوانين البريطانية الشركات المحلية من الإعلان عن رحلات إلى وجهات مشمولة بتحذيرات السفر الرسمية.

وقال ميلز:” شاهد أحدهم مقطع فيديو خاص بي عن تجربة السفر إلى باكستان، فحجز تذكرة طيران على الفور وسافر”.

وأضاف:” إن السفر إلى البلدان التي مزقتها الحروب يرفع مستوى الأدرينالين وقد يصبح إدمانًا، خاصةً أننا في الغرب  نمتلك صورة سلبية عن هذه البلدان، لكن متابعيني يترقبون مقاطع الفيديو بشغف، و لا أعتقد أني سأتوقف في يوم من الأيام.”

من جهته، قال دميترو نيكيفوروف (34 عامًا)، وهو مدير شركة “وور تورز” السياحية، إن موقع شركته تلقى العام الماضي أكثر من 1.700 طلب زيارة من حسابات بريطانية، حيث تنظّم شركته عدة جولات في كييف وخاركيف مقابل 250 باوند لليوم الواحد.

ويشير نيكيفوروف إلى أن فريقه المكوّن من ثلاثة متطوعين أطلق ما وصفه بـ”السياحة العسكرية” بهدف “منح داعمي أوكرانيا فرصة معرفة الحقائق على الأرض ومشاهدتها بأعينهم… ليدركوا أسباب دعم حكوماتهم لنا ماديًا”.

وتقدّر شركة أبحاث “ريبورتس آند إنسايتس” أن عائدات سوق “سياحة المآسي” عالميًا قد تصل إلى 34.5 مليار باوند بحلول عام 2033، حيث استقبلت أفغانستان ما لا يقل عن 5000 سائح العام الماضي، مقارنة ببضع مئات فقط بعد عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.

ويعلل مالك إحدى الشركات السياحية الإقبال البريطاني على هذه المناطق بالقول: “يمتاز البريطانيون عادة بعقلية متفتحة ولديهم الإمكانات المادية التي تسمح لهم بخوض هكذا مغامرات… إنهم يمثلون جزءًا كبيرًا من سوقنا، ونتوقع أن يكون عام 2025 من أكثر الأعوام إقبالًا على السياحة.”

صراعات الشرق الأوسط تجذب السياح البريطانيين

أما شركة “أغينست ذا كومباس” (Against the Compass) السياحية التي تنظم الرحلات إلى الشرق الأوسط، فقد أكدت بدورها ارتفاع عدد الاستفسارات على السفر خلال العدوان الإسرائيل على قطاع غزة.

وأكّدت الشركة مؤخرًا اضطرارها لإلغاء عدة رحلات كانت مقررة إلى سوريا عام 2025 بسبب المعارك التي انتهت بسقوط نظام الأسد، حيث قال مؤسس الشركة، جوان توريس، إن الاهتمام بالسفر سوريا تزايد بعد سقوط النظام.

وأضاف:”لطالما كان السياح البريطانيون ضمن أبرز ثلاث جنسيات لدينا”، يقول توريس، “كما ظل حجم الاهتمام بسوريا مستقرًا نسبيًا خلال السنوات الأربع الماضية.”

وتفيد وزارة السياحة السورية بأن عدد السائحين في عام 2023 بلغ 2.2 مليون شخص، بزيادة 120% عن العام السابق.

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
3:45 pm, Feb 5, 2025
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 71 %
Pressure 1040 mb
Wind 6 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:32 am
Sunset Sunset: 4:56 pm